"ساحرات رومانيا" يلقين التعاويذ لكسب المال..طقوس وممارسات غريبة تستحضرها عدسة مصورة رومانية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا تخلو الأساطير من قصص عن طقوس الساحرات والمشعوذات الغريبة. وفي هذه اللقطات، تستحضر مصورة رومانية طقوس وعادات جماعة الساحرات المعاصرات في رومانيا.
وتعد ميكايلا مينكا إحدى أشهر الساحرات في رومانيا. وفي ضواحي العاصمة بوخارست، تعيش مينكا مع جماعتها المكونة من النساء المنتميات إلى أقلية الغجر على هامش المجتمع الأوروبي. وهناك، يكسبن مصدر رزقهن من خلال التعاويذ التي تساعد عملائهن في العثور على الحب، أو المال، أو تُسلّط العقوبات المناسبة على أعدائهم.
وفي بعض الأحيان، تتجاوز جهود الساحرات حد الأعمال الشخصية. وفي العام الماضي، ألقت الساحرة مينكا تعويذة ضد الفساد السياسي في بلدها بإلقاء النبيذ الأسود على الأرض خارج مبنى الحكومة الرومانية. وفي اليوم التالي، أصدرت الدولة حكماً نهائياً على زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ليفيو دراجنيا، والذي استخدم سلطته الخاصة لخلق وظائف وهمية، ما زاد على عدد الإدانات التي وُجّهت إليه سابقاً.
وقالت المصورة الرومانية، فرجينيا لوبو، مؤخر بشأن هذا الحادث: "على الرغم من أن الكثيرين قد يقولون إنها مجرد صدفة، إلا أن الأمر حدث بالفعل".
وصادقت لوبو جماعة الساحرات، والتقطت لهن مجموعة من الصور الخاصة. وعُرضت سلسلة الصور، التي تحمل عنوان "TinTinTin"، مؤخراً بمعرض "Art Encounters Biennial" في تيميشوارا، رومانيا، وتعد تلك السلسلة بمثابة رؤية نادرة لهذا المجتمع النسائي الغامض.
والتقطت لوبو الصور لشخصياتها وهن يقمن بممارسة طقوس السحر والشعوذة المختلفة، وهن يرتدين الزي التقليدي، وتتنوع ألوان فساتين الساحرات بين الأبيض، والأحمر، وتلك المزينة بالزهور.
وفي إحدى الصور، تضيء الساحرات الشموع فوق سجادة مزخرفة بأوراق الشجر البنية اللون والمتشابكة. ويتوسط الدائرة كائن فروي أسود يُحاط بالشموع والجماجم البراقة.
وفي صورة أخرى، ترفع الساحرات أغصان ورقية خضراء فوق جسم مائي عند غروب الشمس. وتزين أيديهن أساور ذهبية، وخواتم سميكة، وأظافر طويلة. وبغض النظر عن التعويذة، فإن الساحرات يستحضرن حرفتهن بالأزياء لتعزيز قدرتهن.
وفي بداية الأمر، تواصلت المصورة مع جماعة الساحرات من أجل قصة عن التصميم الداخلي. وسعت مجلة "Another Man "، ومقرها في برلين، إلى البحث عن تصميمات داخلية غجرية مناسبة لجلسة تصوير للأزياء، واتصلت بلوبو بالساحرات للحصول على المساعدة. وتقول لوبو إنها فكرت في الساحرات حينها، وأجرت لوبو بعض المكالمات حتى تمكنت من الوصول إلى الساحرة ميكايلا مينكا، وسرعان ما أصبحت المصورة صديقة لمينكا من خلال حضور احتفالاتها العائلية، كحفلات زفاف أولادها، وعشاء عيد الميلاد.
وأوضحت لوبو أنه لم تكن مهتمة بالتقاط الصور للساحرات، قائلة: "لم أكن أرغب في التقاط الصور. وكنت متحمسة للغاية لمعتقداتهن وممارستهن للسحر". ومع ذلك، أصبح من الصعب تفويت الفرصة المرئية المغرية، ورحبت جماعة الساحرات بعدسة لوبو.
واكتشفت لوبو عنصراً جمالياً مهماً في طقوس الساحرات، إذ لاحظت استخدام الساحرة مينكا لوحة ألوان مختلفة لكل نوع من التعويذات. وأوضحت لوبو استخدامات الألوان قائلة: "الأحمر للحب، والأصفر للوفرة والغنى، والأبيض للمباركة، والأسود لطقوس السحر القوية".
والجدير بالذكر أن الوصفات والأنشطة السحرية ليست مدونة في أي نوع من الكتب، بل تنتقل من جيل إلى آخر.