"كبسولات ذكية" ذاتية القيادة تشق طريقها نحو وسائل النقل العام تزامناً مع "إكسبو 2020".. متى سنراها في دبي؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تبعد وحدة التنقل المستقبلية ذاتية القيادة، والتي تُعرف بـ"NEXT"، كل البعد عن الرؤى الأنيقة للسيارات ذاتية القيادة، التي صممتها بعض الشركات مثل "تسلا" أو "مرسيدس"، إذ يكمن الفرق الأهم بينها في جاهزية هذه المركبة بنقل الركاب.
وبعد خضوعها للتجارب في عام 2018، من المتوقع أن تعمل العديد من وحدات التنقل، "NEXT"، بحدث "إكسبو 2020" العالمي في دبي، لتوفر رحلات تنقل قصيرة لبعض الزوار، الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى نحو 25 مليون زائر على مدار 6 أشهر.
وحدّد نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الهدف المطلوب المتمثل في الحصول على نسبة 25 ٪ من رحلات النقل بدون سائق في المدينة بحلول عام 2030، لتتجاوز أنظمة المترو ذاتية القيادة المتوفرة حالياً.
كما حدّدت مدينة دبي أيضاً هدفاً لزيادة حصة الرحلات التي تنقلها وسائل النقل العام والتنقل المشترك، بما في ذلك سيارات الأجرة، إلى نسبة 26٪ بحلول 2030.
وتهدف تلك التطورات إلى الحد من انبعاثات الكربون في المدينة وعدد الحوادث المرورية، فضلاً عن تعزيز سمعة دبي كعاصمة للتكنولوجيا المتقدمة.
ويمكن أن تؤدي الكبسولة ذاتية القيادة، "NEXT"، والتصميمات المماثلة لها دوراً رئيسياً في تحقيق هذه الطموحات.
خطى واثقة
وانعقد المؤتمر الافتتاحي للقيادة الذاتية في دبي في أكتوبر/ تشرين الأول، واستقطب العديد من أبرز الشركات المصنعة والخبراء من جميع أنحاء العالم.
ويقول المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة بدبي، أحمد بهروزيان إن عامل الجذب يكمن بأن التكنولوجيا المستخدمة في طريقة النقل تلك أثبتت فعاليتها، على الرغم من أن حالات الاستخدام محدودة.
وقال بهروزيان لـCNN: "نشعر أن هذه الحافلات ناضجة للغاية. ولا تتجاوز سرعتها 20 إلى 30 كيلومتراً في الساعة، لذا من الصعب للغاية دمجها في حركة المرور العادية، ولكنها أثبتت أنها مفيدة في الحالات المقيدة مثل الحرم الجامعي".
ودبي ليست المدينة الأولى التي تجرِّب هذا النوع من مركبات النقل.
وتعمل المركبات ذاتية القيادة في كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وسويسرا، منذ عام 2016. كما انتشرت مركبات للركاب المسنين في أستراليا وأخرى مخصصة لتلاميذ المدارس في الولايات المتحدة.
وضع حجر الأساس
وبينما تقوم الشركات الخاصة بتطوير المركبات ذاتية القيادة، يقع على عاتق المدينة مسؤولية توفير الإطار والبنية التحتية لاستيعابها، بحسب ما قاله بهروزيان.
ويسرد بهروزيان العديد من التحديات قائلاً: "هل لدينا التشريعات؟ هل لدينا خرائط عالية الدقة للسماح للمركبات بالتنقل في الشوارع بأمان؟ كيف سنعالج مسألة الأمن الرقمي مع وجود كل هذه السيارات المتصلة وإمكانية قرصنتها"؟
ومازال العمل مستمراً لمجابهة كل التحديات المذكورة وغيرها الكثير، بما في ذلك هدف ربط المركبات ذاتية القيادة بإشارات المرور حتى يعرف المستخدمون وقت تغيّر الإشارة الضوئية.
وتستكشف هيئة الطرق والمواصلات وسائل نقل أكثر جرأة من المركبات المصممة على شكل كبسولة.
ويقول بهروزيان إن سيارات الأجرة الطائرة ذاتية القيادة، التي تم اختبارها لأول مرة في عام 2017، يمكن أن تدخل الخدمة العامة "في السنوات القليلة المقبلة" وتقدم حلاً للازدحام المروري.
ويضيف بهروزيان أن "هناك بعض المشكلات المتعلقة بالبطارية التي لا تتقدم بالسرعة التي تتمتع بها تقنية السيارة، لذا فإن المدى ما زال يمثل مشكلة. وإذا كانت سيارات الأجرة الجوية لا تستطيع الطيران لمسافات طويلة، فإن حالات الاستخدام تكون محدودة."
وتتضمن خارطة طريق هيئة الطرق والمواصلات لتحقيق هدفها المتمثل في النقل العام ذاتي القيادة حافلاتٍ أكبر، وسيارات أجرة آلية، وحتى النقل البحري.
السباق العالمي
واحتلت دولة الإمارات المركز التاسع في مؤشر "KPMG" لجاهزية المركبات ذاتية القيادة، ولكن يعتقد الخبراء أن إمارة دبي تتمتع بميزات تنافسية تفوق غيرها من المنافسين في السباق العالمي.
ويقول المدير العالمي لشركة "KPMG" في دبي، رافي سوري، إن "دبي قوية للغاية في مجال التكنولوجيا ... وهي في وضع جيد للوصول إلى أهدافها واستخدام المركبات ذاتية القيادة".
ويرى سوري أن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس"5G" سوف تحسن من جودة الملاحة والتواصل الذاتي بين المركبات.
العقبات العنيدة
ولا يزال مجال التنقل ذاتي القيادة يواجه عقبات عنيدة، إذ هناك تحدي التكيف مع البيئات المختلفة، مثل الظروف الجوية الممطرة، وهناك مسألة التعايش بين سائقي السيارات البشر والروبوتات في الشوارع، والتي يمكن أن تؤدي إلى مخاطر غير متوقعة بشأن السلامة المرورية.