كيف تتكيف مدرسة للبنات في صحراء الهند مع درجات الحرارة الشديدة؟

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: Diana Kellogg Architects

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في بلدة جايسالمر الصحراوية بشمال الهند، والمعروفة أيضًا باسم "المدينة الذهبية" نظرًا لاحتضانها مجموعة معمارية من الحجر الرملي الأصفر، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى نحو 49 درجة مئوية في ذروة الصيف.

محتوى إعلاني

وهنا، صُممت المباني منذ فترة طويلة للتكيف مع درجات الحرارة الشديدة، وهو تقليد اتبعته المهندسة المعمارية في مدينة نيويورك الأمريكية، ديانا كيلوج، خلال تصميمها مدرسة "راجكوماري راتنافاتي" للبنات.

صممت المهندسة المعمارية من نيويورك، ديانا كيلوج، مدرسة "راجكوماري راتنافاتي" للبنات، والتي توفر حاليًا بيئة تعليمية مريحة ومستدامة لـ 120 فتاة في بلدة جايسالمر بالهند.Credit: Diana Kellogg Architects

وبتكليف من منظمة CITTA، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تقدم الدعم الاقتصادي والتعليمي للنساء في المناطق النائية والمهمشة، يهدف المشروع إلى تمكين النساء والفتيات من خلال التعليم في المنطقة، حيث معدل الإلمام بالقراءة والكتابة بين الإناث هو الأدنى في الهند.

وتُعتبر الخطوة الأولى في مشروع معماري من ثلاثة أجزاء، سيشمل أيضًا مركزًا تعاونيًا نسائيًا، ومساحة لإقامة المعارض.

وافتتحت المدرسة المبنية من الحجر الرملي والصديقة للبيئة، والحاصلة على لقب "مبنى العام" لعام 2020 من قبل مجلة "أركيتكتشرال دايجست إنديا"، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021، وهناك 120 فتاة مسجلة حاليًا في مناهجها، وفقًا لما ذكرته كيلوج.

تبريد طبيعي

في جايسالمر ، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 49 درجة مئوية في ذروة الصيف.Credit: Diana Kellogg Architects

وقد يكون تصميم مساحة تعليمية مريحة أمرًا صعبًا في قلب صحراء طهار، أو صحراء الهند الكبرى، حيث يتسبب تغير المناخ في جعل فترات الجفاف أطول وأكثر كثافة.

وأرادت كيلوج، التي تصمم عادةً مشاريع سكنية راقية، أن يرمز المبنى إلى أمل ومرونة الصحراء من خلال دمج جوانب هندسة جايسالمر التقليدية مع التصميم الحديث.

وقالت كيلوج إن "هناك طرق لتبريد الأماكن التي استخدمت لعدة قرون، كل ما فعلته هو أنني جمعتها معًا في تركيبة ناجحة"، مضيفًة أن "درجات الحرارة الداخلية في المدرسة تقل بحوالي 20 إلى 30 درجة فهرنهايت عن درجات الحرارة الخارجية".

من الأعلى ، تبدو مدرسة "راجكوماري راتنافاتي" للبنات وكأنها بيضة في الصحراء، ترمز إلى قوة الإناث.Credit: Diana Kellogg Architects

وبالنسبة للمبنى، اختارت كيلوج استخدام الحجر الرملي من مصادر محلية، وهي مادة مقاومة للمناخ استخدمت منذ فترة طويلة للمباني في المنطقة، بما في ذلك حصن جايسالمر، وهو جزء من المدينة يستضيف ربع سكانها وسُجل كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

وعمدت كيلوج إلى استخدام التقنيات التقليدية في التصميم، مثل تبطين الجدران الداخلية بجبس الجير، وهي مادة تبريد طبيعية مسامية تساعد على إطلاق أي رطوبة محتجزة.

وقامت أيضًا بتركيب جدار الجالي الحجري المثقب، والذي يسمح للرياح بالتسارع في ظاهرة تسمى تأثير فينتوري، التي تبرّد مساحة الفناء مع توفير الظل أيضًا من الشمس.

مثل العديد من المباني في جايسالمر، تستخدم المدرسة الحجر الرملي كمادة أساسية، والتي تستخرج بكثرة في المنطقة وتبقي الحرارة الشمس خارجًا خلال النهار..Credit: Diana Kellogg Architects

وتطلق الأسقف العالية والنوافذ حرارة متزايدة في الفصول الدراسية، بينما توفر مظلة الألواح الشمسية الظل والطاقة.

ويتميز هيكل المبنى بشكل بيضاوي. واختير هذا الشكل لقدرته على التقاط الهواء البارد وتدويره، ومن ناحية أخرى لدلالاته الرمزية للأنوثة، بما يتوافق مع روح المشروع.

وتصف كيلوج المبنى بـ"العناق الكبير والمحكم".

الراحة في الاستدامة

يتمتع استخدام الحجر الرملي في المدرسة بميزة اندماجه و"صلته الحقيقية" بالبيئة المحيطةCredit: Diana Kellogg Architects

وبينما يمكن تطبيق العديد من تقنيات التبريد المستخدمة بالمدرسة في أماكن أخرى من حيث المبدأ، فإن فعاليتها واستدامتها ستختلف من موقع إلى آخر، وفقًا لما ذكرته كيلوج.

وعلى سبيل المثال، تنظم اتجاهات الرياح الخاصة والأحجار الرملية المختلفة درجات الحرارة بشكل مختلف عن المواد الموجودة والمستخدمة في بلدة جايسالمر.

داخل المدرسة، بنيت الفصول الدراسية الفسيحة والمشرقة ذات الأسقف العالية والنوافذ للتخلص من أي ارتفاع في الحرارة أو الرطوبة.Credit: Diana Kellogg Architects

ولا يستخدام تكييف الهواء في أي مكان في المبنى، ليس فقط بسبب تأثيره البيئي ولكن لكونه غير شائع في المنطقة.

ومن خلال اعتماد آليات التبريد التقليدية والطبيعية التي تألفها الطالبات، تعتقد كيلوج أنه يمكنهن الشعور بالراحة في محيطهن، ما يكسبهن المزيد من الثقة.

نشر
محتوى إعلاني