"صفحات جديدة يكتبها التاريخ".. متاحف أمريكية تعيد كنوزًا منهوبة إلى نيجيريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أقام المعرض الوطني للفنون، والمتحف الوطني للفن الأفريقي التابع لمؤسسة "سميثسونيان"، ومدرسة رود آيلاند للتصميم، حفلًا مشتركًا، الثلاثاء، في واشنطن العاصمة، بمناسبة عودة 31 قطعة من برونزيات "بنين" التي تضمّها مجموعاتهم الخاصة إلى نيجيريا، ما يمثل أحدث خطوة ضمن الحركة المتنامية لإعادة الكنوز المنهوبة.
وأقيم حفل الإعادة إلى الوطن، خلف أبواب مغلقة في المتحف الوطني للفن الأفريقي، حيث عُرضت 13 قطعة من برونزيات مملكة "بنين" في حفل وداع خلال الأسبوعين الماضيين.
والآن، ستتولى اللجنة الوطنية النيجيرية للمتاحف والآثار، ملكية 29 قطعة أثرية، كانت ضمن مجموعة خاصة بمؤسسة "سميثسونيان"، قبل التخلي عنها في وقت سابق من هذا العام، وتشمل اللوحات النحاسية، والرؤوس والأشكال التذكارية.
وأعاد المعرض الوطني للفنون منحوتةً لديك صغير إلى وطنه الأصلي نيجيريا، عقب تصويت أجراه مجلس الأمناء عام 2020 للتخلي عن العمل الفني.
وحصل على هذه المنحوتة، التي تعد برونزية "بنين" الوحيدة ضمن مجموعة المتحف، لأول مرة تاجر بريطاني عمل في نيجيريا، أرسل القطعة الفنية إلى دار "سوزبي" للمزادات بلندن عام 1954.
دخلت هذه القطعة إلى مجموعة المتحف عام 1955، من طريق المتبرعين الذين حصلوا عليها عبر تاجر التحف المقيم في نيويورك، جون كليغمان.
وتعد منحوتة الديك إحدى نحو 10 آلاف قطعة أثرية سرقتها القوات البريطانية من القصر الملكي في مملكة "بنين"، نيجيريا الحالية، عام 1897.
وتشتت تلك القطع في جميع أنحاء العالم، وفي العقود التي تلت ذلك، حصلت عليها أو تم التبرع بها إلى المتاحف الأمريكية، ضمنًا متحف متروبوليتان للفنون، ومتحف شيكاغو فيلد، ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن، وغيرها.
وانضم إلى القطع التي أعيدت إلى موطنها الأصلي، من المتحف الوطني للفن الأفريقي والمعرض الوطني للفنون، رأس برونزي لـ "Oba" (ملك) من متحف مدرسة رود آيلاند للتصميم، الذي تخلت عنه عام 2020.
وفي بيان صحفي، قال مدير عام المتحف الوطني للفن الأفريقي، أبا عيسى التيجاني: "هذا الحدث يفتح آفاقًا جديدة فيما يتعلق بعلاقة المؤسسات الثقافية الأمريكية مع نيجيريا".
كما أشاد التيجاني بهذه الخطوة ووصفها بأنها "تشي بأمور أعظم مقبلة، حيث من المتوقع أن تحذو حذوها المتاحف والمؤسسات الأخرى هنا في الولايات المتحدة، التي تضم مجموعات من القطع البرونزية من مملكة بنين".
من جهته، قال وزير الإعلام والثقافة النيجيري، الحاج لاي محمد، في بيان: "بإعادة القطع الأثرية، تكتب هذه المؤسسات معًا صفحات تاريخية جديدة".
وتصّور محمد التعاون في المستقبل بين المتاحف النيجيرية والأمريكية، بينها إقامة المعارض المشتركة والتبادل التعليمي.
وقال متحدث باسم مؤسسة "سميثسونيان" إنّه بموجب اتفاقية جديدة، ستمنح نيجيريا تسعة قطع برونزية من "بنين" إلى المتحف الوطني للفن الأفريقي على سبيل الإعارة.
وكانت مؤسسة "سميثسونيان" أعلنت قرارها بإعادة معظم القطع البرونزية من بنين الخاصة بمجموعتها في مارس/ آذار الماضي، بعد مرور أشهر عدة على إزالة القطع من العرض.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، صرّحت مديرة المتحف الوطني للفن الأفريقي، نجير بلانكنبرع بالقول: "لا يمكننا أن نبني للمستقبل من دون بذل قصارى جهدنا في مداواة جروح الماضي".
في يونيو/ حزيران الماضي، صوت مجلس الأمناء في سميثسونيان على التخلي عن 29 قطعة للعودة بشكل نهائي، تم السطو عليها خلال مداهمة بريطانية على مملكة بنين عام 1897، تماشياً مع سياسة الإرجاع الأخلاقية الجديدة المعتمدة عبر أكبر مجمع متاحف في العالم.
وتسمح السياسة لكل من المتاحف الـ21 التابعة لمؤسسة "سميثسونيان" بإلغاء الأصول وإعادة القطع التي تم الحصول عليها بشكل قانوني ولكن في ظروف تعتبر غير أخلاقية، ضمنًا العناصر التي سُرقت أو أُخذت بالإكراه أو من دون موافقة أصحابها.
وما زال هناك عشرون قطعة من برونزيات بنين لدى مجموعة المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة "سميثسونيان"، في انتظار المزيد من البحث عن مصدرها.