مشاهير يسعون لدخول التاريخ الفني من خلال وضعية صورة تمتد ساعات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يمكن تشكيل صورة لأحد المشاهير بسرعة من خلال لقطة واحدة، أو فيديو على "تيك توك"، أو تصدّر عناوين الأخبار، لكن هذا الأمر لا ينسحب على مشاهد الفيديو التي التقطها روبرت ويلسون خلال العقدين الماضيين، حيث يدعو المشاهدين للتمهّل، كثيرًا، لمتابعة وضعيات لمشاهير تنفذ على مدى ساعات، بينهم ليدي غاغا، وبراد بيت، وإيزابيلا روسيليني.
ويمكن مشاهدة هذا النتاج راهنًا بصالة عرض الفنون في جنوب أستراليا، حيث يقدّم المعرض بعنوان "الصور المتحركة"، قائمة بشخصيات معروفة في مشهديّة مصوّرة بدقة مستمدّة من تاريخ الفن، والأفلام، والثقافة، ومتداخلة مع صور لأشخاص وحيوانات تتمتع بشهرة كبيرة، على أن ترافق إشارات دقيقة للحركة في كل فيديو، على مدى فترات زمنية طويلة.
وتطلّب فيديو واحد لليدي غاغا خلال تجسيدها الوقفة الملكية "للآنسة كارولين ريفيير" سبع ساعات، وهي لوحة رسمها في الأساس الفنان الفرنسي من القرن التاسع عشر جان-أوغوست-دومينيك إنغريه. وأثناء التصوير، انهمرت دمعة على خد نجمة البوب والممثلة.
وفي مشهدية مظلمة لأميرة موناكو، كارولين، تظهر خلال الوداع والتكريم الملكي لوالدتها، غرايس كيلي، وأشهر أدوارها في أفلام ألفريد هيتشكوك، في وضع يذكرنا بفيلم عام 1954، "النافذة الخلفية". وتُعرض أعمال الفيديو على نطاق بشري على شاشات كبيرة عالية الدقة.
وقال ويلسون لـCNN: "تخيّلت اللقطات الخاصة بكل شخصية". وتابع: "مع ليدي غاغا، كنت أقيم معرضًا لأعمالي ومجموعاتي في متحف اللوفر بباريس، وأردت الحصول على لقطات لغاغا انطلاقًا من مجموعة المتحف".
ويشتهر ويلسون، المخرج المسرحي الشهير الذي يعمل منذ أكثر من خمسة عقود، بعمله الأوبرالي التجريبي، وعروضه المسرحية الرائدة حيث لعب لفترة طويلة مع تقاليد الزمن. وتتألّف أوبرا "أينشتاين على الشاطئ" (1976) من أربعة فصول بالتعاون مع الملحن فيليب غلاس، وتمتد لخمس ساعات تقريبًا من دون انقطاع، ما يسمح للمشاهدين بالخروج والدخول إلى العرض كما يحلو لهم.
كما أقام عرضًا لا يُنسى استمرّ لـ24 ساعة على مدى سبعة أيام، في جبل هفت تنان بالقرب من مدينة شيراز الإيرانية، حيث جاء على لسانه في مقتطف الكتيب المرافق للعرض المنتج عام 1972، أنّه "نوع من الإطار أو النافذة المطلة على العالم حيث يمكن مشاهدة الأحداث العادية وغير العادية في آن".
وأوضح ويلسون أن الفكرة الأولى التي خطرت له كانت تصوير فيديو بوضعية بطيئة للغاية، في السبعينيات، حيث يبرز "ردهات الفنادق، والمصارف، ومحطات الحافلات، والمقاعد الخلفية للطائرات". وأوضح أنه بحلول مطلع القرن 21، حين بدأ بتصوير الأعمال، بات من السهل اقتناء الشاشات عالية الدقة، وصار في وسعه اختيار التنسيق العمودي، الذي "يتناسب مع وضعية الإنسان الواقف".
وغالبًا ما يكون لدى المشاهير وقت محدود لالتقاط الصور، أحيانًا بضع دقائق فقط، لكن مع ويلسون استغرق الأمر بضع ساعات مثل ما حصل مع الممثل الأمريكي روبرت داوني جونيور، الذي استخدمه لتجسيد صورة جثة تشير إلى لوحة تشريحية لرامبرانت تعود لعام 1632، وراقص الباليه الروسي ميخائيل باريشنيكوف، والممثلتين سلمى حايك، ووينونا رايدر.
ورغم أنّ ويلسون أنجز العديد من أعماله قبل أن تهيمن المقاطع السريعة لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، إلا أن فيديوهاته ما زالت تتمتع بصدى خاص اليوم. ولا يمكن عرضها بسهولة على الإنترنت، ولمشاهدتها بشكل كامل على المشاهدين أخذ وقتهم للتأمل بها وتقديرها.
وقال ويلسون: "أعتقد أن هذه الأعمال تتعارض مع العصر الذي نعيش فيه".