القصة وراء عرض أغنية نجم فرقة "البيتلز" جون لينون التي لم تصدرفي مزاد علني
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط أكثر من 100 لوحة ومنحوتة معروضة للبيع في دار للمزادات في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، يقع الزائر على شريط كاسيت مفقود منذ فترة طويلة، ويحتوي على أغنية غير مسجلة لنجم البوب البريطاني جون لينون.
ويعرض شريط الكاسيت الأبيض أيضًا مقابلات مع مغني فرقة "البيتلز" البريطانية وزوجته يوكو أونو، وترافقه سلسلة صور يعود تاريخها إلى عام 1970.
وبحسب دار "برون راسموسن" (Brunn Rasmussen) للمزادات، فإن شريط التسجيل الذي يُطرح للبيع في المزاد، سجّله أربعة طلاب مدرسة كانوا حينها في السادسة عشر من عمرهم، وذلك قبل أكثر من 50 عامًا، خلال زيارة قام بها لينون وأونو إلى مدينة تاي في يوتلاند، الدنمارك، بهدف حل أونو وزوجها السابق النزاع على حضانة ابنتها كيوكو، التي تظهر في الصور أيضًا.
وأشارت دار المزادات إلى أن هؤلاء الشبان كانوا يواظبون على المساهمة في إنتاج جريدة مدرسية، ونجحوا بالحصول على موافقة للتغيب عن المدرسة بهدف مقابلة نجم البوب البريطاني.
وبتاريخ الخامس من كانون الثاني/يناير 1970، سُمح لهما بالدخول إلى صالة صغيرة للمؤتمرات الصحفية مع عدد قليل من الصحافيين. وفي تلك المرحلة كان لينون يشق مساره الفني منفردًا، بعد سنة من إصدار فرقة البيتلز البومها "Abbey Road".
ويضم التسجيل الممتد على 33 دقيقة، أداءًا ارتجاليًا للينون، تلبية لطلب أحد المراهقين منه عزف مقطوعة لهم. وأدى نجم البيتلز مقطوعة "Give Peace a Chance" (أعط السلام فرصة) التي قام بتأديتها للمرة الأولى في الاعتصام الشهير "Bed-in" في مونتريال عام 1969، ثمّ ألحقها بأغنية "Radio Peace" التي لم تصدر.
وكانت "Radio Peace" كُتبت لترافق انطلاقة محطة إذاعية في أمستردام تحمل الاسم عينه "Radio Peace"، لكنها لم تنطلق. وتعتبر هذه الأغنية بمثابة الأخت الصغرى لـGive Peace a Chance"، بحسب دار المزادات.
وفي التسجيل أيضًا يمكن الإستماع إلى طرح أحد المحاورين، كارستن هوئين، سؤالًا حول ما يمكن أن يفعله الشباب حتى يساندوا التيار المناهض للحرب. واقترح لينون وأونو استخدام الملصقات والترويج للأحداث التي تدعو للسلام. وفي لحظة ما أقنع الشبان أونو ولينون بالرقص حول شجرة الميلاد، بينما كان الجميع يغني باللغة الدنماركية.
ويبدو لينون في الصور التي التقطها زميل هوئين في الصف، يسبير يوغرسن، واضعًا نظارته الدائرية الشهيرة، وشعر أونو الطويل مجدولاً، وترتدي اللون الأسود. وفي صورة أخرى يجلس الثنائي متلاصقين مع كيوكو على كنبة حمراء اللون، وقبالتهم زينة ميلادية.
وجاء على لسان هوئين في الكاتالوغ الخاص بالمزاد أن "لهذه التجربة تأثيرًا كبيرًا على حياتنا"، متابعًا: "لم نكن نهتم في ذلك الحين بالشخصيات المشهورة كما هي حال جيل اليوم. بل كنا ننظر إلى جون لينون ويوكو أونو على أنهما أنبياء في السياسة ورمزًا للسلام".
وأضاف: "تشاركنا مصيرًا مشتركًا معهم يبدأ بعلاقتنا مع الموسيقى وينتقل إلى تطور أيديولوجيا السلام. لقد أثر هذان الشخصان بجيلنا وبمجمل الحركة الثقافية المضادة في الستنينيات".
وفي صدفة جلية، تطرح سلسة أخرى من المقابلات المسجلة مع لينون وأونو في دار للمزادات في بريطانيا. وقد حاورهما المحاور الكندي المعروف كين زيليغ بين عامي 1969 و1970.
واستهلكت هذه المقابلات 12 شريطًا وأكثر من 90 دقيقة، تناول فيها زيلينغ مجريات ما وراء كواليس إصدار ألبومي البيتلز "Abbey Road "، وتيار "الحرب انتهت" (War is Over)، بالإضافة إلى احتجاجات لينون ضد إعدام القاتل جيمس هانراتي.
ووفقًا لما ذكرته دار "أوميغا" المزادات، فإن غالبية المقابلات "لم يُسمع بها من قبل"، واصفة إياها بأنها "أرشيف فريد وملهم حقًا للمقابلات التي تستحق أن يسمعها كل من يحبون فرقة البيتلز وجون لينون".