يختاره المشاهير.. هل يصبح الألماس المصنوع في المختبرات بديل الألماس الطبيعي؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تعتقد أن المشاهير يتزينون فقط بالألماس الطبيعي وليس الاصطناعي، الذي تبلغ كلفة شرائه الكثير من المال، ولكن الحقيقة هي غير ذلك.
وظهرت دوقة ساسكس، ميغان ماركل، من قبل وهي ترتدي زوج أقراط من الألماس الأصطناعي من ماركة "Kimai" الهولندية.
وارتدت المغنية الأمريكية المعروفة باسم "ليدي غاغا" زوج أقراط من الألماس الإصطناعي من تصميم البريطانية أنابيلا تشان، لحضور العرض الأول لفيلمها "A Star is Born" في المملكة المتحدة، عام 2018.
ويُعد اقتناء الألماس الذي ليس له أي تأثير سلبي على البشر أو البيئة، وهي تأثيرت مرتبطة غالباً بالتعدين، مسألة جوهرية بالنسبة إلى أي شخص مهتم بمصدر هذه القطع الفاخرة.
ومع ذلك، كما هو الحال مع العديد من القطاعات، بما في ذلك الموضة، حيث تؤثر النقاشات حول ما هو غير أخلاقي على رغبة إنفاق المستهلكين، فإن الموقف ليس واضحاً دائماً.
وفكرة الأحجار المزروعة في المختبر ليست جديدة. وقد كانت موجودة منذ الأربعينيات، على الرغم من أن الاكتشاف الكبير يعود عموماً إلى 16 ديسمبر/ كانون الأول 1954، عندما أنتجت شركة جنرال إلكتريك أول ألماس اصطناعي ناجح تجارياً، للصناعات التحويلية والتكنولوجيا.
وكانت هذه الأحجار تتمتع بمستويات عالية من الصلابة، التي يتمتع بها الألماس المستخرج طبيعياً، إلا أن شكلها لم يكن متقناً، إذ لم يكن الغرض من صنعها للزينة.
وخلال السبعينيات من القرن الماضي، أصبحت مختبرات الألماس مهتمة بمحاولة إنتاج أحجار تشبه الأحجار الطبيعية.
وأخيراً، بحلول الثمانينيات من القرن الماضي، أصبحت الإجراءات المعملية دقيقة بما يكفي للإنتاج، لمنافسة الأحجار المستخرجة عندما يتعلق الأمر بطريقة القطع، والوضوح، واللون، والقيراط.
والألماس المصنوع في المختبر ليس مزيفاً، فهو حقيقي كيميائياً وتركيبياً، على عكس الزركونيا المكعبة أو الموسانيت، التي تشبه الألماس ولكن لها خصائص كيميائية وفيزيائية مختلفة.
ماهو الفرق؟
أما الاختلاف الوحيد مع الأحجار المزروعة في المختبر هو أن الحرارة الشديدة والضغط اللازمين لتشكيلها لا يحدثان بشكل طبيعي، وبدلاً من ذلك، يتم محاكاتهما عبر عمليتين كيميائيتين.
وتبدأ العمليتان بشق مسطح من ألماس آخر، يُعرف باسم "البذور"، ثم يكون الخيار الأول هو الضغط العالي في درجة الحرارة، والآخر هو ترسيب البخار الكيميائي.
والخيار الأول يضع البذرة بين كربون الجرافيت النقي ثم يعرضها للحرارة الشديدة، حوالي 1,500 درجة مئوية، وضغط شديد يبلغ حوالي 15 مليون رطل لكل بوصة مربعة.
ويتضمن الخيار الآخر وضع البذرة في حجرة مليئة بالغاز المخصب بالكربون وتسخينه، مما يجبر ذرات الكربون في الغاز على الالتصاق بالبذرة، التي ينمو منها الألماس. بعد ذلك تحصل على حجرك.
والجودة الفائقة لهذه السلالة الجديدة من الألماس المزروع في المختبر تعني أن صائغي المجوهرات الفاخرة لديهم الآن الخيار.
ولأنه من الصعب إيجاد اختلاف واضح في نوعي الألماس، أدى ذلك إلى اتخاذ البعض لمواقف حازمة للغاية بشأن نوع الألماس الذي يفضلونه، وغالباً ما تُفسر هذه الأسباب على أنها أخلاقية.
