فنان صيني يحول القمامة إلى أزياء "غريبة"
دبي، الإمارت العربية المتحدة (CNN)-- ليس من المعتاد رؤية الحبال، أو الزجاجات الفارغة، أو الأحذية المهترئة بين الأدوات التي تستخدمها دور الأزياء من حول العالم، ولكن بالنسبة إلى الصيني غير التقليدي وان يونفينج، فهي ما يحتاج إليه تماماً.
ومن شقته الصغيرة في شرق بكين، يصمم يونفينج الأزياء التي يرتديها هو فقط.
ويستخدم يونفينج المهملات في تصميم ملابسه الفريدة من نوعها، والتي يلفها حول جسمه، ثم يلتقط الصور لنفسه بهدف نشر الوعي حول القوة المدمرة للاستهلاك البشري.
ويوضح يونفينج أنه يقوم بتصميم الملابس من النفايات والمهملات "لنشر الوعي بالبيئة"، وهو نوع من فن الأداء، لذا بالطبع لا يمكنك ارتداء هذه الملابس في الحياة اليومية، وإنما هي من أجل "إيصال رسالة مفادها حماية البيئة".
وفي سلسلة صوره الأخيرة، تحت عنوان "حماية المحيطات"، يظهر يونفينج بمثابة عنصر متداخل بين الشباك والنفايات البلاستيكية، بينما تعكس تعابير وجهه المعذبة آلام حيوانات المحيط المحاصرة.
ويقول يونفينج: "أريد أن أُعيد تجسيد مشاهد معانة الحيوانات قبل نفوقها بسبب تلوث المحيط".
ونشأ يونفينج في بلدة صغيرة ذات مناظر خلابة في منطقة فوشون الشرقية، وهي مدينة يقطنها أكثر من مليوني شخص في مقاطعة لياونينغ الشمالية الشرقية.
وقد ورث ميوله الفنية عن والده، وان لون، والذي كان ممثلاً في مسرح "errenzhuan" المحلي، وهو نوع من الأوبرا الصينية في شمال شرق البلاد.
وفي شقته في بكين، يجمع يونفينج أكواماً من المواد المستعملة في الأكياس وداخل أدراج بلاستيكية صغيرة.
وأشار يونفينج إلى أنه يطلب تلك المواد من الجميع، فبعضها يأتي من حياته اليومية، والبعض الآخر من أصدقائه، كما يسافر يونفينج حول العالم ليزور الأسواق التي تعرض أغراضاً قديمة أو السلع المستعملة ليشتري أجملها لتزيين أزيائه.
ويعتمد المصمم على كل من التأثيرات الصينية التقليدية والغربية، ويستمد الإلهام من فستان تشيباو الصيني الكلاسيكي، والذي يعود إلى المصمم الشهير الراحل كارل لاغرفيلد.
وقدم يونفينج تصاميمه المبدعة في بعض أهم مدن الأزياء الكبرى في العالم، ومنها باريس، ونيويورك، وميلانو.
وفي باريس، بالقرب من برج إيفل، كان يرتدي أحد الأزياء المصممة من خامة الجينز المعاد تدويره مع نسخة مصغرة من المعلم السياحي الشهير فوق رأسه. وأطلق على الزي اسم "راعي البقر باريس".
وخارج متحف اللوفر، في زي يسمى "زهرة الشمال الشرقي"، ارتدى يونفينج غطاء لحاف قديم وقام بتحويله إلى ثوب حفلة راقٍ على الطراز الغربي، مع تاج رأس يتخذ شكل معبد بوذي. وقال يونفينج إنه اختار متحف اللوفر كموقع للتأكيد على المزيج الثقافي لأعماله، إذ استخدم في تصميم هذا الزي مواداً صينية مستخدمة، بنيما كان طراز التصميم أوروبياً بشكل واضح.
وأوضح يونفينج أنه "تعاون بين الصين والغرب"، وأضاف: "أنا أحب الثقافتين الصينية والأوروبية، لذلك قمت بمزجهما معاً لابتكار شيءٍ جديد".
وأشار يونفينج إلى أنه سيستخدم في مشروعه المقبل، والذي سيكون بمثابة دعوة لحماية الحيوانات، ألواح تزلج برتقالية اللون، وجمجمة الكبش، وحبالٍ متشابكة شوهدت ملقاة على الأرض داخل شقته.