كواليس مجهدة لتصوير فيلم "1917" عن الحرب العالمية الأولى.. كيف جرت؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما أرسل المخرج الإنجليزي، سام ميندز، سيناريو الفيلم "1917"، كان لديه مفهوم جريء وطموح، يتمثل في تصوير فيلم حربي طويل مرةً واحدة في الوقت الفعلي، ولكنه لم يُؤخذ على محمل الجد، كما كان يأمل.
وقال المونتير لي سميث إنه لدى علمه بمفهوم ميندز ضحك بصوتٍ عال، بينما قال المصور السينمائي روجر ديكنز وهو يضحك "اعتقدت أنه كان خطأ مطبعي"، ثم تابع قائلاً "حسناً، لماذا؟"، بعد ذلك أعاد قراءة السيناريو واتضحت الصورة لديه.
واستوحى ميندز فيلمه، بعنوان "1917"، من الحكايات التي رواها له جده، وتدور الأحداث في ذورة الحرب العالمية الأولى، حيث يخوض جنديان بريطانيان مهمة مميتة عبر المنطقة المحرمة، والمعروفة باسم "No man's land"، لإيصال تعليمات لمنع قواتهم من التقدم، ويبذل الجنديان قصارى جهدهما لإنجاز المهمة من خلال البقاء على قيد الحياة، لأن الفشل ليس خياراً، ويتطلب إلحاح الموقف أن نتبعهما في كل خطوة على طريقٍ محفوف بالمخاطر، وهذا ما تفعله الكاميرا.
ولا تتبع صناعة الأفلام تقنية التصوير مرة واحدة أي مسار ثابت، وقد حاول مخرجون قبل ميندز الاستعانة بهذا المفهوم بدرجاتٍ متفاوتة من الدقة.
واختار مصور العمل دمج مقاطع تصل مدتها إلى 9 دقائق، وعلى الرغم من الفيلم يتم تسويقه كفيلم صُور بدون توقف، إلا أن "1917" لا يحتوي على أي تقطيع واضح. واُستُخدمت منصات مصغرة، والتي بنيت على خلفية في استديوهات "Shepperton"، وفي مواقع مختلفة في المملكة المتحدة، من أجل تصميم تحركات الكاميرا في وقت مبكر.
وتم تصوير أكثر من نصف الفيلم على كاميرا مثبتة عن بُعد إلكترونياً، يتم التحكم فيه عن بعد، وتعرف بـ"Stabileye" واخترع طاقم التصوير طريقة لمشغل آلة التصوير المثبتة، بيتر كافاسيوتي، حتى يتمكن من الجري داخل الخندق مع الكاميرا باتجاه الخلف، بينما تم استخدام منصة "Trinity"، وهي نوع من مثبتات الكاميرا الهجينة، على نطاق واسع.
وقال المصور السينمائي إن مشغلي آلة التصوير المثبتة بيتر وتشارلي ريسك قد سقطا في الخنادق أكثر من مرة.
وأزيلت الكاميرات من الأسلاك للتنقل على دراجة نارية، وسيارات الدفع الرباعي، وعلى طائرة بدون طيار فوق المياه خلال مراحل التصوير المختلفة.
واستطاع ديكنز، الذي استخدم التصوير الرقمي، توفير 3 آلات تصوير مصغرة كبيرة التنسيق ومثالية لقابليتها على الحركة. وقال إنه لا يستخدم التكنولوجيا من أجل توفرها، بل حين يتطلب الأمر ذلك، وفي مثل هذا الفيلم، ثمة أجزاء من التكنولوجيا مناسبة له فقط.
وسيتم طرح الفيلم في الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد، وعالمياً في يناير/كانون الثاني العام المقبل، وقد دفع اسمي كل من ديكنز وسميث إلى المنافسة بموسم الجوائز.
وقال ديكنز إنه ما زال يندهش من أفلامه، ويعد ديكنز أحد أعظم المصورين السينمائيين في العالم حالياً، ورغم ذلك، عندما يصادف أحد أعماله على شاشة التلفاز، يقول في نفسه إنه "ليس سيئاً".
وقال سميث إنه راض أن يكون "الجندي المجهول" للفيلم، موضحاً أنه "يجب أن تكون على دراية كبيرة بفن المونتاج، أو أن تكون قد قمت بمنتجة هذا النوع من الأفلام لتفهم كيفية صناعته".
ويضيف سميث أنه من المحتمل أن يعتقد الكثير من المشاهدين أنه لا يوجد أي مونتاج في هذا الفيلم، مما يعني أنه قام بعمله على أكمل وجه.