زينة الميلاد الرسمية في البيت الأبيض على مدار 40 عامًا.. ما قصة نشأتها وتصاميمها؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعبتر زينة البيت الأبيض الرسمية لمناسبة عيد الميلاد لهذه السنة أكثر التصاميم التقليدية احتفالية منذ 40 عامًا. وتنتج جمعية البيت الأبيض التاريخية (WHHA) تصاميم الزينة الميلادية الرسمية سنويًا منذ عام 1981.
تظهر شجرة عيد الميلاد داخل الغرفة الزرقاء، مقر إقامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1967، على الزينة الجديدة التي استنسخت لوحة رسمها مصمّم البطاقات روبرت ه. لايسيغ الذي يعمل لصالح شركة بطاقات المعايدة الأمريكية، وذلك بناء على طلب السيدة الأولى حينها، ليدي بيرد جونسون، زوجة الرئيس السابق ليندون جونسون. طُبعت هذه اللوحة، في ذلك العام، على بطاقة معايدة البيت الأبيض الميلادية التي أرسلت إلى الموظفين، والعائلة، والأصدقاء، في ذلك العام.
لكن، تضمّنت زينة السنوات السابقة عربة إطفاء، وقطار بخاري، وحتى طائرة هليكوبتر.. ذلك أنّ الزينة لا تهدف فقط إلى إدخال البهجة إلى المنازل، بل إلى تسليط الضوء على القصص غير الشائعة عن ماضي سياسيي أمريكا.
يتمحور تصميم الزينة سنويًا، على عهد رئاسي جديد، أو ذكرى سنوية رئيسة في البيت الأبيض في بعض الأحيان، وتتّبع تسلسلًا زمنيًا رئاسيًا، يبدأ من عهد الرئيس الأمريكي جورج واشنطن، وتتنقّل عبر العهود المتعاقبة.
وقد استوحيت زينة سيارة الإطفاء مثلًا، من الحريق الذي اندلع خلال إحياء الرئيس الأمريكي هيربرت هوفر ليلة الميلادية في الجناح الغربي عام 1929؛ أما المروحية فتشير إلى دوايت أيزنهاور، أول رئيس أمريكي يتنقل بها بانتظام.
السنة الماضية، كشفت الزينة عن صورة تأمّلية للرئيس جون ف. كينيدي رسمها الفنان آرون شيكلر عقب اغتياله. وكانت أرملته، جاكي كينيدي اختارته لتكريم الرئيس الأسبق غير المنتهية ولايته. أمّا زينة هذا العام فهي ليست مجرد لوحة لشجرة ميلادية؛ بل تقتبس من خطاب للرئيس جونسون عام 1965، دعا خلاله الكونغرس إلى إلغاء إجراءات التصويت التمييزية المفروضة على الأمريكيين من أصل أفريقي.
وقال رئيس جمعية البيت الأبيض التاريخية، ستيوارت ماكلورين لـCNN، موضحًا أنّ كل زينة يرافقها كتيّب: "إنها ليست منتج للبيع بالتجزئة"، متابعًا "هذه الزينة لا نبيعها فقط بهدف جمع الأموال، مثل البسكويت أو الفشار أو ألواح الشوكولا. إنها أداة تثقيفية أيضًا".
ليست سياسية أو حزبية
وأسست السيدة الأولى جاكي كينيدي "جمعية البيت الأبيض التاريخية" (WHHA) عام 1961، التي أطلقت برنامجها للزينة بعد 20 عامًا على ذلك، برعاية السيدة الأولى حينها، نانسي ريغان. وقال ماكلورين إن قرار الإضاءة على عهود رئاسية مختلفة سنويًا "اتخذ في وقت سابق"، مضيفًا أن النظام يجنّب جمعيته غير الموالية لأحد، أي نقاشات مثيرة للجدل حول التركيز على عهد أم آخر، خلال عام معين.
قال ماكلورين، الذي كان جامعًا متحمسًا للحلي قبل وقت طويل من قبل امتهانه هذه الوظيفة أنّ التصاميم الأولى كانت بسيطة نسبيًا: زينة مسطحة مصنوعة من النحاس المطلي بالذهب وتأخذ شكل قوالب مصنوعة في الأساس. لكن مع مرور السنوات، أصبحت ملونة أكثر وتطوّرت، واتخذت ألوانًا زاهية. فتميّز إطارها باللون الأزرق الفاتح والحيوي هذه السنة ونرى في وسطه زهرة "القلنسوة الزرقاء" Bluebonnet التي يشتهر فيها مسقط رأس جونسون في ولاية تكساس.
قال ماكلورين: "لقد أمست الزينة أكثر تعقيدًا بالنسبة للتصميم والدقة". وتابع أنّه "مع مرور السنوات، أضيفت خاصيات جديدة. فزينة لينكولن مثلًا لها مفصل يفتح مثل المنجد لإظهار صور مختلفة. وزينة كالفين كوليدج، الرئيس الذي أضاء أول شجرة ميلادية وطنية عام 1922، تتميّز بضوء مركّز مُشعّ".
بالنسبة لماكلورين، لا يمكنه اختيار زينة يفضلها لأنها "كمن يسألك من هو طفلك المفضل؟". وأضاف، أنّه بغض النظر عما إذا كان الرئيس المحتفى به ديمقراطيًا أم جمهوريًا، فإن الجمعية تبيع ما بين 800 ألف ومليون من الزينة سنويًا. وأضاف أنّ جمعية البيت الأبيض التاريخية تعتمد بالكامل على أموال خاصة، غير فيدرالية، لذا فإن برنامج الزينة يشكّل "العمود الفقري لدعمنا المالي".
ومع تعاقب أعياد الميلاد سيطال برنامج الزينة كل الرؤساء الجدد خلال 12 عامًا تقريبًا، وعند هذه النقطة ستبدأ التصاميم مرة أخرى مع الرئيس واشنطن، أو يرجّح أن تنتقل إلى موضوعات أخرى مستوحاة من تاريخ البيت الأبيض.
وخلص ماكلورين إلى أنّ "هناك الكثير من القصص الرائعة حول المبنى وأقسام البيت الأبيض، مثل الأثاث والتصميم". ولفت إلى "أنّني استطعت أن أشهد على زينة لسنوات عديدة تمحورت حول البيت الأبيض نفسه وليس على رئاسة معينة".