أولمبياد طوكيو 2020.. جدل مستمر حول تمييز ضد زي النساء الرياضي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في الشهر الذي يسبق وقوع الحدث الرياضي الأكثر انتظارا في العالم، وهو أولمبياد طوكيو 2020، لفتت النساء الرياضيات الانتباه إلى العديد من المواقف التي تركتهن يشعرن بالخزي والتمييز الجنسي.
وقالت بطلة العالم في أولمبياد المعاقين هذا الشهر، أوليفيا برين، إنها تُركت "عاجزة عن الكلام" عندما أخبرها مسؤول في البطولات الإنجليزية أن السراويل كانت "قصيرة للغاية وغير مناسبة".
وأوضحت برين في مقابلة عبر محادثة فيديو: "هذا خطأ.. نحن لا نعيش في القرن الثامن عشر، بل نعيش في عام 2021".
وأضافت: "بالنسبة لي شخصيًا، أريد أن أكون خفيفة قدر الإمكان حتى أتمكن من القفز، والركض بشكل أسرع".
وفي بيان نُشر على تويتر، تساءلت برين عما إذا كان سيتعرض أحد المنافسين من الذكور إلى انتقادات مماثلة. وبذلك، فكرت برين أن هذا سيحتاج إلى التغيير.
ولا يعد الموقف الذي تعرضت إليه برين جديدًا في عالم الرياضة للنساء، اللواتي يتعرضن بانتظام للتوبيخ بسبب ارتدائهن القليل جدًا، أو الكثير من الملابس.
وخلال هذا الشهر فقط، تم تغريم فريق كرة اليد النرويجي للسيدات 1,500 يورو (1,766 دولارًا) بسبب "ملابس غير لائقة" بعد أن اختارت اللاعبات ارتداء سراويل قصيرة بدلاً من سراويل البكيني خلال مباراة في بطولة أوروبا في بلغاريا.
وقالت جولي أسبيلوند بيرج، المدافعة في فريق كرة اليد الشاطئية النرويجي، خلال مكالمة هاتفية: "لماذا لا نرتدي السراويل القصيرة في الوقت الذي يمكننا فيه إدارة المهمة بنفس الجودة عند ارتداء سراويل البكيني؟".
وأوضحت بيرج أن فريقها كان يعلم أنه سيتم تغريمهم، لكنهم فضلوا التنافس في السراويل القصيرة لأن سراويل البكيني ستجعلهم يشعرون بأنهم مكشوفون.
وأضافت: "مع سراويل البكيني، كنا نتحقق طوال الوقت مما إذا كانت في المكان المناسب. كنا نركز على أشياء أخرى غير الرياضة.. وهذا ليس شيئًا نريده"، موضحة: "نريد فقط أن نُعامل بنفس مستوى الرجال".
وسرعان ما اكتسب هذا الموقف اهتمامًا عالميًا، ولفت انتباه المغنية بينك، التي عرضت دفع غرامات الفريق، وقالت إن الاتحاد الأوروبي لكرة اليد (EHF) يجب تغريمه بسبب التمييز الجنسي.
وفي أعقاب ردود الفعل العالمية، أكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة اليد فيما بعد أن موضوع الزي النسائي سيتم مناقشته من قبل لجنة كرة اليد الشاطئية المنتخبة حديثًا في أغسطس/ آب.
وقالت ستيفاني هيلبورن، المديرة التنفيذية لـWomen in Sport، خلال مقابلة عبر الهاتف، إن هذا الموقف هو مجرد مثال آخر على "الرسائل المتضاربة" التي تواجهها النساء.
تاريخ طويل من القواعد المختلفة
ناضلت النساء منذ فترة طويلة من أجل الحق في المشاركة في الألعاب الرياضية، والاعتراف بإنجازاتهن فقط.
وبينما أقيمت أول دورة ألعاب أولمبية حديثة في عام 1896، لم يُسمح للنساء بالمشاركة حتى عام 1900، عندما تنافست 22 امرأة فقط من إجمالي 997 رياضيًا في خمس رياضات: التنس، والإبحار، والكروكيه، والفروسية، والغولف.
وأصبحت لاعبة التنس الإنجليزية، شارلوت كوبر، أول امرأة في التاريخ تفوز بميدالية ذهبية أولمبية في الألعاب، بينما كانت ترتدي فستانًا طويلًا.
