وعاء صيني يباع بأكثر من 700 ألف دولار في المزاد..بعد شرائه بـ35 دولاراً فقط
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بيعت قطعة أثرية صينية نادرة بشكل استثنائي، تعود للقرن الخامس عشر، وكان قد انتهى بها المطاف في ساحة بيع في أمريكا، بمبلغ 721،800 دولار في مزاد أقامته دار سوذبيز للمزادات، متجاوزةً بذلك أعلى تقدير للمزاد، أي نصف مليون دولار.
وفي العام الماضي، تم شراء وعاء الأزهار الصغير باللونين الأزرق والأبيض، مقابل 35 دولاراً فقط، بالقرب من مدينة نيو هيفن بولاية كونيكتيكوت الأمريكية، والآن تساوي قيمة القطعة الأثرية نحو 29،000 ضعف ذلك الثمن.
ويتزين وعاء الأزهار بزخارف اللوتس، والفاوانيا، والأقحوان، وأزهار الرمان، وصُمم في الأصل من قبل البلاط الإمبراطوري الصيني خلال عهد سلالة مينغ الحاكمة.
وبينما أن دار "سوذبيز" للمزادات لم تكشف عن هوية البائع، إلا أن رئيسة قسم الفن الصيني بالدار، أنجيلا ماكاتير، قالت في مقابلة عبر الهاتف قبل البيع إن الرجل الذي عثر على وعاء في ساحة البيع "لم يساوم على السعر المطلوب بقيمة 35 دولاراً".
وبعد وقت قصير من إجراء عملية الشراء، أرسل الرجل صوراً للوعاء إلى المتخصصين في المزاد، الذين حددوا أنها قطعة ذات أهمية تاريخية.
وأوضحت ماكاتير: "كان لدينا شعور جيد للغاية حيال ذلك".
وخلال الفحص الدقيق، تبين أن أصل القطعة الأثرية، معروفة باسم "وعاء اللوتس" نظراً لتشابهها مع برعم اللوتس، من بلاط الإمبراطور يونغلي، الذي حكم من 1403 إلى 1424 ميلادي، وهي الفترة التي اشتهرت بها تقنيات صناعة البورسلين المميزة والمشهورة.
وأوضحت ماكاتير أن للوعاء "جسم خزفي أملس بشكل لا يصدق" و "طلاء زجاجي حريري"، مشيرة إلى أنه "لم يتكرر أبداً خلال العهود أو السلالات المستقبلية".
لغز مثير للإحباط
وخلال فترة حكمه، قام الإمبراطور يونغلي بتحويل صناعة الخزف، حيث وضع طلبات كبيرة على بلاطه، ومارس سيطرة أكبر على الأفران الإمبراطورية في جينغدتشن، التي تعد أهم مدينة صينية لصناعة الخزف.
وأشارت ماكاتير إلى ترويج الإمبراطور يونغلي للأهمية الفنية للخزف، مضيفةً: "لقد رفع قدره من كونه وعاء نفعي، على سبيل المثال، إلى عمل فني حقيقي".
وبقطر يزيد قليلاً عن ست بوصات، من المحتمل أن يكون للوعاء الصغير والمفصل قيمة فنية وعملية في البلاط الإمبراطوري.
ومع ذلك، لا يُعرف سوى القليل عن مصدر الوعاء أو كيف انتهى به الأمر في ساحة البيع، وفقاً لما قالته ماكاتير.
وقالت ماكاتير إنه "لغز مثير للإحباط" مضيفةً أن هناك "وثائق ضئيلة" تعود لتلك الفترة.
ومن المعروف أن ستة أوعية أخرى مماثلة فقط قد نجت، وفقاً لدار "سوذبيز"، وتحتضنها مؤسسات من ضمنها متحف القصر الوطني في تايبيه، بالإضافة إلى المتحف البريطاني، ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن.
وتنصح ماكتير صائدي الصفقات المتعلقة بقطع الخزف بأن يبحثوا عن "التوازن في التصميم وتقييم الجودة والاتقان اللذين تم إدخالهما فيها".
وبيعت القطعة الأثرية المكتشفة بالمزاد العلني كجزء من فعاليات "أسبوع آسيا"، وهي سلسلة من مبيعات دار سوذبيز التي تضم القطع الأثرية، والتحف، والفنون المعاصرة من جميع أنحاء المنطقة.
وبعد البيع، قالت ماكاتير في بيان صحفي: "نتيجة اليوم لهذا الوعاء النادر للغاية، الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، يلخص قصص الاكتشاف المذهل التي تحدث مرة واحدة في العمر والتي نحلم بها كمتخصصين في الفن الصيني.... إنه تذكير بأن الأعمال الفنية الثمينة تظل مخفية على مرأى من الجميع في انتظار العثور عليها".