"فوهات سحيقة وتضاريس"..مصور يلتقط صورًا مقربة للعين البشرية

نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تبدو هذه الصّور التي وثّقها الفنّان والمصور الفوتوغرافي النّمساوي، ماركوس هوفستاتر، كفوّهات سحيقة تشكّلت منذ ملايين الأعوام في إحدى كواكب مجرّتنا، أو كتضاريس لا يمكن الوصول إليها سوى بعد رحلة شاقّة إلى أقاصي كوكب الأرض.

محتوى إعلاني

ولكن هذه التّضاريس غريبة الشّكل أقرب إلينا ممّا تظن، ولا يجب السّفر بعيدًا لرؤيتها بنفسك، إذ أنها داخل عينيك. ولا نقصد ذلك بطريقة فلسفيّة، بل بشكلٍ حرفي.

محتوى إعلاني

ويكشف هوفستاتر عن التضاريس التي لطالما كانت مخبأة في أعيننا عبر صور مقرّبة بشكلٍ فائق للعيون البشرية.

لا تُظهر هذه الصور التضاريس، فهي عبارة عن صور مقرّبة لعيونٍ بشرية. تصوير: Markus Hofstätter

وأثناء عمله في التقاط صور "البورتريه"، غالبًا ما ركّز المصوّر على عيني الشّخص الموجودتين أمامه.

وقال هوفستاتر في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "هناك مقولة تنص على أن العيون هي باب الرّوح، وأنا أوافق على ذلك. ويمكنك أن ترى ما يشعر به الشّخص عبر النّظر لعينيه فقط. ويمكن للعيون أن تبتسم، وأن تكون حزينة أو متفاجئة على سبيل المثال".

يكشف الفنّان النّمساوي، ماركوس هوفستاتر، عن التفاصيل التي لطالما كانت مخبّأة في عيوننا عبر صور مقرّبة بشكلٍ فائق للعيون. تصوير: Markus Hofstätter

وبدأت مغامرة النّمساوي في عالم التصوير الفوتوغرافي عبر توثيق مسابقات رياضة البلياردو في جميع أنحاء العالم، والتقط أول صورة مقرّبة له لعين شخصٍ ما في عام 2011، عندما لاحظ شدّة التركيز في عيني أحد اللاعبين.

ولم يكتف المصور بذلك، بل أراد التركيز على لقطات أقرب، وساعده تعلّم المزيد من خدمة خاصة لتصوير قزحيّة العين، والاستعانة بكتاب يُدعى "Mikrofotografie" للمصوّر غيرهارد زيمرت، على تحقيق ذلك.

يستغرق التقاط صورة واحدة 30 دقيقة تقريبًا. تصوير: Markus Hofstätter

وعند وصف العيون الظّاهرة في أعماله، أوضح المصور أنها تبدو كجبال ووديان تتمتّع ببحيرة كبيرة، مضيفًا: "يمكنها بلا شك أن تكون شاطئًا من كوكبٍ مختلف، ويشبه بعضها الزّهور المتفتّحة بالبذور بالنّسبة لي".

نصف ساعة من أجل صورة واحدة

نظرة من وراء الكواليس. تصوير: Markus Hofstätter

وأوضح المصور النّمساوي أن العمل مع هذا المستوى من التكبير أمر صعب، مشيرًا إلى كون "كل حركة صغيرة مُميتة".

ولتحقيق النّتائج المرغوبة، بنى هوفستاتر مسند رأس خاص للشخص الجالس لتجنّب أي حركة، مع تثبيته لحامل الكاميرا بأكياس الرّمل، إلى جانب استخدامه لعدسة خاصّة.

يمكن للعيون أن تبتسم، وأن تكون حزينة، وفقًا لما ذكره المصور. تصوير: Markus Hofstätter

وكان عليه أيضًا تعلّم الكثير عن العين البشريّة، وطريقة استجابتها للبيئة، قائلًا: "أستغرق في بعض الأحيان 30 دقيقة وأكثر لالتقاط صورة واحدة ناجحة".

بدأت مغامرة النّمساوي في عالم التصوير الفوتوغرافي عبر توثيق مسابقات رياضة البلياردو في جميع أنحاء العالم. تصوير: Markus Hofstätter

وأبهرت أعماله العديد من الأشخاص حول العالم، وكان أكثر ما لفت انتباهه ردود فعل بعض أطباء العيون الذي لم يروا صورًا التُقطت بهذه التقنيّة من قبل.

وأكّد هوفستاتر: "لطالما كان هدفي دائمًا إنشاء أعمال فنية، وصور مجرّدة، وشيء يمكن للمشاهِد أن يضيع فيه".

نشر
محتوى إعلاني