نظرة على أبرز المقتنيات والتحف الثمينة لوريث عائلة روتشيلد الثرية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يستحوذ الشعور بالشغف على غالبية هواة جمع التحف لامتلاك أغراض معينة، أحياناً قد تكون بمثابة كنوز لا تقدر بثمن، مثل الأعمال الفنية النادرة، وأحياناً أخرى قد تكون أغراض يومية عادةً ما يتم تجاهلها، مثل الدمى أو فناجين القهوة. ولكن، شغف وريث عائلة روتشيلد في جمع المقتنيات قد يختلف كلياً.
ويقول اللورد جاكوب روتشيلد، وريث الفرع الإنجليزي للعائلة، إن الرغبة في اكتساب التحف النادرة هي التي تتحكم في طبعه لجمع التحف.
ويعد قصر الأجداد الإنجليزي لعائلة روتشيلد، وادسون مانور، والمستوحى من قصر فرساي الفرنسي، والذي يقع في ريف باكينغهامشير، بمثابة قلعة محصنة تفيض بنوع من البذخ الهائل، والذي أصبح معروفاً في أواخر القرن التاسع عشر باسم "le goût Rothschild"، أي "ذوق روتشيلد".
وفي الداخل، أصبحت المجموعة الكاملة والانتقائية من التحف التي جمعها أسلاف جاكوب روتشيلد، والذين كانوا أغنى أسرة في العالم بلا منازع، واضحة.
وتتضمن التحف أحد المكاتب المصممة لماري أنطوانيت، وسوار من الذهب يحمل وجه الملكة فيكتوريا، وهو هدية من الملكة نفسها، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة مكونة من 25 ألف قطعة من التحف والأعمال الفنية.
ويتواجد قفص كبير لنوع نادر من الطيور الآسيوية، وسميت الأنواع على اسم أسلاف روتشيلد، وتشكل مجموعة حية داخل أراضي القصر.
ويقول المصرفي الاستثماري، والبالغ من العمر 83 عاماً، والمسؤول الحالي عن مجموعة التحف، خلال المقابلة داخل غرفة تدخين المخصصة بالقصر، إن مثل هذه الثروة الهائلة توفر "فرصة رائعة".
ويقع قصر "وادسون" وسط منطقة تبلغ مساحتها 4 آلاف فدان، وبُني كملاذ لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وجمع التحف الثمينة.
وصمم قصر "وادسون" من قبل المهندس المعماري الفرنسي غابرييل-هيبوليت ديستايلور من أجل بارون فرديناند دي روتشيلد في سبعينيات القرن التاسع عشر، وتمثل عمارة القصر بحد ذاتها مجموعة رائعة من الأساليب المعمارية.
وبينما كان روتشيلد يسير بين غرف المنزل ذات الإضاءة الخافتة، قال إن المجموعة كانت قد اكتملت بالفعل أثناء نشأته، وهي مجموعة متنوعة، تتمتع برونق الأثاث الفرنسي الطاغي الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، والخزف المزخرف من المصنع الملكي في بلدية سيفر، بالإضافة إلى المخطوطات التي تعود إلى القرون الوسطى.
وعلى مر السنين، تم التصرف بجزء كبير من المجموعة وإداعها لدى المتحف البريطاني أو مؤسسة التراث القومي، وهي مؤسسة خيرية للمحافظة على التراث والتي أوصى بها جيمس دي روتشيلد، أحد أقرباء جاكوب، عندما توفي في عام 1957. ولكن لا تزال هناك الآلاف من التحف في مجموعة المقتنيات الشخصية للعائلة.
ويرى روتشيلد أن المكتب الخاص بملكة فرنسا سيئة السمعة ماري أنطوانيت، والتي قُطعت رأسها بالمقصلة في الثورة الفرنسية، يعد بمثابة "أحد كنوز المنزل العظيمة" و "مثال رائع" لما أراده أسلافه.
ويقول روتشيلد، إن اقتناء مكتب الملكة وضمه إلى المجموعة الخاصة بالعائلة كان بمثابة "حلم" في القرن التاسع عشر كان، والذي صممه "واحد من أعظم صانعي الخزانات الفرنسين" في تلك الفترة.