وقالت ميشيل فليمونز، وهي محاضرة كبيرة في رياضة التربية البدنية وتنمية الشباب في جامعة سانت ماري عبر مكالمة فيديو، إن النساء اللواتي تنافسن في رياضات مثل التنس خلال القرن التاسع عشر "كن يرتدين مشدات الخصر وتنانير فضفاضة، والتي من الواضح أنها لم تسمح بحركة جيدة للغاية".
وقالت إن قواعد اللباس كانت "تحاول تحقيق التوازن بين أنوثتها وحياتها الرياضية. لذلك، بعد الانتهاء من لعب التنس، كان لا يزال بإمكانهن العثور على أزواج".
وبعد إجراء العديد من الدراسات حول بطولات التنس، مثل بطولة ويمبلدون، للتحقيق في عدد المرات التي تم فيها التعليق على الملابس النسائية، أوضح مايكل هوبسون، محاضر في التربية البدنية والرياضية في جامعة سانت ماري، عبر مكالمة فيديو أنه "لم يتم التعليق أبدًا على ملابس الرجال".
ويبذل المسؤولون جهودًا لمقاومة التصورات الجنسية أو النمطية لزي النساء الرياضي.
وفي "إرشادات التصوير" المحدثة، توجه اللجنة الأولمبية الدولية المذيعين إلى عدم "التركيز دون داع على المظهر" مثل المكياج أو الشعر أو الأظافر أو الملابس أو "أجزاء الجسم الحميمة".
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية: "يجب أن تكون الألعاب الرياضية والبراعة الرياضية محور الصور".
النضال من أجل الجيل القادم
الكفاح من أجل معايير وقواعد موحدة لا يتعلق بالرد على التحيز الجنسي فحسب.
قالت بيرج إن فريق كرة اليد الشاطئية النرويجي يشعر بالقلق من أن الأنظمة الموحدة الحالية قد تردع من مشاركة بعض النساء اللواتي تتطلب معتقداتهن الدينية ملابس أكثر احتشامًا.
وأضافت: "نريد أن نشمل الجميع.. نحن لا نفعل ذلك مع هذه الملابس في الواقع".
ويقول الخبراء إن الطريقة التي يتم بها تمثيل الرياضيين، أو عدم تمثيلهم، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مشاركة الشباب في الرياضة.
وأوضحت ليبا نيسا، أمينة جمعية Muslimah Sports، إن النساء المسلمات يواجهن عوائق كثيرة فيما يتعلق بالمشاركة الرياضية.
وقالت: "عندما بدأت ممارسة كرة القدم، قبل 2014، لم أستطع المنافسة لأن ارتداء الحجاب غير مسموح به"، مضيفة أن "قسماً كبيراً" من النساء المسلمات لم يمارسن هذه الرياضة نتيجة حظر عام 2007 على الحجاب من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويذكر أن الفيفا قد سمحت رسميًا بارتداء الحجاب الديني في عام 2014.
وقالت نيسا إنه من المشجع أن نرى هيئات إدارية كبيرة تقوم بتعديل قواعدها، مضيفة أن الهيئات والعلامات التجارية الأخرى بدأت تحذو حذوها.
ويذكر أنه قام الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA) بتغيير قواعده للسماح للاعبين بارتداء أغطية الرأس الدينية، خلال الألعاب في عام 2017.
ولكن، أوضحت هيلبورن أن الوظائف العليا في الرياضة ما زال "يهيمن عليها الرجال بالكامل".
وأضافت: "لا يقتصر الأمر على وجود بعض النساء في القمة، بل وجود نساء في وظائف مهمة بمجال الرياضة، حتى يكون لهن تأثير حقيقي ويغيرن الثقافة، أو سنستمر في خوض هذه المعارك، والتي هي إلهاء كامل عن الأشياء المذهلة التي تحققها النساء في عالم الرياضة".
وقالت فيونا ماي، عضو في اللجنة الاستشارية لـSporting Equals، وهي منظمة تعزز التنوع العرقي عبر الرياضة، إن الخبر السار هو أن هناك وعيًا متزايدًا بالقضايا التي واجهتها الأجيال السابقة.
وأضافت: "أعتقد أننا أعطيناهم القليل من القوة ليقولوا: هذا ما يحدث. حدث هذا لأمي ، لكن هذا لن يحدث لي.. ولكن لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه".