بدون تجاوز ارتفاع 500 متر..هكذا سيبدو "العصر الجديد" للعمارة في الصين

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تشهد المدن الصينية مرحلة انتقالية في أسلوب العمارة، بعد وضع حد للمباني "المقلدة"، وحظر ناطحات السحاب التي يزيد ارتفاعها عن 500 متر، ضمن المبادئ التوجيهية الجديدة من الحكومة الصينية للمعماريين، ومطوري العقارات، والمخططين الحضريين.

محتوى إعلاني

ومن أجل إبراز ما تسميه "عصراً جديداً" للمدن الصينية، أصدرت وزارة الإسكان في البلاد واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، في وقت سابق من هذا العام، منشوراً يقترح كذلك إجراءات شاملة أخرى لضمان "تجسيد روح" المباني المحيطة بها و"تسليط الضوء على الخصائص الصينية".

محتوى إعلاني
أفق مدينة تشونغتشينغ التي تقع في جنوب غرب الصينCredit: Wang Zhao/AFP/Getty Images

ومع تطبيق قيود ارتفاع المباني بالفعل في أماكن مثل بكين، وتوجيه حكومي في عام 2016 يدعو إلى إنهاء المباني "ذات الحجم الكبير، وذات التصاميم الأجنبية والغريبة"، يبدو أن المبادئ التوجيهية تضفي الطابع الرسمي على التغييرات الجارية بالفعل.

ولكن وفقاً لخبراء العمارة الصينيين، قد تشير بعض الاقتراحات الأقل جاذبية، مثل طلب حماية التراث، ونظام ائتمان للمصممين، وتعيين كبار المهندسين المعماريين، إلى تطور أكثر دقة في الطريقة التي يتم بها تخطيط المدن الصينية.

وأوضح لي شي تشياو، أستاذ الهندسة المعمارية الأسيوية بجامعة فيرجينيا، خلال مقابلة هاتفية، أن "الوثيقة لا تدور حول الارتفاع المباني المسموح فقط، وإنما تشمل الثقافة الصينية، والسياق الحضري، وروح المدينة وإطلالتها العصرية".

تقليل الارتفاع 

العمال فوق ناطحة سحاب مركز ووهان جرينلاند، الذي لم يكتمل بعد 8 أعوام منذ بدء مرحلة البناءCredit: STR/AFP/Getty Images

ويمكن العثور على نصف المباني المكتملة، التي يبلغ ارتفاعها أكثر من 500 متر حول العالم، في الصين القارية. 

ومن تلك المباني ثاني أعلى ناطحة سحاب على كوكب الأرض، أي برج شنغهاي الملتوي، والذي يبلغ ارتفاعه 632 متراً، ومركز شنتشن الماليزي بينغ آن، الذي يبلغ ارتفاعه 599 متراً من القاعدة إلى القمة.

وخلال العامين الماضيين، انضم إليهم برج سيتيك في بكين، ومركز تيانجين المالي، سابع وتاسع أطول المباني في العالم على التوالي، ولكن الموجة المعادية لناطحات السحاب الشاهقة مستمرة منذ مدة.

وانخفض عدد المباني الجديدة التي يبلغ ارتفاعها 200 متر أو أعلى في الصين بنسبة 40% تقريباً العام الماضي، وفقاً لبيانات البناء الصادرة عن مجلس المباني الشاهقة والموئل الحضري.

تعد ناطحة سحاب "Ping An Finance Centre" في مدينة شنجن حالياً رابع أطول مبنى في العالمCredit: ANTHONY WALLACE/AFP/Getty Images

وفي منطقة الأعمال المركزية وسط مدينة بكين، تم تطبيق تقييد الارتفاع على المشاريع الجديدة بحد أقصى 180 متراً وفقاً لتقرير عام 2018 من قبل شركة العقارات "Lang Lang LaSalle".

وفي مكان آخر في البلاد، تم خفض ارتفاع مركز ووهان جرينلاند، الذي كان من المتوقع أن يبلغ ارتفاعه 636 متراً، إلى أقل من 500 متر، وهو قرار تم اتخاذه في عام 2018، بعد بدء البناء، مما يستلزم عملية إعادة تصميم كبيرة، بينما نقلت وسائل الإعلام المحلية أن السبب يعود إلى لوائح المجال الجوي.

ووصفت فاي تشين، أستاذة الهندسة المعمارية بجامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، الحد البالغ 500 متر بأنه "تعسفي تماماً"، مضيفةً أن ناطحات السحاب التي يبلغ طولها 499 متراً "ما زالت عبارة عن مبانٍ شاهقة الارتفاع"، وأن الوثيقة الجديدة تؤكد عدم التسامح المتزايد تجاه المباني "الخارجة عن النطاق أو خارج السياق".

كما أشارت تشين إلى القلق الرسمي بشأن الاستخدام "المتهور" للمباني الشاهقة، حيث يتم استخدام الأبراج باهظة الثمن وغير المربحة من قبل الشركات العقارية للترويج لتطوراتها، أو من قبل الحكومات المحلية من أجل وضع مدنها على الخريطة.

وعلى هذا النحو، تتعلق القيود الجديدة بالاقتصاد تماماً مثل التصميم. إذ تزداد تكلفة بناء ناطحات السحاب فوق ارتفاع معين بشكل كبير مع كل طابق إضافي. وقد تشوه أفق المدن الصينية بالأبراج غير المكتملة، مع تباطؤ النمو الاقتصادي ومواجهة المطورين للضغوط على الائتمان.

ووفقاً لبيانات، فإن نحو 70 مبنى صيني، كان من المفترض أن يقف فوق 200 متر، بقي "معلّقاً" حالياً، بعد بدء مرحلة البناء بالفعل، وكان من المتوقع أن يبلغ ارتفاع 3 منها أكثر من 500 متر، بما في ذلك ناطحة سحاب "Goldin Finance 117" المرتفعة في مدينة تيانجين، والتي أُنشأت قبل أكثر من عقد من الزمان. كما بقي مركز جرينلاند في ووهان غير مكتمل منذ عام 2017، على الرغم من انخفاض ارتفاعه المخطط.

نشر
محتوى إعلاني