فنانة تناصر حق الفتيات بالتعلّم من خلال لوحات عائلية حميمة.. لماذا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتفوّق 10 دول في العالم فقط على نيجيريا لجهة اتّساع الهوة الجندرية بين الجنسين لجهة التعليم، حيث يلتحق حوالي 70٪ من الفتية بالمدارس الابتدائية، مقارنة مع 58٪ فقط من الفتيات.
وهذه إحدى القضايا التي تتناولها الفنانة النيجيرية، مارسيلينا أكبوجوتور، في عملها.
عرضت الفنانة أعمالها في أنحاء العالم، واكتسبت اعترافًا دوليًا بلوحات عائلتها التي تجمع بين الأكريليك وقصاصات من قماش أنقرة.
ولكن الفنانة تسعى من خلال أنماط أعمالها الديناميكية، إلى سرد قصة أعمق تتناول فيها مواضيع الأسرة، والأنوثة، وتمكين المرأة في المجتمع الأفريقي المعاصر.
وقدمت أكبوجوتور، البالغة من العمر 33 عامًا، مجموعة من الأعمال في معرض "آرت بازل" العام الماضي في ميامي، بعنوان "قصيدة للذكريات الجميلة"، التي تشيد بمجتمعها في لاغوس.
وتضم المجموعة 8 لوحات، تحكي قصة أفراد عائلتها عبر خمسة أجيال، بدءًا من جدتها الراحلة ديدي إيبوهيد أناري، ووصولًا إلى ابنتها البالغة من العمر 6 سنوات.
وكانت جدة أكبوجوتور الكبرى مزارعة تحصد الكسافا لبيعها في الأسواق.
وقد دمجت أكبوجوتور جوانب من حياة جدتها في أعمالها، التي تتبع من خلالها التعليم من عصر جدتها الكبرى، حيث كان يندر أن تذهب الفتيات إلى المدرسة في نيجيريا، وما برح هذا الواقع مستمرًا حتى يومنا هذا.
وقالت أكبوجوتور: "لوحاتي مستوحاة من القصص التي أخبرتني والدتي عن جدتي الكبرى".
تؤمن الفنانة النيجيرية بأن التعليم يشكّل مصدر تمكين للفتيات، وتريد أن تثير قصة جدتها الكبرى نقاشات حول تعليم الإناث بنيجيريا.
وقالت: "إذا كُتب لها أن تولد من جديد، ستطالب بأن تتعلم، وأن تقرأ وتكتب.. توجد مدارس في كل مكان تذهب إليها الآن في نيجيريا، لكن ما زال تعليم الفتيات متدنيًا في بعض المناطق".
وقال مسؤول في اليونيسف إن حوالي 18.5 مليون طفل في نيجيريا، معظمهم من الفتيات، لا يحصلون على التعليم.
وتقدر وكالة الأطفال التابعة للأمم المتحدة أن أقل من نصف الفتيات يذهبن إلى المدارس شمال نيجيريا، بسبب عوامل عدة بينها "الحواجز الاقتصادية، والأعراف، والممارسات الاجتماعية والثقافية التي لا تشجع على التعليم، خصوصًا بالنسبة للفتيات".
وقالت أكبوجوتور: "يمكن أن يكون الحوار أداة للتغيير الاجتماعي.. إنها طريقة مختبرة للحصول على التمكين لأنه عندما تكون مستنيراً، فإنك تساهم بفعالية أكبر في المجتمع".
وولدت أكبوجوتور ونشأت في لاغوس، واكتشفت حبها للفن فيما كانت تساعد والدها، كاتب اللافتات، بمشاريع الرسم والخط.
واستمرت أكبوجوتور بدراسة الفن والتصميم الصناعي في جامعة "لاغوس ستيت بوليتكنيك"، على غرار والدها، حيث بدأت بصياغة أسلوبها التجريدي المميز.
وبدأت الفنانة النيجيرية بجمع الصور القديمة من أرشيف عائلتها ورسم أقاربها لتعكس تجارب حياتهم.
واشتهرت أكبوجوتور أيضًا باستخدامها نسيج أنقرة في صورها التجريدية، واستكشفت تاريخ المادة وأهميتها للنساء في جميع أنحاء أفريقيا اليوم.
وتم إدخال منسوجات أنقرة إلى أفريقيا فقط من قبل رواد الأعمال الهولنديين في القرن التاسع عشر.
وقالت أكبوجوتور: "لقد احتضنتها أفريقيا، لكنها لم تُصنع في الأصل للأفارقة".
وتابعت أنها أصبحت شائعة لأنها أُنتجت بكميات كبيرة وبأسعار معقولة.
وتقول أكبوجوتور إنها ستستمر بدمج نسيج أنقرة، ومواضيع تمكين المرأة، والقضايا الاجتماعية بعملها لأنها تأمل بإشراك الجمهور بشكل أكبر في حكايات النسب والذاكرة.
وأوضحت: "أريد أن يستلهم الناس (من أعمالي) ويراقبون حياتهم وحياة من يحوطون بهم".