"الفتاة ذات القرط اللؤلؤي".. لوحة استهدفها ناشطان بيئيان دفاعًا عن المناخ
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قضت محكمة هولندية بسجن ناشطين بيئيين بلجيكيين الأربعاء، بسبب استهداف احتجاجهما لوحة فنية شهيرة للرسام الهولندي يوهانس فيرمير، تحمل عنوان "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي".
وحُكم على المتظاهرَين، اللذين ينتميان إلى مجموعة حملة Just Stop Oil Belgium، بالسجن لمدة شهرين، وتم تعليق مدة الحكم لمدة شهر.
وفي مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع لحادث الأسبوع الماضي، بمتحف "موريتشويس" في مدينة لاهاي، شوهد أحد الناشطين المحكوم عليهما بلصق رأسه بالغراء على العمل الفني الشهير، فيما قام الآخر، الذي لم يصدر حكم بحقه بعد، بسكب علبة من حساء الطماطم على قميص الأول قبل لصق يده على الحائط.
وقام شخص ثالث بتصوير الحادثة.
وطرح أحد الناشطين على المتفرجين سؤالًا باللغة الإنجليزية: "كيف تشعرون عندما ترون شيئًا جميلًا لا يقدر بثمن يدّمر أمام أعينكم؟ هل تشعرون بالغضب؟ جيد، أين هذا الشعور عندما ترون الكوكب يدمر أمام أعيننا؟"
ويمكن سماع زوار المعرض يعترضون بعبارات مثل "قذر" و"عار عليك".
وتابع الناشط:"هذه اللوحة محمية بالزجاج، لا بأس".
وأضاف: "الأشخاص الضعفاء في جنوب الكرة الأرضية، ليسوا محميين. مستقبل أطفالنا ليس محميًا".
من جانبهم، أوضح المسؤولون عن المتحف أن التحفة الفنية التي تعود إلى القرن السابع عشر "لم تتضرّر"، وأعيدت للعرض العام في اليوم التالي.
وأضافت النيابة العامة الهولندية أنّ إطار اللوحة الذي يعود للقرن التاسع عشر قد تضرر خلال الاحتجاج.
في بيان صحفي أعلن فيه الحكم، قال المدعون إنّهم أرادوا "إرسال إشارة" إلى النشطاء: "عمل فني معلّق للجميع، لنستمتع به جميعًا، تم تلطيخه من قبل (المتهمَين) اللذين شعرا بأنّ رسالتهما لها الأسبقية على أي شيء آخر".
وكان المدعون قد طالبوا في البداية بسجن المتهمَين مدّة أربعة أشهر، مع توقيف شهرين، لكن القاضية قالت إنها لا تريد لحكمها أن يثني الأشخاص الآخرين عن التظاهر، وفقًا لوكالة "رويترز".
وأرسل ناشطان إلى المحاكمة بغية صدور حكم سريع بتهمتي التدمير والعنف المفتوح ضد اللوحة.
وسيمثل الناشط الثالث، الذي لم يوافق على تسريع المحاكمة، أمام المحكمة الجمعة. وقال ممثلو الادعاء إن الثلاثة "مسؤولون بشكل مشترك" عن هذه الحادثة، بحسب ما ذكرته "رويترز".
ويأتي هذا الحكم في أعقاب سلسلة من التظاهرات المناهضة للوقود الأحفوري التي استهدفت المعارض الفنية، وصالات عرض السيارات، ومقرات الشركات خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي الشهر الماضي، قام متظاهرين برشق لوحة "أكوام القش" للفنان الفرنسيّ كلود مونيه، بالبطاطس المهروسة، في متحف "باربيريني" بمدينة بوتسدام في ألمانيا.
في تلك الأثناء، يواجه متظاهرين من مجموعة حملة Just Stop Oil تهمًا بارتكاب جرائم أضرار جنائية في المملكة المتحدة، بعدما ألقيا حساء الطماطم على لوحة "عباد الشمس" للفنان الهولندي فنسنت فان غوخ.
ورداً على حكم المحكمة الصادر الأربعاء، قالت حملة Just Stop Oil Belgium، التي لا تنتمي إلى بريطانيا التي تحمل الاسم ذاته، لوكالة "رويترز" عبر البريد الإلكتروني: "أليس من المفارقات إدانة نشطاء المناخ الذين يعارضون بطريقة سلمية المذابح الجماعية للحياة على الأرض؟"