صيحة مكياج "عيون الثعلب" تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي.. لماذا يعتبرها النقاد عنصرية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "عينان تشينغ تشونغ!".. هكذا اعتاد أطفال المدارس الثانوية تسمية صوفي وانغ، حيث كانت إهانة عنصرية وساخرة من عرقها الآسيوي.
واليوم، ينشر الأشخاص، عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام ويوتيوب، صورهم بمنتجات تجميلية تحاكي عيون المشاهير المرفوعة، وهي على شكل اللوز، مثل كيندال جينر وبيلا حديد.
وتظهر مقاطع الفيديو للمنتجات التجميلية كيفية استخدام مزيج من ظلال العيون وكحل العيون والرموش الاصطناعية للحصول على "عيون الثعلب".
وتتضمن النصائح حلق نهاية ذيل الحاجبين وإعادة رسمهما ليبدوان أكثر استقامة وبزاوية مرتفعة. واقترح آخرون أيضاً تسريح الشعر على هيئة ذيل حصان مرتفع، أو استخدام شريط لاصق لرفع العينين.
وبحسب بعض فناني المنتجات التجميلية، فإن إبراز العيون بشكل مائل أو ممدود، يخلق تأثيراً أكثر إثارة.
ولكن، بالنسبة إلى وانغ وغيرها من الأمريكيين الآسيويين الآخرين، فحركة رفع العينين باستخدام اليدين تشبه الحركة التي استخدمت سابقاً لإهانتهم في الماضي.
وقالت وانغ في مقابلة عبر الهاتف: "إنها صيحة جديدة تبرز الصور النمطية القديمة والتهكمات القديمة"، مضيفة: "لأنها تجعل الناس، مثلي، يشعرون بعدم الارتياح والانزعاج إلى حد ما، حان الوقت للحديث عن ذلك".
ومثل العديد من صيحات الموضة الرائجة، سيهدأ جنون "عيون الثعلب" في النهاية. ولكن، هنا تقع المشكلة بالنسبة لستيفاني هو، مؤسسة "Dear Asian Youth"، وهي منظمة مقرها كاليفورنيا تشجع النشاط الآسيوي.
وبدورها، تعتقد أن شكل عيون الآسيويين ليس مجرد شيء يمكن تبنيه بشكل عرضي ثم التخلي عنه لاحقاً، عندما تتوقف هذه الصيحة عن كونها رائجة.
وقالت في مقابلة عبر الهاتف: "أعيننا شيء علينا أن نتعايش معه كل يوم". ولطالما شعر العديد من الآسيويين بالضغط الاجتماعي لتغيير شكل عيونهم وجعلها تبدو أكبر.
وتعد عملية تجميل الجفون من أكثر عمليات التجميل شيوعاً في دول شرق آسيا، وكذلك بين الأمريكيين الآسيويين، حيث اشتهرت للمرة الأولى في أوائل خمسينيات القرن الماضي.
ووفقاً لصحيفة "The Korea Herald"، أجرى جراح التجميل العسكري الأمريكي، الدكتور ديفيد رالف ميلارد، عمليته الأولى خلال الحرب الكورية.
وكانت عرائس الحرب الكوريات، اللواتي تزوجن من جنود أمريكيين، هن من المرضى النساء الأوائل.
وكتبت الصحيفة أن العرائس قد اعتبرن ذلك "تهديداً ثقافياً وعرقياً للولايات المتحدة"، لذلك خضع العديد منهن للجراحة في محاولة للظهور بشكل "أقل تهديداً".
وتتأثر المعايير الجمالية الجذابة بوسائل التواصل الاجتماعي.. وفي الوقت الذي تنتشر فيه صيحات الموضة بسرعة، يمكن أن تصبح في الوقت نفسه مدمرة لثقة الشخص.
ويذكر أن هاشتاج "foxeye#"، عبر تطبيق "تيك توك"، قد حصل على 72.8 مليون مشاهدة، بينما حاز الهاشتاغ نفسه عبر "إنستغرام" على أكثر من 70 ألف مشاركة.
وقال الفنان الأمريكي الآسيوي في المنتجات التجميلية، مارك ريغان، إنه عندما شاهد هذه الصيحة الرائجة لعيون الثعلب، أول مرة، لم يعتقد أنها كانت ستتسبب في وقوع مشكلة جدلية. ومن وجهة نظره، كانت مجرد تقنيات جمالية بسيطة لتحسين منظر العيون وإبراز شكل اللوز.
ولكنه قال إن الأمر "تحول إلى شيء مختلف"، مشيراً إلى أنه أصبح مسيئاً عندما بدأ الأشخاص في استخدام أيديهم لرفع عيونهم من الزوايا.