استغرقت 6 أَضعاف وقت بناء الهرم الأكبر في الجيزة بمصر..نظرة على أغرب الكاتدرائيات بالعالم

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعتبر كاتدرائية "ساغرادا فاميليا" (Basilica de la Sagrada Família) في برشلونة واحدة من أكثر المشاريع المعمارية تعقيداً واستهلاكاً للوقت في العالم على الإطلاق، وهي لا تزال قيد الإنشاء، وتستقطب 4 ملايين زائر سنوياً.

محتوى إعلاني

ولكن، كيف كيف يمكن للروبوتات إنقاذ واحدة من أغرب الكاتدرائيات في العالم؟

مشروع طموح لا يزال قيد البناء بعد 138 عاماً

محتوى إعلاني
تعد كاتدرائية "ساغرادا فاميليا" (Basilica de la Sagrada Família) ببرشلونة واحدة من أكثر المشاريع المعمارية تعقيداً بالعالم. Credit: shutterstock

وبدأت فكرة هذا المبنى في عام 1882، عندما سعت مجموعة صغيرة من الأتباع الكاثوليكيين للقديس يوسف، الذين كرسوا أنفسهم لتشجيع التماسك الأسري في وجه الثورة الصناعية، وهم يُعرفون باسم "Josephites"، لبناء كنيسة صغيرة في ضواحي برشلونة آنذاك.

ولكن، على يد المهندس المعماري الطموح الشاب، أنطوني غاودي، الذي كانت مشاريعه آنذاك تشتمل على بعض الأثاث وغيرها، تضخم المشروع ليصبح واحداً من أكثر المشاريع المعمارية الطموحة غير الاعتيادية، وأطولها عمراً في تاريخ البشرية. 

واستغرق بناء الكاتدرائية 138 عاماً، وهي 6 أضعاف المدة التي استغرقها بناء الهرم الأكبر في الجيزة بمصر. 

ومع ذلك، لم ينته بناء هذا المشروع بعد.

قرن من المعاناة

مشهد جوي لكاتدرائية "ساغرادا فاميليا". Credit: Alamy

ورغم أن المعماري غاودي كان بارعاً، إلا أنه لم يكم سريعاً أو عملياً، إذ أنه استغرق 7 أعوام لتطوير المجموعة الأولى من الرسومات التي تصف أجزاء المبنى بصرياً للعميل.

ولم تكتمل الرسومات إلا في عام 1906، أي بعد عقدين من بدء المشروع.

وكانت العملية بطيئة بشكل كبير، وباهظة الثمن، والأهم من ذلك، لم يتم توثيقها. 

وبقي المشروع بشكل كبير في خيال غاودي ذاته، وشكل ذلك تحدياً.

وفي عام 1926، قُتل المهندس في حادثة عن عمر يناهز 74 عاماً.

وبحلول وفاة غاودي المأساوية، اكتمل بناء ما يُقدر بـ10% إلى 15% من المشروع فقط.

نموذج للكاتدرائية عُرض داخلها، وصممه المهندس أنطوني غاودي. Credit: Manu Fernandez/AP

ولكن، ترك غاودي لفريقه من النحاتين والمعماريين والحرفيين مختلف المواد لتوجيه جهود البناء في العقد التالي، ولكن لم تدم هذه المساعدة لوقت طويل.

وفي 17 يوليو/تموز من 1936، وبعد عقد من وفاة غاودي، اندلعت الحرب الأهلية الإسبانية، وأشعلت مجموعة من الثوار النار في ورشة عمل غاودي، وحطموا نماذج الجص المتبقية للمشروع ورسوماته. 

وخلال العقود الأربعة التالية، استمرت عمليات البناء بشكل متقطع وغير مستقر بسبب الركود، والحرب العالمية الثانية، والثورات السياسية المتعددة. وبحلول عام 1978، بقيت جوانب لم يتم تصميمها، وجوانب لم يعرف أحد كيفية بنائها.

الجيل القادم

صورة تعرض تفاصيل الكاتدرائية من الخارج. Credit: David Ramos/Getty Images

ووصلت المساعدة في عام 1979 عن طريق طالب دراسات عليا من نيوزيلندا وهو مارك بوري، والذي درس بجامعة "كامبريدج"، وقام بزيارة الكاتدرائية كجزء من مشروعه الجامعي الأخير.

وعند إجراء مقابلة مع اثنين من المتدربين السابقين لغاودي الذين كانوا في الثمانينيات من عمرهم، سألهم بوري عن كيفية التقدم، رغم وجود القليل من الوثائق.

ووجه المتدربون الطالب إلى صناديق مليئة بأجزاء من النموذج، كما أنهم اقترحوا أن جميع الأسرار تكمن في الداخل.

ودفعه فضوله إلى الانضمام لفريقهم كمتدرب.

مارك بوري. Credit: Mark Burry

ومن تلك اللحظة، كرس بيري جزءاً كبيراً من حياته لحل المشاكل الفنية، والرياضية، والهندسية، والهيكلية التي لم يتم الإجابة عنها.

وفي بداية 1979، أدرك بوري أن الأداة الوحيدة التي يمكنها حساب تكوينات الهياكل، والأشكال اللازمة لحل الألغاز المتبقية من الكاتدرائية في فترة زمنية معقولة هي جهاز الكمبيوتر.

مفتاح سحري

مشهد من سقف الكاتدرائية. Credit: Alamy

ووفرت تكنولوجيا الكمبيوتر المفتاح السحري لنجاح العديد من جوانب المبنى، ومن ضمنها تصميم سلسلة من أعمدة معقدة بشكل لا يصدق.

وفي النهاية، وعن طريق البرامج المستخدمة في تصميم الطائرات، تمكن بوري من تطوير نظام رياضي مع شريكته، جين بوري، طابق الأشكال التي أنشأها غاودي بالفعل.

وإلى جانب ذلك، تمكن النظام أيضاً من تنبؤ الطريقة التي أراد غاودي فيها تطوير الأجزاء الأخرى من المشروع.

هل هي على وشك الانتهاء؟ ربما

ولحسن حظ بوري وفريقه، بدأت أجهزة الكمبيوتر آنذاك بالارتباط بتقنيات أخرى، تتمكن من بناء أشياء في العالم الحقيقي والمادي، أي الروبوتات.

وبدأ بوري يستخدم الحاسوب لحساب الأشكال المعقدة، إلى جانب استخدام الأدوات الآلية لقص ونحت الحجارة.

وأدى ذلك إلى واحدة من أعظم المفارقات في تاريخ الهندسة المعمارية، وهي تحويل إحدى أكثر مشاريع البناء الأقل كفاءة، إلى موقع تشييد رائد يستخدم التقنيات الروبوتية المبتكرة.

ومنذ عام 2000، ساهمت تلك التقنيات الحديثة في تعزيز عملية البناء. 

ومع هذا التقدم، حدّد مجلس بناء كاتدرائية "ساغرادا فاميليا" موعداً لإنهاء المشروع بحول عام 2026، أي الذكرى السنوية المائة لوفاة غاودي.

ومع ذلك، ظهرت المزيد من العقبات، مثل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" الذي تسبب بتأخير عملية البناء.

نشر
محتوى إعلاني