رمز لـ"لبنان جديد".. مصور يوفر نظرة أقرب على النساء في تظاهرات لبنان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مهما اختلفت أعمارهن وخلفياتهن، تتواجد نساء لبنان في ساحات التظاهر لهدف مشترك، أي الدعوة لإجراء الإصلاحات، ومحاربة الفساد. ويلقي المصور اللبناني طارق المقدم نظرة أقرب على نساء لبنان في ظل التظاهرات، التي اجتاحت البلاد.
ويُعرف طارق المقدم، وهو فنان مرئي يتخذ من بيروت مقراً له، بأعماله الفوتوغرافية في مجال الموضة.
وتوجه إلى الشوارع في لبنان من أجل توثيق التظاهرات التي مضى عليها أكثر من 3 أشهر.
لحظات مخيفة وأخرى حميمية في مظاهرات لبنان
ويرى المصور أن الإعلام التقليدي في المنطقة منحاز سياسياً، وأن وسائل الإعلام الدولية تهتم بما هو غريب وعنيف، ولذلك، خلال صوره، قال المقدم في حديث مع موقع CNN بالعربية: "أردت أن أُظهر ما كان يحدث من عيون المشاركين، أي اللحظات المخيفة، ولكن اللحظات الحميمية أيضاً، التي عادةً ما تهملها الصحافة التقليدية".
وأضاف المصور: "أردت وببساطة إظهار الوجوه الحقيقة وراء ما كان يحدث، ومدى جمالها".
والتقط المقدم معظم صوره خلال الشهر الأول من بداية التظاهرات، وتُظهر أعماله الوجوه الغاضبة، ودعاة السلام، والطلبة، إضافةً إلى النساء اللواتي يتظاهرن مع علم بلادهن في أيديهن.
وأعرب المصور أنه تفاجأ بكمية الاهتمام الذي حظت به صوره التي تُظهر النساء المشاركات في المظاهرات، فهو يرى أن الأصوات النسائية في البلاد تتمتع بحضور كبير في الشارع، وأكثر من أي مكان آخر، بحسب تعبيره.
ولذلك، يرى المصور أنه من الطبيعي تسليط الضوء على النساء وكل ما يقمن به.
وعبر صوره، يمكن للمرء أن يرى أن النساء المشاركات يأتين من أعمار وخلفيات مختلفة.
النساء رمز لـ"لبنان جديدة"
ويرى المصور أن النساء يرمزن إلى مستقبل أكثر إيجابية للبلاد، وشرح قائلاً: "ترمز النساء في الصور التي التقطها إلى لبنان جديد، ومجتمع يتقلص فيه النظام الأبوي، ويتمتع بتمثيل أفضل".
ويشمل هذا المستقبل الإيجابي وجود أعضاء نشيطين سياسياً من مختلف الخلفيات، وفقاً لما قاله المقدم.
وإضافةً إلى ذلك، ترمر النساء إلى الأمل والتغيير، وهوية اجتماعية جديدة غالباً ما يتم إهمالها من قبل السياسيين في البلاد، بحسب ما قاله.
ومع أنه يُعرف بأعماله في مجال الموضة، إلا أن المقدم أشار إلى أنه يوثق التظاهرات، ومختلف المواضيع المحلية والإقليمية منذ فترة طويلة.
ولكنه لا يُعرف بتلك الأعمال لأنه لا ينشر أعماله الوثائقية، إلا عندما يكون الأمر ضرورياً، وفقاً لما قاله.
وقال المصور: "عندما أشعر أن بعض أصوات الأشخاص غير مسموعة، أو أنه لم يتم تمثيل حدث معين بشكل جيّد، سأكون دائماً في الموقع لإظهار حقيقة ما يحدث".