ومنذ نحو 7 سنوات، زارت مصممة المجوهرات البريطانية، أنابيلا تشان، الحائزة على جوائز منجماَ في سريلانكا، وكانت تجربة غيرت حياتها.
وقالت تشان عبر البريد الإلكتروني "لقد صُدمت وحزنت لرؤية ظروف العمل في المنجم والمخاطر وعدم المساواة التي ينطوي عليها التنقيب عن مثل هذه القطع الثمينة".
وتضيف تشان أنها كمصممة مجوهرات شابة، كانت تلك التجربة مفجعة بالنسبة لها.
وبعد تلك التجربة، أصرت تشان على إيجاد مواد بديلة لصنع مجوهراتها الفاخرة المستوحاة من العالم الطبيعي، وقادها بحثها إلى تصنيع الأحجار الكريمة ومحاكاتها
وتشان هي واحدة من مجموعة صغيرة من المصممين الذين يصنعون المجوهرات الراقية، متجنبين الأحجار المستخرجة بسبب آثارها الأخلاقية المحتملة.
وأوضحت سيدني نيوهاوس، المؤسسة المشاركة لشركة "Kimai"، وهي العلامة المفضلة لدى دوقة ساسكس، أنهم لم يتمكنوا من العثور على أي شفافية أو أي إجابة بسيطة حول أصل الألماس الذي كانوا يتطلعون إلى استخدامه.
وأضافت نيوهاوس: "بالنظر إلى الأمر بشكل أعمق والتحدث إلى العديد من تجار الألماس، سمعنا عن الألماس المتماثل المصنوع في المختبر ورأينا أنه فرصتنا لتحقيق الشفافية والأخلاق في صناعة ذات عقلية قديمة".
ولا يزال الكثير من الأشخاص يربطون تعدين الألماس بالممارسات البيئية والعمالية المروعة التي تحيط بصلته الكبيرة بما يسمى بـ"blood diamonds" أو "ألماس الدم".
وبين عامي 1989 و2003 ، اندلعت سلسلة من الحروب الأهلية في غرب ووسط أفريقيا بتمويل من التجارة الألماس غير المشروعة.
وكانت المناجم التي تُستخرج منها هذه الأحجار غير منظمة وعرضت حياة العمال للخطر، وأحياناً تستعين بعمالة الأطفال، للتنقيب عن الأحجار يدوياً في المنجم.
وأدى ذلك إلى سن "عملية كيمبرلي"، أي نظام لإصدار شهادات تجارية متعددة الأطراف تم إنشاؤها في عام 2003 لمنع دخول الألماس الممول إلى الأسواق الشامل.
وكانت هذه بمثابة بداية محاولات إعادة تأهيل صناعة الألماس، والتي تستمر حتى اليوم.
وأعلنت علامة "Tiffany & Co" عن مبادرتها الجديدة التي ستسمح للعملاء بمعرفة البلد المنشأ للألماس، حيث يتم قطع كل حجر مسجل بشكل فردي وصقله وتثبيته.
وقال أندرو هارت، نائب الرئيس الأول لتوريد الألماس والمجوهرات لدى علامة "Tiffany & Co"، عبر البريد الإلكتروني: "لقد بدأنا التكامل الرأسي لسلسلة التوريد الخاصة بنا منذ أكثر من 20 عاماً لتكون لدينا القدرة على تقديم هذه الدرجة من الشفافية اليوم".
وإلى جانب الأسئلة المتعلقة بالمعاملة الأخلاقية للعمال والمجتمعات، تعرضت صناعة التعدين للهجوم أيضاً لمسؤوليتها عن بصمتها الكربونية.
وفي الوقت ذاته، هاجمت بعض الشركات العاملة في قطاع الألماس، صناعة الألماس في المختبر، بسبب إخفاقاتها البيئية الواضحة.
ويرى الدكتور سليم علي، أستاذ الطاقة والبيئة بجامعة ديلاوير أن القطاعين لهما مساحة وفرصة في السوق.
ويوفر الألماس المستخرج المزيد من الوظائف على طول سلسلة التوريد، في حين أن المواد التركيبية لها تأثير أقل على البيئة، بحسب ما قاله علي.
ويضيف علي: "يتعايش الياقوت الصناعي والزمرد في السوق مع الأحجار المستخرجة من التعدين منذ عقود، والأمر نفسه ممكن مع الألماس".