لغز عمره قرون..اكتشاف مصدر محتمل لأحجار "ستونهنج" العملاقة

نشر
3 دقائق قراءة
Credit: Adrian Dennis/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على مدى قرون، كان مصدر أحجار السارسن الضخمة في أثار ستونهنج الصخرية يشكل لغزاً محيراً.

محتوى إعلاني

وقد ناقش المؤرخون وعلماء الآثار منذ فترة طويلة المكان الذي أتت منه أحجار السارسن العملاقة، التي تشكل النصب الصخري، الذي يرجع لعصر ما قبل التاريخ، في مقاطعة ويلتشير في إنجلترا.

محتوى إعلاني

وأعلن الباحثون، يوم الأربعاء، عن اكتشاف مذهل وضع الأصل المحتمل لحجارة السارسن في "ويست وودز"، وهي منطقة غابات على بعد 15 ميلاً فقط من ستونهنج، بالقرب من بلدة مارلبورو.

ونشر الحساب الرسمي لهيئة التراث الإنجليزي، التي ترعى الموقع الأثري وساهمت في الدراسة، على موقع "تويتر"، عبارة "حُل اللغز"، وأضافت "أخيراً (شبه متأكدين ...) نعلم من أين تأتي أحجار السارسن العملاقة في ستونهنج!"

ويتألف نصب الدائرة الحجري، الذي بناه شعب العصر الحجري الحديث، من نوعين من الحجر. وهناك الألواح الأصغر المعروفة باسم "الأحجار الزرقاء"، والتي جاءت من تلال بريسيلي في جنوب غرب ويلز.

وتتكون الأحجار الأكبر حجماً، والمعروفة باسم المغليث، من الحجر الرملي المحلي. ويصل وزنها إلى 30 طناً، بينما يصل ارتفاعها إلى 7 أمتار.

واشتبه الخبراء لفترة طويلة في أن الأحجار يمكن أن تكون قد نشأت من مجموعة تلال مارلبورو داونز، وهي مجموعة من التلال تقع شمال النصب التذكاري، ولكن الحقيقة كانت "من المستحيل تحديدها حتى الآن"، وفقاً لبيان هيئة التراث الإنجليزي 

وتغير كل ذلك العام الماضي، عندما أعيدت قطعة مفقودة من الأحجار.

وأزيلت نواة من حجر سارسين بحلول عام 1958، واحتفظ بها موظف التنقيب، الذي طلب إعادته إلى النصب عشية عيد ميلاده التسعين.

صورة لتفتح الزهور في غابات ويست وودز في إنجلترا في أبريل/ نيسان عام 2011Credit: Matt Cardy/Getty Images Europe/Getty Images

وكتبت هيئة التراث الإنجليزي في تغريدة عبر تويتر :"عندما قرر روبرت (الموظف) إعادة النواة العام الماضي، بدأ الخبراء في تجميع اللغز".

وأجرى الفريق، الممول من قبل الأكاديمية البريطانية، اختبارات على الأحجار السارسنية والنواة المفقودة، مما أظهر أن معظمها تشترك في كيمياء مماثلة، وجاءت من المنطقة ذاتها.

وقام الفريق أيضاَ بتحليل نتوءات حجر السارسن في جميع أنحاء إنجلترا، من نورفولك إلى ديفون، لمقارنة تلك التركيبات الكيميائية مع عينات ستونهنج.

وذكرت الدراسة التي نشرت في دورية "Science Advances" إن الطريقة تشبه مُطابقة "البصمة الكيميائية".

ساعدت قطعة مفقودة من أثر "ستونهنج" منذ 60 عاماً في الكشف عن أسرار الأحجارCredit: English Heritage

ووجدت النتائج أخيراً أفضل تطابق في موقع واحد، أي غابات "ويست وودز"، على بعد حوالي 40 دقيقة بالسيارة.

وقال ديفيد ناش من جامعة برايتون، الذي قاد الدراسة: "لقد كان من المثير حقاً تسخير علم القرن الحادي والعشرين لفهم ماضي العصر الحجري الحديث، والإجابة أخيراً على سؤال كان علماء الآثار يناقشونه منذ قرون".

وتمتد "ويست وودز"، وهي منطقة غابات خلابة، على مساحة 390 هكتاراً، وتشتهر بمسارات ركوب الدراجات والمشي، وأزهار فصل الربيع.

نشر
محتوى إعلاني