من "سيدة مجهولة" إلى بيونسيه.. إليكم 500 عام من صور المرأة الحامل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تكشف صور النساء الحوامل على مر القرون الشعور بالقلق المستمر بشأن جسد الأنثى.
ورغم أن العديد من النساء قد عايشن فترات الحمل، من نهاية القرن الـ16 وحتى نهاية القرن الـ20، كان الموقف السائد هو إخفاء أي علامة، على أن الحاضنة كانت تتوقع طفلاً.
ويعد معرض تصوير الحمل، "Portraying Pregnancy"، أول معرض رئيسي يستكشف تمثيل جسد الأنثى الحامل من خلال لوحات البورتريه، فعلى سبيل المثال، لوحة رسام البورتريه جوشوا راينولدس الكاملة، من عام 1770 إلى عام 1772، للسيدة جون باركر، تظهرها وهي مرتدية عباءة مُرتّبة بذكاء لإخفاء قوامها.
ولم يكن افتتاح معرض مثل معرض "Portraying Pregnancy" ممكناً حتى وقت قريب، وفقاً لما قالته مشرفة المعرض ومؤرخة الثقافة، كارين هيرن.
وأشارت هيرن إلى أن جسد المرأة الحامل يظهرها نشيطة جنسياً، وهو ما يمثل مشكلة كبيرة.
وأضافت هيرن أنه عندما ألقت محاضرة حول هذا الموضوع قبل 20 عاماً، أبدى الحضور انزعاجهم بشكل ملحوظ.
وعندما كتب الرجال عن صور الحمل، استخدموا كلمة تعبيرية، وهي الكلمة الفرنسية للحامل "enceinte".
ويتوسط المعرض، الذي يقع بمتحف The Foundling في لندن، عدد من اللوحات التي تعود لفترة عام 1560 إلى عام 1630، عندما أصبح الحمل مرئياً لفترة وجيزة. وحينها كان يتوجب على الفنان أن يتدبر بدقة السر الجسدي لكل لوحة، وهو حقيقة أن المرأة الحامل قد مارست الجنس بالتأكيد.
وتُظهر لوحة "Portrait of an Unknown Lady" لفنان ماركوس غييرتس الثاني، من عام 1595، امرأة مجهولة الهوية تبتسم خلال مرحلة متأخرة من الحمل، وهي ترتدي فستاناً يفيض بالؤلؤ، والذي يرتبط بمفهوم النقاء.
وكانت أغصان الكرز شائعة لإظهار البراءة، و كذلك الجرو الصغير الذي يرمز للإخلاص الزوجي، في لوحة "Portrait of a Woman" من عام 1562، ويُعتقد أن المرأة في اللوحة هي ابنة خالة الملكة اليزابيث الأولى، كاثرين كاري، والتي أصبحت تعرف بـ"ليدي كنوليس" بعد الزواج.
أما بالنسبة للأمر المقلق الآخر الذي يطارد اللوحات المرسومة للحوامل فهو الموت، إذ كانت نسبة وفيات الأمهات مرتفعة للغاية في تلك الفترة، حتى أن اللوحات المرسومة للحوامل قد تكون بمثابة سجل لامرأة ذات أهمية قد تتوفى قريباً.
وقد نفكر في قرار إنجاب أطفال كأمر شخصي للغاية. ولكن كما أشارت هيرن في كتابها المتعلق بالمعرض، بعنوان "Portraying Pregnancy: from Holbein to Social Media"، نادراً ما كان الإنجاب مسألة خاصة، و"كان القرار عرضة للتدخل والسيطرة من قبل الآخرين، وخاصة من قبل المجتمع".
وتقول هيرن إن شعبية اللوحات المرسومة للحوامل في دوائر النخبة في هذا الوقت يمكن تفسيره جزئياً من خلال القلق الواسع بشأن عدم إنجاب إليزابيث الأولى. وهي تلمح للعرش بطريقة غريبة ومفعمة بالأمل.
كما يبرز المعرض عبر لوح آيباد، صورة للفنانة العالمية بيونسيه بعنوان "I Have Three Hearts" من قبل الفنان أول إيريزكو، التي تمثل نموذج حي في التحكم في صور الحوامل.
ويشير عنوان اللوحة الذي يترجم إلى "أملك 3 قلوب"، إلى حملها بتوأمها، رومي وسير، التي ولدتهما في يونيو/حزيران عام 2017.
ويعرف الفنان إيريزكو بإعادة تخيله للأعمال الفنية الكنائسية باستخدام أشخاص من أصحاب البشرة الداكنة كأبطالها، وفي هذه اللوحة يصور بيونسيه على هيئة مريم العذراء، وحجابها الأزرق الذي يذكرنا بهيئة مريم العذراء خلال عصر النهضة. ولكن بطريقة توضح قوة مثيرة، وتظهر بيونسيه في الصورة شبه عارية، بملابس داخلية شفافة. وتحافظ الصورة عمداً على التناقضات التي يمكن رؤيتها خلال 500 عام من لوحات الحوامل مثل العذراء، والأم، والمسيحية، والكائن الجنسي.
وتشير هيرن إلى تعابير القلق الخفيفة على محيا بيونسيه. إذ أنها عانت الإجهاض سابقاً، وهو أمر يخشاه الجسد الأنثوي، فهو أمر عنيف وحساس، وأحاسيسها تظهر في هذه الصورة.
وعلى مر القرون، جعلت تلك المخاوف صور النساء الحوامل مشحونة للغاية، وعلى حد تعبير هيرن، فإن صورة الحمل هي المساحة التي يتقاطع فيها طريق الموت مع الحياة.