أزياء "حية" صديقة للبيئة.. هل تصبح مستقبل الموضة؟

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ترغب مصممة الأزياء الكندية الإيرانية، رؤيا أغيغي، أن تتخيل أن قميصك على قيد الحياة.
 

محتوى إعلاني

وبعيداً عن التفكير في سيناريو أحد أفلام الرعب، تأمل أغيغي أن نتمكن من تطوير علاقة أكثر حميمية مع الموضة، من خلال التعامل مع الملابس وكأنها كائنات حية تحتاج إلى مساعدتنا للبقاء على قيد الحياة.

محتوى إعلاني
يستكشف مشروع "Biogarmentry" مستقبل الموضة من خلال الجمع بين البحث في مجالات البيولوجيا التركيبية وتصميم الأزياء Credit: Courtesy of Roya Aghighi

وقالت أغيغي عبر الهاتف من فانكوفر: "لن تلقي ملابسك في زاوية خزانتك أو في الغسالة"، مضيفةً أن هذه الملابس ستغير طريقة تفكيرك في ملابسك على الفور.

ويبدو أن تجربة أغيغي الفكرية ليست بعيدة المنال.

ومن خلال العمل مع مجموعة من العلماء في جامعة كولومبيا البريطانية، اخترعت أغيغي نسيجاً حياً وقابل للتحلل البيولوجي أُطلق عليه اسم "Biogarmentry".

ويقوم النسيج المصنوع من الطحالب بعملية التمثيل الضوئي، ما ينقي الهواء المحيط به.

وتزعم جامعة كولومبيا البريطانية أنه أول نسيج حي يقوم بعملية التمثيل الضوئي، وقد صنعت المادة في هيئة ثوب شفاف يشبه العباءة.

تعتمد دورة حياة الملابس على كيفية العناية بهاCredit: Courtesy of Roya Aghighi

وفي حين أن النماذج الأولية لا تزال في المراحل الأولى من البحث والتصميم، وبعيدة عن الإنتاج الضخم، فإنها تتحدى صناعة الأزياء لإعادة تصور الطرق التي يمكن أن تقلل من انبعاثات الكربون الهائلة من خلال الأقمشة البديلة.

وتعد صناعة الموضة واحدة من أكثر الصناعات تلويثاً للبيئة في العالم، فهي مسؤولة عن انبعاثات الكربون تفوق الانبعاثات الناتجة عن الرحلات الجوية الدولية والشحن مجتمعة، والتي تصل نسبتها إلى 10% من جميع غازات الاحتباس الحراري المنبعثة على مستوى العالم، وفقاً لبيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

ويقوم المستهلكون الأمريكيون بشراء الملابس أكثر من أي وقت مضى، ويرتدون قطع الملابس مرات أقل، ويرسلون نحو 70% من الملابس والأحذية التي يتم إنتاجها كل عام إلى مكب النفايات، وفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية.

وتعد أحد دوافع أغيغي الرئيسية هي تغيير علاقتنا بالملابس، من الاستهلاك السريع المهمل إلى علاقة عاطفية.

وبينما أن ملابس أغيغي المبتكرة حديثاً لا تزال في مرحلة إثبات المفهوم فقط، فقد يُطلب من المشترين في المستقبل أن يعرضوا القماش لأشعة الشمس أمام النافذة قبل ارتدائه. ومع ضوء الشمس ورذاذ الماء، تأتي طحالب "chlamydomonas reinhardtii" أحادية الخلية للحياة.

وتتوقع أغيغي  أن يستغرق تغير عادات الاستهلاك وقتاً طويلاً قائلة إنه "سيكون تحولاً بطيئا، ولكني آمل أن يكون طويل الأمد".

صورة لتعليمات الرعاية الخاصة بالملابس الحية "Biogarmentry"Credit: Courtesy of Roya Aghighi

أزياء سلبية الكربون

وتمتص المحاصيل المستخدمة تقليدياً لصنع الملابس، من القطن إلى القنب، الكربون أثناء نموها. لذلك، هناك عدد متزايد من المواد المصنعة المشتقة من النباتات، مثل رايون، المصنوع من لب الخشب الذي يتم تحويله كيميائياً إلى ألياف السليلوز النقي.

وتقول شارلوت مكوردي، المصممة في نيويورك، بكلية رود آيلاند للتصميم، إن معظم المواد الطبيعية لا تزال مصدراً لانبعاثات الكربون، من البداية إلى النهاية.

وتبلغ البصمة المقدرة للقميص القطني على مدار حياته 15 كيلوجراماً من ثاني أكسيد الكربون، الذي ينبعث أثناء عمليات الإنتاج والصباغة كثيفة الاستهلاك للطاقة.

وفي السنوات الأخيرة، اقترحت الشركات الناشئة البيئية عدداً من الألياف الطبيعية البديلة، من خشب الزان المصنوع إلى ملابس بحر تشبه الكشمير إلى جلد الصبار.

والعديد من هذه العناصر لديها القدرة على عزل الكربون، ولكن لم يثبت أن أي منها يحقق صافي انبعاثات صفري على مدار دورة حياة الملابس، خاصة عندما يضاف غسل وتجفيف الملابس بشكل كبير إلى بصمتها الإجمالية.

نسيج المستقبل؟ طورت شارلوت مكوردي نسيجاً يشبه البلاستيك مصنوعاً من الطحالب وصنعته على هيئة معطف واق من المطر.Credit: Courtesy of Charlotte McCurdy

وبدلاً من ذلك، تلجأ العلامات التجارية المزعومة "سلبية الكربون" إلى تعويض الكربون من خلال زراعة الأشجار، لخفض صافي انبعاثاتها.

وخلال بحثها، نظرت مكوردي، في إمكانيات الطحالب وقدرتها على حبس الكربون. وقد صممت معطفاً واق من المطر سالب الكربون مصنوع من مادة شبيهة بالبلاستيك، من الطحالب البحرية ومكونات أخرى قابلة للتحلل.

ومثل القطن أو القنب، تحبس الطحالب الكربون أثناء نموه، وتقوم بعملية التمثيل الضوئي لحبس ثاني أكسيد الكربون من الهواء. وتستطيع الطحالب الدقيقة حبس عشرة أضعاف كمية ضوء الشمس التي تلتقطها النباتات الأرضية، وتنمو بسرعة، مع قدرة بعض الأنواع على مضاعفة كتلتها الحيوية في غضون ساعات قليلة. ويمكن تحويلها إلى مسحوق، قبل غزلها إلى ألياف.

صورة مقربة لمعطف واق من المطرCredit: Courtesy of Charlotte McCurdy

وقالت مكوردي خلال حديث نظمه المتحف الجديد في مدينة نيويورك إن "الهدف ليس صنع بلاستيك من الطحالب. النقطة المهمة هي عزل الكربون، ومن المهم كيف نفعل ذلك وكيف تتسع هذه الأنظمة."

وسيكون التوسع المستدام في إنتاج الأقمشة القائمة على الطحالب أمراً ضرورياً إذا كانت هذه الملابس ستصبح أساس الموضة الخالية من الكربون.

وبعيداً عن عالم الموضة، ينظر إلى الطحالب، كموارد للتكنولوجيا الحيوية، كعمل تجاري كبير، وكبديل للبلاستيك البولي يوريثان، والذي يعد البلاستيك الأكثر شيوعاً في العالم، والذي يستخدم في كل شيء من الحقائب إلى الأثاث الخارجي، وكذلك في الأقمشة.

نشر
محتوى إعلاني