لوحات تعكس جانبًا من لندن لن تراه على البطاقات البريدية.. ما سرها؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يقع استوديو جوك مكفادين بعيدًا في شارع خلفي في أحد أحياء الفنانين في العاصمة البريطانية لندن، قبالة حديقة "London Fields" الشهيرة في الطرف الشرقي من المدينة.
وتواجه المساحة أقواسًا للسكك الحديدية ومتجرًا لإصلاح السيارات. ويتواجد مخبز عضوي ومطعم راقي يعمل بالحطب، لتلبية احتياجات المهنيين الشباب الذين توافدوا إلى هناك في السنوات الأخيرة.
ولكن، تغيرت هذه المساحة بشكل كبير منذ وصول مكفادين في عام 1978، إذ قال: "كان الطرف الشرقي، في تلك الأيام، يعاني من فقر كبير.. وكان هناك الكثير من الفنانين بسبب المستودعات، ومساحات الاستديوهات.. ولكن تغير المشهد بشكل جذري".
وفي الاستديو الخاص به، ستجد أن الطابق الأرضي مليء بالدراجات النارية، التي كان مكفادين لا يزال يركبها، وهو ولد في اسكتلندا عام 1950، بشكل يومي.
وتُعد سيارة "هوندا"، من طراز "Super Hawk 250cc 1966"، هي أغلى ما يمتلكه مكفادين.
وفي الطابق العلوي، حيث يعمل مكفادين، تهيمن على أحد الجدران لوحة ضخمة غير مكتملة لمنتزه التزلج، إضافة إلى حوالي 12 لوحة أصغر يعمل عليها حاليًا.
ومع ذلك، فإن غالبية أعماله ليست موجودة في الاستديو، بل منقسمة بين معرضين.
وبينما يتواجد الأول في مسرح "لوري"، بالقرب من مانشستر، وهو على وشك الانتهاء، يقع الآخر في الأكاديمية الملكية للفنون في لندن، والتي تم افتتاحها حديثًا.
وتقدم اللوحات في معرضه الجديد مزيجًا مقنعًا من الواقعية والتجريد. وفي إحداها، يتم إعادة تشييد مبنى سكني بدقة يشبه المخطط، مع مراعاة العدد الدقيق للطوابق والنوافذ.
وفي مكان آخر، تُصبح منصة محطة مترو أنفاق لندن مجموعة شبه رمزية من المربعات، التي تتقاطع مع الكابلات المعلقة، وعلامة ممنوع التدخين.
وأوضح مكفادين: "إذا كنت تريد إبراز الأشياء، فعليك أن تكون بديهيًا وتترك الباب مفتوحًا.. أنت لا تعرف تمامًا سبب انجذابك إلى شيء ما، وهذه اللوحة هي التي ستخبرك في النهاية، ربما بعد مرور سنوات".
ويضم المعرض 18 عملاً، منذ فترة التسعينيات وحتى اليوم، مع التركيز على الطرف الشرقي من لندن ورسم تطوره على نطاق واسع، على مدى العقود الثلاثة الماضية.
لكن ماكفادين لا يريد أن يُصنف كرسام الطرف الشرقي من لندن: "هذا ليس موضوعي.. يحدث فقط أن أكون هناك عندما أستيقظ كل يوم، هذا كل شيء.. لا يمكنك أن تكون في كل مكان مرة واحدة".
ومع وجود العديد من الكتابات على الجدران، والسكك الحديدية، والقمامة، والأسلاك الشائكة، ومواقع البناء، والإسكان الاجتماعي، والمباني المتهدمة، فإن هذه ليست لندن التي تجدها على البطاقات البريدية.
وفي هذا السياق، أشار ماكفادين إلى أنه لم يستطع رسم صورة لسيرك بيكاديلي، أو الأكاديمية الملكية، أو قصر بكنغهام، قائلًا: "هذا غير ممكن.. يمكنني فقط رسم ما تبقى من المناظر الطبيعية، لأنها موجودة. لذلك، يجب رسمها".
وهناك العديد من أعمال المناظر الطبيعية التي تُعتبر كبيرة جدًا، حيث يبلغ طولها حوالي 12 قدمًا، وهي رائعة للمعرض، لكنها صعبة للبيع الخاص.
ويُذكر أن المشتري سيحتاج إلى ما يزيد عن 100 ألف دولار، حتى يأخذها معه إلى المنزل.
وأكد مكفادين: "أنا لا أبيع الكثير من القطع الكبيرة بهذا الحجم.. ولكن عندما أفعل، يكون لدي ما يكفي من المال لمدة عامين".