ليست هوليوود..كيف تستقطب مدينة صغيرة صناع الأفلام بأمريكا؟

نشر
6 دقائق قراءة
Credit: Tim Graham/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هناك تعايش غريب بين منطقة هوليوود وبلدة صغيرة في منطقة دلتا المسيسيبي بالولايات المتحدة، والمخرج الأمريكي تيت تايلور هو أحد الاشخاص الذين يقفون وراء ذاك. 

محتوى إعلاني

واشتهر تايلور بأفلام مثل فيلم "The Help"، وقد ركز جهوده في مدينة ناتشيز بولاية ميسيسيبي الأمريكية وما حولها، وهي مدينة يقل عدد سكانها عن 15 ألف نسمة، وتعتبر نفسها "مسقط رأس ولاية ميسيسيبي".

محتوى إعلاني

لكن الأجواء غير الهوليوودية في المنطقة هي بالضبط ما يجعل التصوير هناك ساحرًا للغاية، حسبما ذكره تايلور.

وتحافظ هذه المسافة بين هوليوود وتلك المدينة على نوع من الطاقة بين الممثلين وطاقم العمل يصعب إيجادها في المدن الأكبر. 

ويفتح هذا التقارب أيضًا عالمًا من الفرص للسكان المحليين - تلك التي قال تايلور إنه يتمنى لو كان قد حصل عليها أثناء نشأته في مدينة جاكسون بولاية ميسيسيبي.

وبالإضافة إلى جلب المزيد من الدولارات إلى المنطقة، فإن مشاريع الأفلام التي تتخذ من دلتا المسيسيبي مقراً لها، مثل فيلم "Miss Macy" القادم من إخراج تايلور وبطولة الممثلة الأمريكية جين سمارت، تمثل فرصة لعرض مجموعة مختلفة من المواهب في مجال صناعة الأفلام.

وقال تايلور، الذي شارك في إنشاء منظمة تدعى "Film Natchez" تهدف لإثراء التعليم المتعلق بصناعة الأفلام:
"هناك عدد كبير جدًا من الموهوبين في الجنوب ومنهم رواة القصص والفنانين".

وأضاف تايلور: "لقد وظفنا صبيًا يعمل في مطعم برجر كنج، والذي لم يخطر له أبدًا العمل في مجال صناعة الأفلام الأمر الذي غير مجرى حياته".

العودة للوطن

وقبل وقت طويل من عمل تايلور على جلب الأفلام إلى ولاية ميسيسيبي، كان يحاول هو الخروج منها.

وقد حقق قفزة نوعية في مسيرته المهنية بعد لقائه بالممثلة الأمريكية الحاصلة على جائزة أوسكار، أوكتافيا سبنسر أثناء عملهما آنذاك كمساعدين إنتاج في موقع تصوير فيلم الدراما "وقت للقتل" عام 1996، والذي تم تصوير أحداثه في الولاية.

وقد انتقل الاثنان إلى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية معًا، حيث تشاركا الغرفة ذاتها لمدة 6 سنوات.

وبسبب عمله، انتقل تايلور بين لوس أنجلوس ونيويورك لسنوات، حيث كان يعمل أمام الكاميرا وخلفها.

ولم يكن حتى بدأ العمل على فيلم  "The Help" في عام 2011 - والذي وصفه المخرج بأنه "أول فيلم كبير" - حتى فكر  تايلور في العودة إلى مسقط رأسه، وأصر على تصوير الفيلم في غرينوود، ميسيسيبي.

وأوضح تايلور سبب اختياره للموقع قائلًا: "اعتقدت أنه من المهم جدًا تصويره (الفيلم) على الأرض التي شهدت أحداثه".

بني منزل تايلور في تشيرش هيل في عام 1936. ولا يزال لديه أيضًا سكنًا في مدينة نيويورك.

ويسرد الفيلم قصة امرأة بيضاء شابة تطمح لأن تصبح صحافية، ويركز على علاقتها بإثنين من الخادمات من البشرة السوداء خلال فترة حركة الحقوق المدنية في عام 1962. وتقرر الشابة تأليف كتاب عن حياة الخادمات من وجهة نظرهن، وتفضح العنصرية التي يتعرضن لها عند العمل لدى عائلات أفرادها من البشرة البيضاء.

وبالفعل، أحب الممثلون وطاقم العمل الموقع، بسبب النقص النسبي في حركة المرور والوتيرة السهلة.

وتحدث تايلور في حلقة حديثة من مسلسل "Nomad" الأصلي لشبكة CNN عن الماضي المعقد للمنازل وقراره الحفاظ على كبائن الأشخاص الذين كانوا يعانون من العبودية، كنوع من النصب التذكاري، ومصدر تعليمي لأطفال المدارس والمؤرخين.

وأشار تايلور إلى أن المنازل كانت في حالة يرثى لها، وكان عليه أن يتخذ القرار، هل يحتفظ بها أم يمحو التاريخ.

وبينما نصح الكثير من الأشخاص بزرع شجيرات مكان هذه المنازل، إلا أنه اعتقد أن الشيء المشرف الذي يجب القيام به هو ترميمها.

ومنذ ذلك الحين، قام بترميم العديد من المباني في منطقتي تشيرش هيل وناتشيز، وافتتح العديد من الأعمال التجارية، بما في ذلك مطعم يُسمى "Church Hill Variety".

وتقود الاهتمامات الشخصية والاحتياجات المحتملة لأطقم الأفلام الوافدة جزئيًا المشاريع التي يختارونها، لكن تايلور - الذي حصل على جائزة من جمعية السياحة في ميسيسيبي العام الماضي لاستثماره في الاقتصاد المحلي - يقول إن احتياجات جيرانهم تأتي على رأس القائمة.

تحدث تايلور حول قرار الحفاظ على كابينة الأشخاص الذين يعانون من العبودية في مكان الإقامة في حلقة من برنامج Nomad على شبكة CNN

ومع استمرار تايلور في جلب الإنتاج السينمائي والتلفزيوني إلى المنطقة، بالإضافة إلى فيلم "Miss Macy" المقبل، فإنه سيقدم 3 مواسم من سلسلة "Prince of Tides" في ميسيسيبي.

ويحب الممثلون وطاقم العمل بدء يومهم في مطعم "The Little Easy"، وغالبًا ما يستقطب زوار هوليوود للعمل واللعب في مزرعة "Wyolah" أيضًا.

وأشار تايلور إلى أنه يتواجد آخرون يجلبون مشاريع إلى مدينة ناتشيز أيضًا، بما في ذلك الممثل الأمريكي مورغان فريمان بمسلسله بعنوان "Great Escapes" لقناة "The History Channel".

ويقوم تايلور بإنتاج العرض محليًا في استوديو الأفلام المعروف باسم شركة "Crooked Letter Picture".

ومع ذلك، لا يزال تايلور يتراجع عن أي محاولات لوصف ناتشيز بـ"هوليوود الجنوب".

وأضاف: "أنا لا أريدها أن تصبح هوليوود الجنوب، إننا نطمح فقط إلى جلب الناس إلى مكان مضياف للعمل وإلى استفادة الأشخاص المقيمين هناك".

نشر
محتوى إعلاني