تزايد الإقبال عليها خلال الجائحة.. ما سر النجاح المستمر لعلامة الصنادل هذه عبر الزمن؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بسبب جائحة فيروس كورونا، يعني ذلك أن الأشخاص أصبحوا يلجأون إلى ارتداء الملابس المريحة. وبينما يواصل العديد منا العمل من المنزل، أصبحت الصنادل المسطحة أكثر شعبية من أي وقت مضى. ويبدو أن هذه الظاهرة تتجسد بشكل مطلق عبر زوج من صنادل "بيركينستوك" (Birkenstocks).
وأعلنت مجلة "فوغ" البريطانية الشهر الماضي أن صنادل "بيركينستوك" أصبحت الصنادل الرسمية لعام 2020، بينما أشار محرك البحث الخاص بالموضة "Lyst" إلى أنها أصبحت الحذاء الأكثر بحثاً عنه على منصته.
وإلى جانب ذلك، ظهرت عارضات الأزياء، بما في ذلك كيندال جينر وجيجي حديد، مع صنادل "بيركينستوك" الخاصة بهن أيضاً.
ويُعد هذا أمراً جيداً بالنسبة لهذه الأحذية التي تدعي أنها تضع براعتها في مجال تقويم العظام قبل جاذبيتها من ناحية الموضة.
وخلال تصميمها الذي يتضمن الفلين الطبيعي، والأشرطة السميكة، تجسد صنادل "بيركينستوك" بياناً مضاداً للموضة يسمو فوق الصيحات، ومع ذلك، فهو ينجح في تكوين صيحات الموضة.
أصل الراحة
وتعود أقدم سجلات شركة الأحذية العائلية هذه إلى يوهان آدم بيركينستوك، والذي عمل كمصلح للأحذية في ألمانيا عام 1774.
وبحلول عام 1896، افتتح حفيده صانع الأحذية والذي كان مقيماً في فرانكفورت، كونراد، متجرين، كما أنه أطلق وسادة قدم تتميز بشكلها التشريحي، وتعمل على دعم وتشكيل القدم.
وبحلول عام 1925، تم بيعها في جميع أنحاء أوروبا.
وتوسعت الشركة، وأقامت دورات تعليمية للمهنيين الطبيين تتمحور حول الفوائد العضلية الهيكلية لأحذيتها المتخصصة، إضافة إلى فوائدها للدورة الدموية.
وفي عام 1947 نشر ابن كونراد، وهو يُدعى كارل، كتاب "Podiatry -- The Carl Birkenstock System" الذي أوضح فيه نهجه لدعم "المشي الطبيعي للإنسان"، وتحقيق صحة القدم.
وشهدت الستينيات تحول علامة "بيركينستوك" إلى ما نعرفها اليوم.
وفي عام 1963، أطلق ابن كارل، وهو يدعى كارل، أول صندل، والذي كان يتميز بشريط واحد.
وبعد 3 أعوام، نُصحت خياطة ألمانية كانت تعيش في كاليفورنيا، مارجوت فريزر، بارتداء زوجاً من تلك الصنادل لعلاج قدمها التي تعاني من الألم.
وتواصلت فريزر مع العائلة بعد اندهاشها من الحذاء على الفور، لتصبح أول موزعة لهذه العلامة التجارية في الولايات المتحدة.
وجذبت الأحذية "الهيبيز"، وروجت العلامة التجارية منتجاتها للجميع، مثل ربات البيوت، ولاعبي الغولف، إلى الأطباء والطهاة.
جذب الصنادل لمختلف الثقافات الفرعية
وعلى مر الأعوام، اعتنقت العديد من الثقافات الفرعية صنادل "بيركينستوك" كجزء من زيها الرسمي، من راكبي الأمواج، والمتزلجين.
ولم يلاحظ عالم الأزياء الراقية هذه العلامة إلا في عام 1990.
ونشأت هذه الصيحة من عارضة الأزياء كيت موس، وذلك خلال جلسة تصوير قامت بها المراهقة لغلاف مجلة "The Face" أثناء ارتدائها لصنادل "بيركينستوك" على الشاطئ.
وأدت تلك اللحظة إلى اختيار مارك جيكوبس الصندل من أجل عرض أزياء مجموعة ربيع وصيف 1993 الخاصة بالمصمم بيري إيليس.
وسرعان ما انجذب مختلف الأشخاص إلى الحذاء، ومنهم الطلبة الجامعيين، والموسيقيين.
ويبدو أن المعجبين المتناقضين هم الذين يجعلون علامة "بيركينستوك" منيعة جداً.
وعبر التاريخ، وضعت العلامة التجارية الألمانية، التي لا تزال مملوكة من قبل العائلة، اهتماماً قليلاً عندما يأتي الأمر لتسويق منتجاتها.
والآن، نمت الشركة بشكل كبير في ظل المديرين التنفيذيين الحاليين، أوليفير ريكيرت، وماركوس بينسبيرغ.
وتوزع الشركة منتجاتها الآن إلى أكثر من 100 دولة، كما أنها توسعت لتقدم أيضاً منتجات أخرى، مثل الأسرّة، ومستحضرات التجميل الطبيعية.