البحث عن المدينة الفاضلة بات ممكنًا في عالم "ميتافيرس".. كيف ذلك؟ وأين موقعها المحتمل؟

نشر
7 دقائق قراءة
Credit: ZHA

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقوم إحدى أبرز شركات الهندسة المعمارية في العالم بتصميم جديد خاص بعالم "ميتافيرس"، يتمثل بمدينة افتراضية تأمل أن تكون مدينة فاضلة ليبرتارية.

محتوى إعلاني

وكشفت شركة زها حديد للمهندسين المعماريين عن تصاميم لمدينة ليبرلاند ميتافيرس "الإلكترونية الحضرية"، وهي مدينة افتراضية صغيرة مكونة من مبانٍ مستقبلية منحنية بأسلوب معماري تميزت به شركة المهندسة المعمارية اللامعة الراحلة.

محتوى إعلاني

وعند اكتمال المدينة، ستوفر للمستخدمين القدرة على دخولها كصورة رمزية، وستضم قاعة للمدينة ومساحات عمل تعاونية ومتاجر وحاضنات أعمال، إضافة إلى معرض لعرض الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) الفنية.

أما المجتمع الذي تأمل ببنائه فيتمتع بحكم ذاتي، بالإضافة إلى عدد قليل من القواعد والأنظمة.

تصور لساحة ليبرلاند في عالم ميتافيرس.Credit: ZHA

وتستند هذه المثل العليا إلى ما يسمى بـ"جمهورية ليبرلاند الحرة"، وهي دويلة حقيقية أسسها السياسي التشيكي فيت غيدليكا عام 2015، بهدف تنفيذ القيم التحررية الحكومية الصغيرة.

وتقع المنطقة بين صربيا وكرواتيا وتمتد على مساحة 2.7 أميال، وهي أكبر حجمًا من الفاتيكان وموناكو، ومتنازع على أرضها ولا تطالب بها أي من الدولتين.

ومنذ تأسيسها، لم ينتقل أحد إلى ليبرلاند، التي تفتقر إلى أي بنية تحتية، ولم يبدأ فيها البناء بشكل جدي، لكن لديها 7 آلاف مواطن إلكتروني معتمد، و700 ألف طلب من أشخاص يريدون العيش فيها، وفقًا لما ذكره غيدليكا لـCNN.

تمتلك الدويلة أيضًا علمها الخاص ونشيدها الوطني وعملتها الرقمية الخاصة.

عند تأسيسها، رفضت كل من صربيا وكرواتيا الدويلة، من خلال تصريحات لـCNN، قالت فيها وزارة الخارجية الصربية إنها تعتبرها "عمل تافه لا يحتاج إلى مزيد من التعليق".

ولم يُعترف بدويلة ليبرلاند من قبل أي دولة أخرى.

سيكون لدى ليبرلاند "حاضنات" للابتكار التكنولوجيCredit: ZHA

والآن، تأمل الدويلة بمشاركة مطالبتها الاعتراف بها في العالم الافتراضي.

تعد منصة "ميتافيرس"، التي يتم بناؤها غالبًا باستخدام تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين"، مساحة مثالية لتزدهر مُثُل الليبرتارية، وفقًا للمهندس الرئيس بشركة باتريك شوماخر، بسبب أهداف الفلسفة السياسية المشتركة المتمثلة باللامركزية والاستقلالية.

وقد كان شوماخر مهتمًا بدويلة ليبرلاند منذ تأسيسها عام 2015، وبعد فترة وجيزة حضر مؤتمرها الأول.

وقال: "إنه مشهد حيوي جدًا يتألف من مساهمين.. بينهم الكثير من رواد الأعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات، والعملات المشفرة، والتكنولوجيا الذين يجدون العالم مقيدًا للغاية"، على حد وصفه.

الحرية في العمارة

ورغم أن العديد من مفاهيم عالم "ميتافيرس" ولدت من جماليات ألعاب الفيديو، إلا أنه من المفترض أن تكون العمارة الرقمية في ليبرلاند أكثر ترسيخًا للواقع.

أما عن المباني، فرغم كونها ذات طابع مستقبلي للغاية، إلا أنها تشبه التصورات المعمارية النموذجية، وتتميز بأسلوب العمارة البارامترية، وهو أسلوب يستخدم خوارزميات الحاسوب لإنشاء أشكال معقدة.

