كيف ستبدو دبي بين صفحات القصص المصورة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثناء تجولك في أنحاء دبي، هل سبق أن تخيلت كيف ستبدو المدينة إذا رُسمت على صفحات القصص المصورة التي صاحبتنا منذ الطفولة؟ لست مضطراً للتخيل بعد الآن، إذ يمكنك تكوين لمحة عمّا سترى عبر أعمال هذا الفنان الإماراتي!
وشكّل عالم القصص المصورة جزءاً مهماً من طفولة الفنان والمصمم الإماراتي خالد مزينة، فقال في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "لا استطيع تذكر وقت لم تُلهمني فيه ثقافة البوب أو عالم القصص المصورة".
وتتجسد اهتمامات مزينة، الذي عمل في عدة مؤسسات فنية في الإمارات العربية المتحدة مثل مؤسسة الشارقة للفنون ومركز "تشكيل" في دبي، في مختلف الأعمال التي يبتكرها، مثل رسوماته.
دبي وكأنها في صفحات قصص مصورة
ومن خلال بعض أعماله، يسلّط مزينة الضوء على بعض زوايا دبي الخفيّة، وعند النظر إليها، يشعر المرء وكأنه يُشاهد كيف كانت ستبدو المدينة إذا كانت بين صفحات القصص المصورة.
وتوثق رسوماته تلك عدّة أحياء في منطقة لها مكانة خاصة في قلب الفنان، وهي تُعرف بدبي القديمة.
وبين زوايا هذه الأحياء التي "صمدت أثناء اختبار الزمن"، على حد تعبيره، اعتاد الفنان على مرافقة أسرته لدى تسوقهم في مختلف مراكز التسوق القديمة والمراكز التجارية في المنطقة في فترة التسعينيات، ومقابلة أصدقائه، ولا يزال مزينة يبني ذكريات جديدة في الأماكن ذاتها.
وشرح مزينة قائلاً: "سواءً كنت أشتري مواد لخلق أعمال فنيّة، أو أتجول بين هذه المناطق الزاهية بحثاً عن الإلهام، أو أزور المساحات الإجتماعية التي تحظى بشعبية لدى المجتمعات بهذه الأحياء، فإن الوقت الذي أقضيه في دبي القديمة لا يخيّب الظّن أبداً".
وتجسّد رسوماته لحظة من الزمن قد تختفي في إحدى الأيام في ظل تغير المدينة المستمر، وفقاً لما قاله مزينة.
معنى الثقافة الإماراتية
ومن مختلف ابتكاراته، والتي تتراوح بين الرسوم التوضيحية، والمطبوعات، وحتّى المنسوجات، يستطيع المرء أن يلمح عناصر من الثقافة الإماراتية.
ويؤمن مزينة أن الثقافة أمر "شخصي للغاية"، وأنها تختلف من شخص إلى آخر، وشرح قائلاً: "رغم أنني من الإمارات، وكوني نشأت هنا طوال حياتي، إلا أن تعريفي لكوني إماراتي قد يعني أمراً مختلفاً كلياً بالنسبة لشخص آخر من هنا".
ولذلك، بدلاً من الاكتفاء بدمج العناصر الإماراتية بأعماله فحسب، يرى الفنان أن التعبير عمّا يعني كون المرء "إماراتياً" بالنسبة إليه هو أكثر أهمية.
ويأتي الفنان من خلفية إماراتية ومصرية، وهو يحرص على تكريم خلفيته الثقافية من خلال علامته التجارية "Krossbreed" التي أطلقها في عام 2010.
ويُعد اسم علامته تلاعباً بكلمة "cross-breed" الإنجليزية، والتي تعني "هجين"، ويعكس الاسم أيضاً المفهوم وراء علامته، والذي يدمج بين مفهومين مختلفين لإنشاء أمر جديد.
وبسبب حبه للقصص المصورة، حرص مزينة أيضاً على ابتكار قصصه المصورة الخاصة، إذ أنه يحب صنع القصص المصورة القصيرة، إضافةً إلى المجلات ذاتية الصنع (Zines)، وقال الفنان: "على مدى الأعوام الماضية، أُتيح لي العمل على سلسلة من القصص المصورة القصيرة".
وتتمحور بعض من قصصه حول حبه للرقص، وقصص شخصيّة عن العيش في دبي.