ألقوا نظرة على المدن العمودية التي قد نعيش فيها بالمستقبل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في المستقبل، قد تكون الحياة مختلفة عما نعرفه اليوم. وقد يكون العيش في مدن أفقية ترتفع عن الأرض آلاف الأمتار، هو الأمر الطبيعي.
وعبر مشروع مفاهيمي يُدعى "THE LINK"، قد تتوفر للبشرية طريقة للازدهار، وحلاً للعديد من المشاكل التي تعاني منها الكرة الأرضية اليوم.
ستكون المدن كما نعرفها شيئاً من الماضي
وسعى المهندس المعماري والمخطط الحضري، لوكا كورتشي، للعمل على المدن العمودية للعديد من الأسباب، ومنها تأثير المدن الضار على البيئة، والزحف العمراني، والكثافة السكانية، وفقاً لما قاله في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
ويعيش أكثر من نصف سكان العالم (55%)، في المدن اليوم، وهي تمثل حوالي 75% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2019.
ولذلك، يهدف مشروع "The Link" إلى "مواجهة تحدي الكثافة السكانية خلال الجمع بين التوسع الرأسي والابتكار الاقتصادي بنجاح"، وفقاً لكورتشي.
ويمكن لتصميم كورتشي أن يستوعب 200 ألف شخص في الطوابق الذي يبلغ عددها 300، ويصل طول هذه المدينة العمودية إلى 1،200 متر.
ويتكون المشروع من 4 أبراج رئيسية تزدخر بالنباتات، وتتصل ببعضها البعض، مع وجود تهوية وإضاءة طبيعية في جميع مستوياتها.
أشبه بأدغال شاهقة
وتعتمد تصاميم شركة "LUCA CURCI ARCHITECTS"، التي أسسها كورتشي في 2006، بشكل أساسي على العلاقة بين الإنسان والبيئة، ويمكن رؤية ذلك من خلال الصور التخيلية لـ"THE LINK" التي تُظهر أبراجاً مثيرة للإعجاب تفيض بالأشجار والنباتات.
ويهدف التشجير الكثيف إلى "تقليل درجات الحرارة الداخلية والخارجية، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون والغبار، مع إنتاج الأكسجين لهواء أنظف"، وفقاً لكورتشي.
وما يساهم في جعل المشروع مستداماً أيضاً هو استغلاله لموارد الطاقة المتجددة، مثل الرياح، والطاقة الشمسية.
وإلى جانب ذلك، يحرص المشروع على إنتاج الغذاء والزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى اتباع سياسة "صفر نفايات".
ويرى كورتشي أن بعض المناطق التي تعاني من الازدحام، مثل الهند، والولايات المتحدة، والصين، وبعض المدن الجديدة في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، قد تستفيد من مشاريع مثل "THE LINK".