"منزل بومبي الأثري" يشرّع أبوابه مجدّدًا بعد 20 عاماً على إغلاقه.. ماذا ينتظر روّاده في الداخل؟

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد مرور 20 عامًا على إغلاقه، أعيد افتتاح منزل ضخم في بومبي تكسو حيطانه لوحات جدارية تشي بإيحاءات جنسية، بعدما خضع لعملية تجديد جذرية.

محتوى إعلاني

ويُعتقد أن منزل "فيتي" التاريخي، الذي يبعد حوالي 16 ميلاً جنوب نابولي الإيطالية، كان ملكًا لرجلين تم تحريرهما من العبودية، هما أولوس فيتيوس كونفيفا، وأولوس فيتيوس ريستيتوتوس، اللذين استمرّا بملء العقار بالفنون القديمة بعدما جمعا ثروًة من بيع النبيذ.

محتوى إعلاني
تفاصيل إحدى الجداريات بمنزل فيتي التاريخيCredit: CARLO HERMANN/AFP via Getty Images

وبُنِي المنزل أساسًا في القرن الثاني قبل الميلاد، إلى جانب منازل أخرى في بومبي، ودُفن وحُفظ بالرماد الناتج عن ثوران بركان جبل فيزوف في العام 79 بعد الميلاد. وقد اكتشف بين عامي 1894 و1896 خلال عملية تنقيب.

وبعد عقدين من الإغلاق، خضع المنزل التاريخي لعملية ترميم جديدة عام 2016.

وقد شارك فيها خبراء، بينهم علماء آثار، ومهندسون معماريون، ومهندسون إنشائيون، ومهندسو المناظر الطبيعي.

صورة لإحدى الجداريات بمنزل فيتي التاريخيCredit: Marco Cantile/LightRocket/Getty Images

وأعلنت حديقة بومبي الأثرية عن إعادة افتتاح المنزل من خلال منشور عبر حسابها الرسمي على موقع "انستغرام" هذا الأسبوع، وكتبت: "يُعاد افتتاح منزل فيتي، منزل بومبي الشهير".

ويمكن العثور على المنزل الذي يُعد بمثابة رمز لبومبي، ضمن أدلّة موقع التراث العالمي لليونسكو والكتب التي تتناول الفن القديم، نظرًا لاحتضانها جداريات استثائية وتماثيل تزيّن حديقته الكبيرة، بحسب ما ورد في المنشور.

وجاء في المنشور: "بجانب دعامة الباب اليمنى، باتجاه الردهة، تقعون على تصوير لشخصية بريابوس الذي كان يفترض، بالإضافة إلى عضوه الذكري الضخم، أن يشير إلى ازدهار وثروة سكان المنزل. إذ يظهر التصوير (بريابوس) يزن عضوه الذكري على إحدى كفّتي الميزان فيما وضعت حقيبة مليئة بالعملات المعدنية على الكفة الأخرى، كوزن موازن".

وأوضحت الحديقة أنّ ثمة أدلّة على ممارسة الدعارة في المنزل أيضًا.

تاريخ مضطرب من الترميم

أثبتت بعض جوانب التجديد أنها صعبة بشكل خاص، وفقًا لبيان صحفي صادر عن الحديقة الثلاثاء.

وجاء في البيان أنّه "كان من الصعب بشكل خاص إزالة طبقات الشمع التي وضعت على الجداريات في الماضي بقصد حمايتها، وهي طريقة ترميم ثبت أنها ضارة للغاية، حجبت أيضًا العديد من تفاصيل اللوحات المصقولة، مع ما تظهره من روائع معمارية ومشاهد من الأساطير".

وكان من الصعب كذلك ترميم حديقة الأعمدة، بنظامها المتقن من أنابيب المياه والنوافير الصغيرة.

فناء منزل فيتي يزينه تمثال يجسّد إله الخصوبة الإغريقي بريابوسCredit: Marco Cantile/LightRocket/Getty Images

ومن جانبه، قال غابرييل زوشتريغل، مدير حديقة بومبي الأثرية: "إن منزل فيتي يعد بمثابة تاريخ العالم الروماني داخل منزل، المنزل الذي هو بمثابة المتحف للعالم الروماني، إذا جاز التعبير، ونجد فيه جداريات تجسّد الأساطير، ومنحوتات من البرونز والرخام ذات جودة فنية استثنائية، التي تتناول العلاقة المعقدة بين النماذج اليونانية وإعادة الصياغة الرومانية، وكذلك عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة".

وأوضح زوشتريغل أنّ المالكَين المحرّرَين من العبودية، هما تعبير عن حراك اجتماعي لم يكن من الممكن تصوّره قبل قرنين من الزمن".

وأفاد ماسيمو أوسانا، المدير العام للمتاحف الوطنية بإيطاليا، في بيان صحفي، أنّ إعادة الافتتاح تمثّل "نهاية لتاريخ طويل ومضطرب من الترميم".

نشر
محتوى إعلاني