بدبي.. فنان يعمل على تحطيم رقم قياسي بلوحة بحجم ملعبي كرة قدم بمساعدة 100 مليون طفل حول العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما خضعت مختلف مناطق العالم للإغلاق بسبب جائحة كورونا، استغل بعض الأشخاص وقتهم في مواصلة تعلم هواية أو لغة جديدة اضطروا إلى تركها في السابق بسبب مشاغل الحياة، أو حتى تعلم وصفة جديدة في المطبخ. أما الفنان البريطاني ساشا جافري، فقرر أن يمضي وقته في تحطيم رقم قياسي عالمي.
وقبل حوالي 8 أسابيع، بدأ الفنان البريطاني ساشا جافري العمل على لوحة عنوانها "رحلة الإنسانية"، وهو يهدف من خلالها إلى تحطيم الرقم القياسي لأكبر لوحة فردية مرسومة على قماش من قبل فنان واحد، وذلك بمساعدة 100 مليون طفل من حول العالم.
لوحة ضخمة بحجم ملعبي كرة قدم ولكن.. الهدف أكبر
وسيصل حجم اللوحة إلى حجم ملعبي كرة قدم، وسيتم تقسيمها لاحقاً إلى 60 لوحة فردية حتى تُباع في مزاد.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال جافري: "لم يسبق لأحد أن حاول القيام بأمر بهذا المقياس من قبل!".
وعمد الفنان للعمل على هذا المشروع الضخم لأهداف خيرية ودعم الأطفال من حول العالم، وشرح قائلاً: "في الأشهر القليلة الماضية، تغير كوكبنا بشكل لا يمكن الرجوع إليه. وأثر كوفيد-19 على كل مجتمع في جميع أنحاء العالم وأودى بحياة الآلاف، ولكنه غير أذهاننا أيضاً، وأمامنا فرصة للتغيير".
وخلال مناقشاته مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة، "يونيسف"، أدرك الفنان عيش الملايين من الأطفال في ظل الفقر المدقع، مع زيادة أعدادهم بسبب الجائحة.
وكشف تحليل جديد من "يونيسف" ومنظمة "أنقذوا الأطفال" احتمال ازدياد عدد الأطفال الذين يعيشون في منازل فقيرة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بنسبة 15%، ليصل عددهم إلى 672 مليون، وذلك في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة، وفقاً لما هو مذكور على موقع "يونيسيف".
العمل في العزلة
ولتحويل هذه اللوحة الضخمة إلى حقيقة، سيحتاج الفنان إلى مساحة ضخمة بالتأكيد.
ولذلك، حول جافري قاعة احتفال في فندق "أتلانتس النخلة" الأيقوني في دبي إلى مساحة للعمل، لبناء لوحته، التي تتمحور حول العزلة والاتصال، ببطء أثناء خضوعه للعزلة الذاتية في الفندق.
وعند الحديث عن تجربته الإيجابية، قال الفنان: "أنا أدخل في حالة من النشوة عندما أعمل.. وعندما أعمل، خلال الليل، أشعر بعزلة. ولكن، نظراً إلى حجم المشروع، لا يزال يتعين علي أن أبقى على تواصل مع العديد من الأشخاص خلال النهار للتأكد من أننا سننجز هذا الأمر!".
ويهدف المشروع إلى ربط أطفال من خلفيات مختلفة، مهما اختلفت أديانهم، وألوانهم، وخلفياتهم الاجتماعية والمالية، في عمل فني يحطم الأرقام القياسية، بحسب ما ذكره.
ولذلك، يدعو الفنان جميع الأطفال في العالم إلى إنشاء عمل فني يعكس مشاعرهم تجاه العزلة والاتصال، وإرسال أعمالهم إليه لتكون جزءاً من اللوحة الضخمة التي يعمل عليها.
ومن المقرر أن يعمل الفنان على اللوحة لثلاثة أشهر، وأنهى الفنان مؤخراً 8 أسابيع من العمل. ويتوقع الفنان إنهاء اللوحة بحلول نهاية تموز/يوليو من هذا العام.
ولا يُعد جافري غريباً عن المبادرات الخيرية، وخلال الأعوام الـ18 الماضية، جمعت أعماله الفنية أكثر من 60 مليون دولار أمريكي لأهم الحملات والمؤسسات الخيرية.
وبعد تقسيم اللوحة وبيعها في مزاد عبر الإنترنت، يأمل جافري جمع 30 مليون دولار لتمويل مشاريع في قطاع الصحة والتعليم، ودعم الأطفال في المناطق الأكثر احتياجاً بالعالم، ومن بينهم اللاجئين والأيتام، والعائلات، والمجتمعات الأكثر تضرراً من جائحة فيروس كورونا المستجد، وفقاً لما قاله.