مساحة معرض افتراضية في ليبرلاند Credit: ZHA

وقال شوماخر "أعتقد أن ميتافيرس ليس عالمًا خياليًا. وليس لعبة فيديو"، مضيفًا أن "هندسة ليبرلاند ميتافيرس غير عادية وفريدة من نوعها، ولكنها في نفس الوقت واقعية بكل ما يتعلق بأنواع العمارة التي بنيناها بالفعل والمستقبلية".

ورغم ذلك، أضاف شوماخر، هناك المزيد من الحرية في التصميم الافتراضي.

تُظهر التصورات قدرة الشركة على تجاوز حدود ما يمكن أن تحققه بالمباني الواقعية، من الميزات المستحيلة مثل التحليق فوق الأسطح، إلى التصميمات الداخلية الشاسعة التي لا يتعين عليها أخذ اعتبارات مثل كفاءة الطاقة.

وأعرب شوماخر عن حماسته أيضًا بشأن إمكانية البيئات التكيفية، التي تضم غرفًا مثل القاعات التي يمكن أن تتوسع بناءً على عدد المستخدمين فيها.

قاعة التجمع الافتراضية في ليبرلاندCredit: ZHA

ويشير عالم "ميتافيرس" مباشرة إلى العالم الحقيقي، ويحاكي حدود جمهورية ليبرلاند الحرة عينها.

ويشكل نظام الملكية الافتراضية والمادية للأرض أحد أهم المزايا الرئيسية للمشروع، مع امتلاك أصحاب المصلحة الرقميين جزءًا من التضاريس أيضًا.

ويوضح شوماخر أن هذه التفاصيل لا تزال قيد الدراسة.

وأوضح أنّها "قد تكون نسبة؛ وقد تكون قطعة أرض معينة.. لم نقم بحل هذه المعضلة بالكامل، لكننا نحب هذا التكامل بين الأرض الافتراضية والحقيقية".

الميول التحررية

منظر لما ستبدو عليه «ليبرلاند من منظور المستخدم ، مقدم من Mytaverse، النظام الأساسي ثلاثي الأبعاد الذي يتعاون مع شركة زها حديد للمهندسين المعماريينCredit: Mytaverse

إذن، كيف يمكن أن يكون الميتافيرس الليبرتاري مختلفًا عن بيئات ميتافيرس الأخرى؟

رغم أن البنية التحتية الرقمية وسياساتها لا تزال قيد العمل، إلا أن شوماخر يصف مساحة رقمية تتمتع بمناطق مختلفة، حيث "مناطق معينة ستكون خالية من وضع القواعد الجماعية"، رغم أن المستخدمين سيظلون خاضعين للقوانين في بلدانهم.

لكن في حين أن العديد من المنتديات على الإنترنت وشركات وسائل التواصل الاجتماعي عانت أن تجد معادلة للتحكم على نحو معتدل بمستخدميها، ستبدأ ليبرلاند كمساحة حصرية والتوسع ببطء، من أجل إبقاء مجتمعها تحت السيطرة.

وأكد غيدليكا أن مواطني ليبرلاند والمقيمين فيها سيتمكنون من الوصول إليها أولاً.

ويشير شوماخر إلى أنه متفائل بشأن بقاء ليبرلاند مساحة رقمية غير مقيدة بالقواعد.

وفي الوقت الحالي، يتم اختبار جزء من عالم ميتافيرس من خلال طبقتين افتراضيتين في أحد المباني، تعودان لمنطقة عمل مشتركة مفتوحة للضيوف المدعوين على مدار الساعة، ويمكنهم استكشاف المكان كشخصيات رمزية (أفاتار)، والدردشة مع بعضهم البعض ومشاركة الشاشات على إحدى نوافذ الغرفة، التي تعمل بمثابة شاشة عرض. 

ورغم أنه ما زال غير واضح إذا كان النقاش حول الميتافيرس سيترجم تبنيًا جماعيًا أم لا، فإن شوماخر ملتزم بالرؤية.

ويعتقد أن جميع المؤسسات في المستقبل سيكون لها مساحات فعلية ورقمية، تحفزها الحاجة إلى أن تكون أكثر على الإنترنت أثناء الجائحة.

وأضاف شوماخر: "أعتقد أن هذا الهجين أو مساحات الواقع المختلط ستكون مهمة للغاية في كل مكان عمل". 

نشر
محتوى إعلاني