مصورة تكشف قصصاً خفية عن الشعوب الأصلية في المكسيك

نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- للوهلة الأولى، قد تبدو لقطات هذه المصورة المكسيكية مريبة إلى حدٍ ما، إلا أنها تحمل الكثير من ثقافة مجتمعات المكسيك المهمشة، من منظور عاطفي معقد.

محتوى إعلاني
لقطة بعنوان "Novia Muerte" والتي تترجم إلى عروس الموتCredit: Graciela Iturbide/Courtesy Museum of Fine Arts Boston
محتوى إعلاني

ومثلما تضفي تركيباتها بالأبيض والأسود قوة على صورها للأفراد، فإن لقطات المصورة غريسيلا إيتوربيديز تبجل تُعتبر بمثابة رموز سرية وفانية للهوية المكسيكية، ومن بينها نبتة صبار  شاهقة، وممتلكات الرسامة المكسيكية الشهيرة، فريدا كاهلو.

لقطة من عام 1979 لنبتة الصبار الصَّغواريCredit: Graciela Iturbide/Courtesy Museum of Fine Arts Boston

وتقدم سلسلة إيتوربيديز، التي تحمل عنوان "Graciela Iturbide's Mexico"، والمعروضة بالمتحف الوطني للنساء في الفنون في العاصمة واشنطن، بوابة عاطفية إلى موطن إيتوربيديز من خلال 140 صورة التقطت على مدى 50 عاماً.

من خلال عدسة إيتوربيديز، نرى ثقافة مجتمعات المكسيك المهمشة، بمنظور عاطفي معقدCredit: Graciela Iturbide/Courtesy Museum of Fine Arts Boston

وتصف الفنانة البالغة من العمر 77 عاماً، لـCNN، إنها ترى الأشياء جميلة عندما  تمس قلبها، إذ تراها عيناها بينما يقوم قلبها بالتقاط الصور.

وتقول إيتوربيديز: "لا أعرف ما إذا كان عملي جيداً أم سيئاً. هذا أمر يقرره الجمهور".

وتأتي لقطات إيتوربيديز القوية عن المكسيك في الوقت الذي أصبح شعبها موضع نقاش سياسي مكثف عبر حدودها مع أمريكا، حيث يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بذل الجهود لتقسيم وتحصين تلك الحدود بجدار مهيب. 

لقطة من عام 1979 بعنوان "Mujer Ángel" التي تترجم إلى المرأة الملاك Credit: Graciela Iturbide/Courtesy Museum of Fine Arts Boston

وقالت المنسقة المساعدة في متحف، أورين زهرة، إنها تعتقد أن صور إيتوربيديز تضفي طابعاً إنسانياً على المكسيكيين في وقت يتم فيه تصويرهم وقفاً لصور نمطية سلبية.

ويركز جزء من معرض المصورة على مجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء المكسيك، والتي غالباً ما يتم التغاضي عنها.

لقطة من عام 1979 بعنوان "Nuestra Señora de las Iguanas" التي تترجم إلى سيدة الإغوانة، وهي جنس من الزواحف تتبع الفصيلة الإغوانية من رتبة الحرشفيات Credit: Graciela Iturbide/Courtesy Museum of Fine Arts Boston

ونرى صورة رمزية في لقطة المصورة، تحمل عنوان "Nuestra Señora de las Iguanas"، أي سيدة الإغوانات"، من عام 1979، وهي لامرأة من السكان الأصليين تضع تاجاً من جنس زواحف الإغوانة الحية، لتبيعها في السوق.

وتجسد هذه اللقطة روح النظام الأمومي في المجتمع، وقد حازت على إعجاب عالمي وحصدت العديد من الجوائز.

وبعد مرور 4 عقود، تظل تلك الصورة رمزاً للنضالات السياسية المتعددة، من بينها التحرير النسائي، والسيادة الأصلية، والعدالة الاجتماعية.

إيتوربيديز ليست مجرد شاهد على حياة شخصياتها وحسب بل هي مشاركة أيضاً، إذ تحضر المهرجانات الثقافية وتذهب إلى السوق مع النساء اللاتي تلتقط لهن الصورCredit: Graciela Iturbide/Courtesy Museum of Fine Arts Boston

وبالنسبة إلى إيتوربيديز، فإن عملية التصوير تمثل التبادل بين المصور والشخصيات، وهي تؤمن بالحفاظ على الاحترام مع شخصياتها وعادة ما تعيش داخل المجتمعات التي تصورها.

وتعرض الصور شخصيات واثقةً من هويتها، ولكنها أيضاً تتحدث عن المجتمع التقدمي الذي يقبل ثقافتها. كما تعد فرصة نادرة لمشاهدة ثقافة مزدهرة وفخورة يتم التغاضي عنها في كثير من الأحيان من قبل التيار الرئيسي.

نشر
محتوى إعلاني