من التصاميم المعمارية غير المألوفة بأبوظبي.. هذه قصة أول ناطحة سحاب دائرية في العالم

نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- على شاطئ الراحة في أبوظبي، ينتصب مبنى فريد من نوعه غيّر خط أفق العاصمة الإماراتية، منذ اكتمال بنائه عام 2010، أي مقر الدار.

محتوى إعلاني

ويُعتبر هذا المبنى، الأشبه بلؤلؤة وسط الرمال، أول ناطحة سحاب دائرية في العالم، إذ كُلفت شركة MZ Architects بتصميمه.

يقع هذا الهيكل الدائري الانسيابي في العاصمة الإماراتية أبوظبي. Credit: MZ Architects/Ahmed Al Harthi

وعادةً عندما يكون هناك موقع تحيط به مبانٍ أخرى، يُسهّل ذلك عملية التصميم، إذ ينشأ نوع من الحوار مع العناصر المتواجدة في المكان، ما يساهم بفرض اتجاه التصميم.

رسمة مبدئية للمبنى. Credit: MZ Architects

لكن هذا الأمر لم ينسحب على موقع مقر الدار، إذ قال مروان زغيب، المهندس المعماري، ومؤسس شركة إم زي للهندسة المعمارية (MZ Architects)، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "مثّل الموقف الذي كنّا فيه تحديًا كبيرًا لنا بالفعل. ولم يكن هناك شيء، وكان مبنانا سيكون الأول (في الموقع)".

اكتُمل بناء مقر الدار في عام 2010. Credit: MZ Architects

وبحكم وجود الكثير من الهياكل شديدة الارتفاع من حول العالم، كانت أول فكرة خطرت لزغيب هي: "لِمَ نبني بشكلٍ رأسي؟.. لم لا أصمّم برجًا غير عمودي؟".

وهكذا ولد التصميم الانسيابي للمبنى الذي يبلغ ارتفاعه 110 أمتار، واستوحِيَ من قطرة المياه التي تتوسّط التموجّات عند سقوطها على سطح بحيرة.

يُعد مقر الدار أول ناطحة سحاب دائرية في العالم. Credit: MZ Architects/Bjorn Moerman

ويغطّي زجاج المبنى مساحة تعادل 4 ملاعب كرة قدم. ورغم أنه يتألف من 23 طبقة فقط، إلا أن مساحته الأرضية تساوي برجًا يتكوّن من 40 طبقة.

هيكل ديناميكي

وتمثّل التحدي في هذا المشروع ببناء هيكل ديناميكي، ومستقر في الوقت ذاته، والعثور على أفضل نقطتي ارتكاز للمبنى على الأرض بشكلٍ يخلق التوازن المثالي.

أثناء تشييد المبنى. Credit: MZ Architects/Bjorn Moerman

وحدّد زغيب نقطتي الارتكاز بمساعدة واحدة من أقدم قواعد الهندسة المعمارية، أي النسبة الذهبية.

وبشكلٍ مثير للدهشة، اكتشف زغيب لدى تفقده لرسوماته الأولية، التي كانت عفوية، تماشي نقطتي الارتكاز في رسوماته مع موقع النقطتين الفعليتين بعد قيامه بالحسابات، وتطبيقه للنسبة الذهبية.

انعكاس الغيوم على الواجهة الزجاجية. Credit: MZ Architects/Bjorn Moerman

وقال زغيب: "كنت سعيدًا جدًا بهذا الأمر.. وشعرت أن الرسمة، التي صُممت بشكلٍ طبيعي، وعفوي، تطابقت مع المنطق الرياضي، والنِسَب الرياضية".

يُعد هذا الهيكل من أول المباني الصديقة للبيئة رسميًا في أبوظبي. Credit: MZ Architects

وبعكس المباني التقليدية ذات الجوانب الأربعة، لا يتمتّع المبنى الدائري بسقفٍ نموذجي.

ويعتمد المبنى على عنصر شبيه بالسحاب، وهو عبارة عن شريط زجاجي وهيكلي متواصل يربط الجانبين الرئيسيين معًا، كما أنه يُشكّل العمود الفقري الهيكلي الذي يدمج بين الواجهتين، والسقف.

وساهمت شبكة قِطرية من الفولاذ بتحقيق شكل المبنى أيضًا، إضافةً إلى تقليل أثر الإطار الفولاذي على الواجهة.

وألغت تلك الشبكة الحاجة إلى الأعمدة الداخلية التي كانت ستؤثّر سلبًا على جماليات المبنى.

وشُيّد المشروع وفقًا لمعايير LEED المتبعة في مجلس البناء الأخضر الأمريكي، ويُعدّ أحد أول المباني الصديقة للبيئة في أبوظبي.

نشر
محتوى إعلاني