ثورة في إعادة التدوير..أول جناح مستشفى مصنوع بالكامل من القمامة

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما ظهرت جائحة "كوفيد-19"، أراد المعماري والمهندس التايواني، آرثر هوانغ، أن يقوم بشيء لتقديم المساعدة.

محتوى إعلاني

ومع توقف البناء في جميع أنحاء العالم، وهو أمر أدى إلى إيقاف العديد من مشاريع هوانغ، نقل المهندس انتباهه إلى ايجاد حل للحاجة الملحة للإمدادات الطبية، ومساحات المستشفيات.

ويقع مقر هوانغ في العاصمة التايوانية تايبيه، وهو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "Miniwiz"، وهي شركة تستخدم مختلف أنواع النفايات لتحولها إلى أكثر من 1،200 مادة يمكن استخدامها للبناء، وصنع التفاصيل الداخلية، والمنتجات الاستهلاكية.

عمل المهندس التايواني، آرثر هوانغ، على أول جناح مستشفى في العالم مبني من مواد معاد تدويرها. Credit: Taiwan Design Research Institute

ونتج عن ذلك جناح نموذجي قابل للتحويل، أو "MAC"، وهو أول جناح مستشفى في العالم مبني من مواد معاد تدويرها، وفقاً للشركة.

وقامت الشركة بتصميمه بشراكة مع مستشفى جامعة "فو جين" الكاثوليكية في تايبيه، ومن المحتمل أن يبدأ في استقبال المرضى في وقت مبكر من يونيو/حزيران.

صممت شركة "Miniwiz" نسخة قابلة للنقل للجناح أيضاً. Credit: Taiwan Design Research Institute

وأشار هوانغ إلى أنه يمكن بناء نسخة قابلة للنقل من الصفر في غضون 24 ساعة، ما يسمح بنقلها إلى الأماكن ذات الحاجة الطبية العالية.

وقال هوانغ: "أعتقد أن الجائحة تجبرنا على تبني الابتكار، للتوصل إلى حلول للتكيف مع الوضع الحالي".

أخذ الوحي من روما القديمة

استوحى هوانغ فكرته من الممارسة الرومانية القديمة التي تستخدم المواد المهملة في الهندسة المعمارية.

وتعود جذور اهتمام هوانغ بإعادة استخدام النفايات إلى العصور القديمة. وأثناء دراسته لعلم الآثار في روما عام 1999، لاحظ المهندس أمراً ما، أرسله في مهمة لإحداث ثورة في إعادة التدوير.

ولاحظ هوانغ إنشاء العديد من المباني القديمة في المدينة من القمامة بشكل جزئي.

واستوحى هوانغ فكرته من الممارسة الرومانية التي كانت تخلط أجزاءً من الطين المستخدم مع الجير لتشكيل الجص المقاوم للماء، والذي استُخدم بشكل شائع في البناء.

يمتلئ مكتب "Miniwiz" في تايبيه بالأثاث، والتفاصيل المصنوعة من مواد معاد تدويرها، مثل تركيبات الإضاءة المصنوعة من الزجاجات البلاستيكية.

واستخدمت الإمبراطورية الرومانية قوارير طينية لنقل البضائع مثل الزيت، والحبوب، والنبيذ عبر البحر الأبيض المتوسط.

ورُميت العديد من هذه الحاويات بالقرب من الموانئ بعد صب محتوياتها.

وعمل هوانغ على تطوير طرقًا عديدة لتحويل نفايات ما بعد الاستهلاك، مثل الزجاجات البلاستيكية، إضافةً لنفايات ما بعد البناء، وما بعد الزراعة، إلى مواد تُستخدم الآن في المباني، والمطاعم، والمتاجر في جميع أنحاء العالم، من ميلانو إلى شنغهاي.

طابع ديمقراطي لتقنية صفر النفايات

تعمل "Miniwiz" مع شركات في جميع أنحاء العالم، ولديها مشاريع في مدن مثل لندن، ونيويورك وشنغهاي. Credit: Miniwiz

وإلى جانب تطوير مواد جديدة، يبحث هوانغ عن طرق لمواجهة التحديات البيئية لصناعة إعادة التدوير العالمية.

وتشير الأبحاث إلى أنه تم إعادة تدوير حوالي 9% فقط من نفايات البلاستيك التي تم إنتاجها على الإطلاق، وينتهي المطاف بمعظمها في مكب النفايات، أو يتم حرقها، وتشحن العديد من البلدان المتقدمة نفاياتها إلى أماكن أخرى لمعالجتها.

ويقول هوانغ إن أعمال شحن المواد التي سيُعاد تدويرها عبر العالم ليتم معالجتها تُعد جزءاً كبيراً من المشكلة، لأنها تزيد من مخاطر تلوث المواد، ما يجعل إعادة التدوير أمراً صعباً، كما أنها تتمتع ببصمة كربونية أكبر مقارنةً بإعادة التدوير محلياً.

صممت "Miniwiz" آلة إعادة تدوير محمولة، وتعمل بالطاقة الشمسية تُدعى "Trashpresso"، وذلك لجعل تكنولوجيا إعادة التدوير في متناول المجتمعات المحلية.

ولإضفاء الطابع الديمقراطي على تقنية التخلص من النفايات، جعلت "Miniwiz" من مهمتها إعادة التدوير، في متناول المجتمعات في جميع أنحاء العالم للمساعدة في تجنب ممارسة تصدير النفايات.

واستوحى هوانغ وفريقه الفكرة من فيلم "Wall-E" لـ"ديزني"، والذي يتمحور حول روبوت صغير لديه القدرة على اكتشاف أنواعًا مختلفة من النفايات في عالم مغطى بمدافن النفايات.

وبدأ هوانغ وفريقه بتصميم آلة إعادة تدوير محمولة، وقابلة للنقل، وتعمل بالطاقة الشمسية تُدعى "Trashpresso"، ويمكن نقلها إلى الأماكن التي تشكل فيها النفايات البلاستيكية مشكلة متزايدة.

وتُعد أحدث نسخة مزودة بنظام إعادة تدوير بالذكاء الاصطناعي يمكنها اكتشاف أنواع مختلفة من البلاستيك الذي يمكن للآلة تقطيعه، وإذابته وتحويله إلى منتجات جديدة مثل الحاويات، أو البلاط.

ويقول هوانغ: "لسنا بحاجة لخلق أشياء جديدة"، مضيفًا: "نحتاج فقط إلى استخدام براعتنا، وابتكاراتنا، وقلبنا الطيب، وعقلنا السليم لتحويل هذه المواد الموجودة إلى الجيل التالي من المنتجات، والمباني لدعم اقتصادنا".

نشر
محتوى إعلاني