كيف عاش أكثر الناس ثراءً في العالم؟.. مصور يرصد تلك الللحظات على مدار عقود
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بنى المصوّر سليم آرونز مسيرته المهنية يلتقط صورًا لحياة الأغنياء والجميلات.
ومن خلال عمله لصالح مجلات مثل "Town & Country" و"Harper's Bazaar" و"Life Magazine"، أمضى المصور الراحل 5 عقود التقط خلالها صورًا ساحرة للأرستقراطيين والشخصيات الاجتماعية.
ولكن بحسب مؤلف كتاب جديد عن أعمال آرونز، لم يكن دافع المصور هو الاحتفاء أو نقد البذخ الذي شهده.
وقال شون والدرون، الذي شارك في كتابة "Slim Aarons: Style"، إنه كان مدفوعًا بفضول صحفي حول كيفية عيش أكثر الناس ثراءً في العالم.
وقال والدرون لـCNN: "لقد كان مراسلًا.. يجب أن تعلم أن الكثير من صوره التقطها خلال تأديته لمهمة صحفية من أجل تغطية حدث يجرير في إحد هذه الأماكن المحددة".
وحصلت وكالة الصور Getty Images على أرشيف آرونز بالكامل في 1997، أي بعد سنوات عدة من تقاعده.
وقال والدرون، الذي يعمل أيضًا كقيّم في Getty Images، إنه تمّ رقمنة 6 آلاف صورة فقط من حوالي 750 ألف صورة حتى الآن.
وأضاف والدرون أنه خلال وقت الشراء كان آرونز "منسيًا وليس محبوبًا إلى حد ما".
ولكن بعد حوالي 15 عامًا من وفاته، يقوم الخبراء والجماهير بإعادة النظر وتفسير مجموعة كبيرة من أعماله.
وتقدم أعمال آرونز لمحة منعشة عن حقبة ماضية.
وأوضح والدرون: "من الواضح أنه أصبح مقرّبًا من بعض هؤلاء الأشخاص، الذين صوّرهم لدى ظهورهم في المجتمع، ثم صوّر أطفالهم بعد مرور عقود من الزمن. هذه علاقات طويلة الأمد".
وأضاف: "كان يتنقل باستمرار من مكان إلى آخر، لكنه كان يعود دومًا إلى منزله في مزرعته الصغيرة بمقاطعة ويستشستر، نيويورك".
ورغم أن المصور ادّعى دومًا أنه يتيم من نيو هامبشاير، فقد كشف فيلم وثائقي أنتج بعد وفاته أنه يتحدّر من عائلة يهودية مهاجرة أقامت في منطقة لوير إيست سايد من مدينة نيويورك الأمريكية.
وقد انضم جورج ألن أرونز إلى الجيش كمصورة في بداية سنواته العشرين هربًا من الفقر. وخدم خلال الحرب العالمية الثانية، وأتقن حرفته ليس خلال مباريات البولو أو الحفلات التي تقام على المسابح، بل خلال المناورات العسكرية وضمنًا اعتداءات الحلفاء على إيطاليا في معركة مونتي كاسينو. وسلّط المصوّر الضوء في ما بعد على تجاربه، التي بقيت معه، بحسب والدرون.
وقال والدرون "فيما التصق الكثير من مصوري الحرب، أكانوا في الجيش أم مراسلين، بهذا الواقع.. قال سليم إنّه رأى ما يكفي"، ونقل عنه إجابته الشهيرة حين أخبره عن اقتراحه بتوثيق الحرب الكورية، "سأصوّر شاطئًا فقط إن كانت شقراء عليه".
ويأتي إصدار والدرون الأخير ضمن سلسلة حول كتب متخصصة بالمصوّر، نشرت تباعًا في السنوات الأخيرة. وركّز على تفاعل المصور مع عالم الموضة،من خلال 180 صورة، تظهر مجموعة من أيقونات الأناقة، مثل جيانّي فيرساتشي على بحيرة كومو، وعارضة الأزياء فيروشكا فون ليندورف تلعب الليمبو في أكابولكو.
وتشكل هذه الصور رسمًا بيانيًا لتطوّر الموضة على مرّ العقود، بدءًا من الطابع الرسمي في السنوات التي تلت الحرب، والتي اتسمت بسترات التزلّج. لكن فيما آرونز صوّر عروض الموضة التقليدية في بداية مسيرته الفنية إلا أنّه تحاشى الالتزام بالمعايير التقليدية. لم يرتدِ يومًا على الموضة وكان غالبًا ما يحمل أكثر من آلة تصوير وحامل كاميرا بثلاثة قوائم، فلا يمكن الربط مع فانتازيته المتصلة بتصوير الموضة، بحسب والدرون.
وقال والدرون: "كان آرونز مهتمًا بالأشخاص نفسهم، ليس فقط بما يرتدونه، ولكن بالسيارة التي يقودونها وأين يتناولون العشاء بعد ذلك. يتعلق الأمر بجميع الأجزاء المختلفة التي تصنع أسلوبًا شخصيًا. وهذا ما يرتبط به حقًا".
وفي الواقع، بدا آرون غير مهتمًا بخزائن ملابس رعاياه أو بالموضة الرائجة. ولفت والدرون إلى أنّ آرونز قال مرة "أنا لا أصوّر الموضة، بل الناس حين ترتدي ملابسها تصبح هي الموضة".