كنوز منهوبة..ألمانيا تعلن عن خطتها لإعادة قطع بنين البرونزية إلى نيجيريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت الحكومة الألمانية أن القطع الأثرية الثمينة التي نُهبت خلال الحقبة الاستعمارية ستُعاد أخيراً إلى نيجيريا. ومن المقرر القيام بعمليات الإعادة الأولى في عام 2022.
وفي إعلان مشترك نُشر الخميس، تعهدت وزارة الثقافة في ألمانيا، ووزرائها، ومدراء المتاحف بالقيام بعمليات إعادة كبيرة لأعمال بنين البرونزية، وهي أعمال فنية مصنوعة من البرونز، والنحاس الأصفر، والعاج استولى عليها الجيش البريطاني في غارة على مملكة بنين، في نيجيريا الحالية، بعام 1897.
ووُزعت القطع البرونزية لاحقاً في جميع أنحاء العالم، ويُحتفظ بالمئات منها حالياً في المتاحف الألمانية، وسعت نيجيريا لاسترجاعها منذ عقود.
"حدث تاريخي بارز"
ووصفت وزيرة الثقافة الألمانية، مونيكا جروترز، الإعلان بأنه "حدث تاريخي بارز".
وقالت جروترز في بيان: "نحن نواجه مسؤولية تاريخية وأخلاقية لتسليط الضوء على الماضي الاستعماري لألمانيا".
وأضافت جروترز: "نود المساهمة في التفاهم والمصالحة مع أحفاد الأشخاص الذين سُلبوا من كنوزهم الثقافية خلال الحقبة الاستعمارية".
ووضع الإعلان خططاً للقطع الأولى التي سيتم إعادتها العام المقبل، ومخططاً لتوجيه عمليات الاسترداد الإضافية دون تحديد القطع الأثرية، أو عددها.
ويتطلب الإعلان أيضاً من المتاحف التي تمتلك مقتنيات من بنين إثبات وتوثيق مصدرها.
وتعهدت أطراف الاتفاقية على العمل مع الشركاء النيجيريين، بما في ذلك منظمة "Legacy Restoration Trust"، والتي تقود عملية تطوير متحف "إيدو" الجديد لفنون غرب أفريقيا في مدينة بنين بولاية إيدو.
وقوبل الإعلان بردود فعل متباينة من الباحثين في مجال الاسترداد.
ووصف المؤرخ الاستعماري بجامعة هامبورغ، يورغن زيميرير، الأمر بأنه "خيبة أمل" لأنه لم يذهب لأبعد من ذلك.
وقال زيميرير، لـCNN إن الأمر غامض، مضيفاً: "لم يُقدّم جدول زمني مؤكد للاسترداد".
ولكن، يعتقد أمين متحف "بيت ريفرز" بجامعة "أكسفورد"، ومؤلف كتاب يسلط الضوء على هذه الأعمال البرونزية، دان هيكس، أن الإعلان عبارة عن خطوة إلى الأمام.
وقال هيكس: "هذا البيان الواضح من هذه المجموعة القوية من قادة المتاحف الألمان، والذي يُظهر رغبتهم في تحقيق إعادات جوهرية لقطع بنين البرونزية، سيكون موضع ترحيب كبير لدى الكثيرين".
حملة نيجيريا
وأصبحت هذه الأعمال البرونزية تُعتبر من بين أفضل الأعمال الفنية التي أُنتجت في أفريقيا، وبيعت القطع الفردية بملايين الدولارات في المزادات.
وسبقت حملة نيجيريا لاستعادة هذه الأعمال استقلال البلاد في عام 1960.
وبعد عقود من وجود القليل من النجاح، ظهرت علامات إيجابية في الأعوام الأخيرة.
وفي عام 2019، كلفت الحكومة الفرنسية بعمل تقرير يوصي بجعل القطع الأثرية في المتاحف، التي أتت من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لمطالبات الاسترداد.
وتحركت بعض من المؤسسات بمبادرة خاصة منها.
والتزم المتحف الوطني الأيرلندي مؤخراً "بإحراز تقدم في عملية استرداد" القطع البرونزية، وفقاً لصحيفة " ذا تايمز"، في حين أعلنت جامعة "أبردين" أنها ستعيد واحدة من تلك الأعمال.