اكتشاف أكبر خبيئة لمواد تحنيط فرعونية في مصر.. والبحث جارٍ عن صاحبها

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف فريق من علماء الآثار المصرية يتألف من مصريين وتشيكيين خبيئة لمواد استخدمت في تحنيط المومياوات منذ أكثر من 2500 عام، داخل إحدى آبار الدفن العميقة في جبانة أبوصير، بالقرب من القاهرة.

محتوى إعلاني

تضم المجموعة 370 قطعة من الأواني الفخارية الكبيرة الحجم، والعديد من الأواني الصغيرة، ما يجعلها الاكتشاف الأكبر من نوعه على الإطلاق، وفقًا لمعهد علم الآثار المصرية التشيكي في جامعة تشارلز ببراغ، الذي يستكشف موقع المقبرة لأكثر من 3 عقود.

محتوى إعلاني

وعثر على هذه القطع خلال عمليات التنقيب الروتينية في المنطقة، التي تحتوي على العديد من المقابر الكبيرة المعروفة، ويحتمل أن يكون هناك المزيد منها لم يتم اكتشافها بعد.

احتوت بعض الأواني على بقايا مواد مختلفة استُخدمت خلال عملية التحنيط.

وعثر علماء الآثار أيضًا على أواني كانوبية استخدمها المصريون القدماء لتخزين أحشاء الجثة المحنطة التي غالبًا ما تُترك إلى جانب صاحبها. لكنّ هذه الأواني كانت فارغة.

عثر علماء المصريات على خبيئة لمواد التحنيط، بما في ذلك 370 من الأواني الفخارية، في جبانة أبوصير، بالقرب من القاهرة.تصوير: Petr Košárek, © Archives of the Czech Institute of Egyptology

من جانبه، قال جيري جاناك، عضو هيئة التدريس بالمعهد التشيكي لعلم الآثار المصرية لـCNN: "ما زلنا نبحث عن تفسير محدد لذلك".

وأضاف: "ربما كانت مجرد أواني كانوبية رمزية، تستخدم في إطار طقوس الحماية خلال ورشة التحنيط. ما زلنا غير متأكدين من ذلك، حتى يتم حفر هيكل الدفن بالكامل بالحد الأدنى".

ورغم العثور عليها فارغة، إلا أنّ الأواني تحمل نقوشًا تُشير إلى أنها تخصّ شخصًا يُدعى واح إيب رع - مري نيت، نجل السيدة إيرتورو، وهو الكشف الذي ترك الفريق في حيرة من أمره، لأنّ العديد من الشخصيات المرموقة التي عاشت في هذه الحقبة، حملت هذا الاسم، لكن لا يمكن تحديد من منهم صاحب هذه الأواني الكانوبية.

تشير النقوش على الأواني إلى أنها تنتمي إلى واح إيب رع - مري نيت، لكن هناك العديد من الشخصيات البارزة من هذه الفترة تعرف بهذا الاسمتصوير: Petr Košárek, © Archives of the Czech Institute of Egyptology

وأضاف: "انطلاقًا من حجم رواسب التحنيط، ومن حجم وطريقة ترتيب القبر المجاور، يفترض أن يكون صاحب القبر (والرواسب) أحد كبار الشخصيات البارزة في عصره، مع المدفونين في المقبرة المجاورة، الأدميرال اودجاهوريسنت والجنرال مينيكيبنيكاو".

وكان فريق علم الآثار المصرية التشيكي عينه، اكتشف رواسب تحنيط تخص الجنرال مينيكيبنيكاو في قبره، عام 2006.

وكانت تحتوي على العديد من الأواني المنقوشة مع تعليقات تحدد متى يجب استخدام مادة معينة، مثل الزيوت، أو البلسم، أو المُر، أو المنسوجات، خلال عملية التحنيط.

ويأمل الباحثون أن يساعد الاكتشاف الجديد في فهم العملية بشكل أعمق.

وأضاف جاناك أن "اكتشافًا كهذا يمثل مصدرًا كبيرًا للمعلومات القيّمة حول تقاليد الدفن المتبعة من قبل النخبة الاجتماعية المصرية في العصر المتأخر من تاريخ مصر، وحول عملية التحنيط نفسها".

احتوت بعض الأواني على بقايا مواد كانت تستخدم أثناء عملية التحنيط.تصوير: Petr Košárek, © Archives of the Czech Institute of Egyptology

وأشار إلى أنه "لحسن الحظ، أنّ التحنيط لم يجذب لصوص القبور. وبالنسبة إليهم حجم العمل الشاق المطلوب لحفر بئر الدفن لا يستحق كل هذا العناء. لكن الأمر مختلفًا تمامًا بالنسبة للعلماء. فنحن سعداء جدًا لأننا وجدناه كاملاً وسليماً".

والآن، يخطط علماء الآثار لإجراء تحليل علمي أكثر تفصيلاً للأوعية ومحتوياتها، وإجراء مزيد من التنقيب في الموقع، للكشف عن قبر صاحب الرواسب، واح إيب رع - مري نيت.

نشر
محتوى إعلاني