صور لسعاد حسني وصباح وعمر الشريف وغيرهم تُعيد إحياء أجمل مشاهد الأفلام وأبرز نجوم السينما المصرية

نشر
5 دقائق قراءة
تقرير نورهان الكلاوي
Credit: adhamragabartist

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "الأيادي الناعمة" و"خلي بالك من زوزو"، و"الكيت كات"، أفلام لا يمكن أن ينساها تاريخ السينما المصرية الذي يبلغ من العمر أكثر من 100 عام. وفي هذا المشروع الفني، يعيد الرسام المصري أدهم رجب إحياء مشاهد من الأفلام المصرية على لوحات تكاد أن تنطق بما دار في الأفلام من أحداث.

محتوى إعلاني
سعاد حسني في مشهد من فيلم "خلي بالك من زوزو"Credit: adhamragabartist

وخطرت لرجب فكرة المشروع من خلال متابعته لأعمال السينما المصرية بدقة منذ عدة سنوات، وهو يعشق التفاصيل الصغيرة التي تؤدي إلى عمل فني راقي يحترم المشاهد. ويرى أن الفن المصري يمزج بين التراث والحضارة، وخاصةً الأفلام المصرية القديمة.

محمود عبد العزيز وشريف منير في مشهد من فيلم "الكيت كات"Credit: adhamragabartist

وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2018، أراد رجب أن يقوم بعمل فني يحمل الطابعين الثقافي والتراثي لمصر، فكانت الأفلام المصرية وجبة دسمة لهذا المضمون، فحضّر أسماء بعض الأفلام التي شاهدها سابقاً، ثم بدأ تنفيذ المشروع في بداية هذا العام، بعد أن جمّع المشاهد المطلوبة.

نبيلة عبيد في مشهد من فيلم "الراقصة والسياسي"Credit: adhamragabartist

وحاول العديد من الرسامين سابقاً رسم صور بورتريه للممثلين أو رسوم تقريبية لمشاهد من أفلام بالأبيض والأسود، لذا قرّر رجب أن يعمل على هذه الفكرة بصورة أدق مستخدماً الألوان الزيتية. وتحتاج عملية الرسم إلى الكثير من الوقت حتى تبرز مشاهد الأفلام بشكل واضح، بالإضافة إلى رسمها على ورق التوال. وتستغرق اللوحة الواحدة ما بين يومين إلى 4 أيام.

وبالنسبة إلى رجب، تمثل الأفلام المصرية التراث، وأصالة التاريخ، والدقة، والأمانة في سرد القصص ذات القيمة، وهي بمثابة أعمال ذات روح وهوية مصرية.

نيللي وأحمد مظهر في مشهد من فيلم "إمرأتان"Credit: adhamragabartist

وتضمن المشروع، والذي يحمل عنوان "مشاهد من السينما المصرية"، 30 مشهداً من 30 فيلماً مصرياً، من بين أبرزها فيلم "إمرأتان" عام 1975 من بطولة الفنانة نيللي والفنان أحمد مظهر.
 

عمر الشريف في مشهد من فيلم "الأراجوز"Credit: adhamragabartist

واعتمد رجب في اختياره للأفلام على النوع الأدبي للفيلم مثل الدراما، واختار الأفلام المؤثرة ذات المعاني الملهمة على مدار التاريخ، كما اعتمد أيضاً على رؤيته الخاصة وذاكرته البصرية التي تُخزن الشخصيات التي تركت بصمة في مخيلته بتفاصيلها وملامحها.

سعاد حسني وأحمد زكي في مشهد من فيلم "موعد على العشاء"Credit: adhamragabartist

وتمتعت الحبكة الدرامية وتأثير المشهد بدور كبير في اختيار رجب للمشاهد، وقد اختار المشاهد الغنية بعناصر تدل على معنى الفيلم والمغزى الذي يريد إيصاله للمتلقي. واعتمدت العناصر المحيطة بالشخصية والديكور على دور يخدم كل مشهد، إذ ركز رجب في اختياره على المشاهد الغنية بالألوان لتتناسب مع الأدوات التي يستخدمها في الرسم، مرتكزاً في أغلب المشروع على المشاهد الغامضة، إذ برأيه أنها تخدم نوع الفن التشكيلي بشكل خاص.

صباح في مشهد من فيلم "ليلة بكى فيها القمر"Credit: adhamragabartist

واستغرق المشروع 5 أشهر، منذ يناير/كانون الثاني حتى مايو/ أيار 2019، ويقول رجب إن هذا النوع من المشاريع صعب التنفيذ، خاصةً أنه يجمع بين فن البورتريه ودقة تفاصيل المشاهد التي يجب أن تنقل روح الشخصيات التي تتضمنها، بالإضافة إلى بعض من لمساته الفنية حتى تتحول إلى أعمال فنية مميزة تحمل طابعه الخاص. 

شادية وسامية جمال في مشهد من فيلم "زقاق المدق"Credit: adhamragabartist

وكانت أبرز لوحة في المشروع بالنسبة إلى رجب هي لوحة فيلم "زقاق المدق"، من عام 1963، للكاتب نجيب محفوظ والمخرج حسن الإمام، وهي لمشهد يجمع شادية و سامية جمال، وعُرض هذا الفيلم بالأبيض و الأسود، وكان تخيل ألوان المشهد بمثابة تحدي بالنسبة لرجب، محاولاً بكل جهده أن تكون الألوان المستخدمة في اللوحة قد عكست الروح المطلوبة للمشهد الذي يمزج بين لحظة الانكسار، والضعف، والحزن لدى البطلتين.

وكانت الأصداء أكثر مما توقع رجب، حيث اعتبر أن فكرة المشروع ستنجح لإرتباط الجمهور بأبطال كل فيلم أمام وخلف عدسة الكاميرا. وحاز المشروع على إعجاب العديد من الفنانين، ومن بينهم ليلى علوي. 

نيللي ومحمود ياسين في مشهد من فيلم "العذاب إمرأة"Credit: adhamragabartist

والجدير بالذكر، أن رجب لم يدرس في كلية الفنون الجميلة بل درس المحاسبة، وأثار المشروع إعجاب وتشجيع فئة الجمهور العام والمتخصصين في مجال الفنون.

عادل إمام ونيللي في مشهد من فيلم "الغول"Credit: adhamragabartist

ولم يصدق البعض أن تلك المشاهد تعود إلى أفلام شاهدوها من قبل، ويعتقد رجب أنه نجح في استخدام المشاهد غير المألوفة لتشجيع الأشخاص على مشاهدة تلك الأفلام مرة أخرى.

 

 

   

 

نشر
محتوى إعلاني