صور لسعاد حسني وصباح وعمر الشريف وغيرهم تُعيد إحياء أجمل مشاهد الأفلام وأبرز نجوم السينما المصرية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "الأيادي الناعمة" و"خلي بالك من زوزو"، و"الكيت كات"، أفلام لا يمكن أن ينساها تاريخ السينما المصرية الذي يبلغ من العمر أكثر من 100 عام. وفي هذا المشروع الفني، يعيد الرسام المصري أدهم رجب إحياء مشاهد من الأفلام المصرية على لوحات تكاد أن تنطق بما دار في الأفلام من أحداث.
وخطرت لرجب فكرة المشروع من خلال متابعته لأعمال السينما المصرية بدقة منذ عدة سنوات، وهو يعشق التفاصيل الصغيرة التي تؤدي إلى عمل فني راقي يحترم المشاهد. ويرى أن الفن المصري يمزج بين التراث والحضارة، وخاصةً الأفلام المصرية القديمة.
وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2018، أراد رجب أن يقوم بعمل فني يحمل الطابعين الثقافي والتراثي لمصر، فكانت الأفلام المصرية وجبة دسمة لهذا المضمون، فحضّر أسماء بعض الأفلام التي شاهدها سابقاً، ثم بدأ تنفيذ المشروع في بداية هذا العام، بعد أن جمّع المشاهد المطلوبة.
وحاول العديد من الرسامين سابقاً رسم صور بورتريه للممثلين أو رسوم تقريبية لمشاهد من أفلام بالأبيض والأسود، لذا قرّر رجب أن يعمل على هذه الفكرة بصورة أدق مستخدماً الألوان الزيتية. وتحتاج عملية الرسم إلى الكثير من الوقت حتى تبرز مشاهد الأفلام بشكل واضح، بالإضافة إلى رسمها على ورق التوال. وتستغرق اللوحة الواحدة ما بين يومين إلى 4 أيام.
وبالنسبة إلى رجب، تمثل الأفلام المصرية التراث، وأصالة التاريخ، والدقة، والأمانة في سرد القصص ذات القيمة، وهي بمثابة أعمال ذات روح وهوية مصرية.
وتضمن المشروع، والذي يحمل عنوان "مشاهد من السينما المصرية"، 30 مشهداً من 30 فيلماً مصرياً، من بين أبرزها فيلم "إمرأتان" عام 1975 من بطولة الفنانة نيللي والفنان أحمد مظهر.
واعتمد رجب في اختياره للأفلام على النوع الأدبي للفيلم مثل الدراما، واختار الأفلام المؤثرة ذات المعاني الملهمة على مدار التاريخ، كما اعتمد أيضاً على رؤيته الخاصة وذاكرته البصرية التي تُخزن الشخصيات التي تركت بصمة في مخيلته بتفاصيلها وملامحها.
وتمتعت الحبكة الدرامية وتأثير المشهد بدور كبير في اختيار رجب للمشاهد، وقد اختار المشاهد الغنية بعناصر تدل على معنى الفيلم والمغزى الذي يريد إيصاله للمتلقي. واعتمدت العناصر المحيطة بالشخصية والديكور على دور يخدم كل مشهد، إذ ركز رجب في اختياره على المشاهد الغنية بالألوان لتتناسب مع الأدوات التي يستخدمها في الرسم، مرتكزاً في أغلب المشروع على المشاهد الغامضة، إذ برأيه أنها تخدم نوع الفن التشكيلي بشكل خاص.
واستغرق المشروع 5 أشهر، منذ يناير/كانون الثاني حتى مايو/ أيار 2019، ويقول رجب إن هذا النوع من المشاريع صعب التنفيذ، خاصةً أنه يجمع بين فن البورتريه ودقة تفاصيل المشاهد التي يجب أن تنقل روح الشخصيات التي تتضمنها، بالإضافة إلى بعض من لمساته الفنية حتى تتحول إلى أعمال فنية مميزة تحمل طابعه الخاص.
وكانت أبرز لوحة في المشروع بالنسبة إلى رجب هي لوحة فيلم "زقاق المدق"، من عام 1963، للكاتب نجيب محفوظ والمخرج حسن الإمام، وهي لمشهد يجمع شادية و سامية جمال، وعُرض هذا الفيلم بالأبيض و الأسود، وكان تخيل ألوان المشهد بمثابة تحدي بالنسبة لرجب، محاولاً بكل جهده أن تكون الألوان المستخدمة في اللوحة قد عكست الروح المطلوبة للمشهد الذي يمزج بين لحظة الانكسار، والضعف، والحزن لدى البطلتين.
وكانت الأصداء أكثر مما توقع رجب، حيث اعتبر أن فكرة المشروع ستنجح لإرتباط الجمهور بأبطال كل فيلم أمام وخلف عدسة الكاميرا. وحاز المشروع على إعجاب العديد من الفنانين، ومن بينهم ليلى علوي.
والجدير بالذكر، أن رجب لم يدرس في كلية الفنون الجميلة بل درس المحاسبة، وأثار المشروع إعجاب وتشجيع فئة الجمهور العام والمتخصصين في مجال الفنون.
ولم يصدق البعض أن تلك المشاهد تعود إلى أفلام شاهدوها من قبل، ويعتقد رجب أنه نجح في استخدام المشاهد غير المألوفة لتشجيع الأشخاص على مشاهدة تلك الأفلام مرة أخرى.