باربادوس تشيّد "متحف عبودية" جديد بعد قطع صلتها ببريطانيا

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت رئيسة وزراء باربادوس أنّ المهندس المعماري الشهير، ديفيد أدجاي، سيقوم بتصميم موقع تراثي مهم وجديد على الجزيرة الكاريبية باربادوس، بجوار مقبرة تحوي على 570 جثة، تعود لأشخاص من غرب أفريقيا كانوا ضحايا العبودية البريطانية عبر المحيط الأطلسي.

محتوى إعلاني

وقال مكتب رئيسة وزراء باربادوس، ميا موتلي، في بيان، الجمعة الماضي، إن "موقع باربادوس التراثي" (The Babados Heritage District) "سيكون مخصصًا للكشف عن الصدمات المستمرة وتاريخ الاستعباد".

محتوى إعلاني
Credit: Credit: Courtesy David Adjaye Associates

من المقرر الشروع بتنفيذ هذا المشروع في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، احتفالًا بالذكرى السنوية الأولى لقطع بربادوس لصلتها مع النظام الملكي البريطاني، وتصبح جمهورية برلمانية.

ويعتمد التصميم على تصوّرات وضعها أدجاي، يشيّد بجوار نصب "Newton Enslaved Burial Ground" التذكاري، على أرض  مزرعة سكر سابقة، بالقرب من عاصمة الجزيرة بريدجتاون، حيث كان يعمل الأفارقة كعبيد سابقًا.

ويُعد هذا الموقع أكبر وأقدم مقابر الرقيق المعروفة في باربادوس، حيث اكتُشف رفات المئات من الرجال والنساء والأطفال المستعبدين من غرب أفريقيا، خلال فترة السبعينيات، من خلال استخدام تقنية LIDAR، أي اكتشاف الضوء وتحديد المدى.

وسيضم الموقع معهد أبحاث ومتحف، وسيكون أول نصب تذكاري وأرشيف كاريبي من نوعه.

سيكون هذا الموقع موطن أرشيف بربادوس الجديد، وهو أرشيف ضخم وتاريخي يعود إلى 400 عام، ويضم عشرات الملايين من صفحات الوثائق المتعلقة بتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، ما يجعله أحد أكبر فهارس العالم الذي يدلّ على تورّط الإمبراطورية البريطانية المباشر بالعبودية الأفريقية.

وتشمل المواد سجلات السفن، وسجلّات بيع العبيد، ووثائق الزواج، إلى وثائق الإعتاق من العبودية والعديد من المستندات والوثائق الأخرى.

Credit: Credit: Courtesy David Adjaye Associates

وجاء على لسان رئيسة الوزراء موتلي، في البيان، إن "معهد الأبحاث الخاص بالموقع سيوثّق الدور المحوري لباربادوس باعتبارها البوابة المروعة التي أُجبر من خلالها ملايين الأفارقة المستعبدين على الذهاب إلى الأمريكتين".

وأضافت أن الموقع الجديد للأرشيف الوطني "سيمكّن باربادوس من رسم خريطة لتاريخها رسميًا، بطرق متينة وعلاجية ومؤثرة. وتابعت أنه سيكشف عن التراث الموجود في القطع الأثرية التي تعود إلى قرون، ويكشف عن تاريخ بربادوس ومسارها نحو المستقبل".

ولفتت موتلي إلى أنّ تصميم أدجاي سيكون "جوهره أفريقي"، مقتطفة منه "حلقة الولادة والموت، الولادة من التراب والعودة إليه، ستعبّر عنهما العمارة وتنقلهما. 

وقال أدجاي في بيان، إن تصميم الموقع "يعتمد على تقنية وفلسفة المقابر الإفريقية التقليدية، ومواقع الصلاة، والأهرامات". وتصوّر أدجاي النصب الموقع "كفناء يكرّم بالتزامن الأموات، ويثقف الأحياء، ويظهر مستقبل حضارة السود في الشتات التي تميز القارة الأفريقية وتتميّز عنها". 

وتعمل شركة المهندس المعماري البريطاني الغاني، Adjaye Associates، بالشراكة مع مكتب رئيسة الوزراء، وإدارة محفوظات بربادوس، ومتحف باربادوس والمجتمع التاريخي، إلى فريق من علماء بربادوس بقيادة السير هيلاري بيكلز، نائب رئيس جامعة جزر الهند الغربية.

نشر
محتوى إعلاني