مصور روسي يعيد "إحياء" أوراق الشجر المتساقطة..كيف؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تبدو أوراق الأشجار المتساقطة لغالبيتنا بمثابة إعلان عن انقضاء فصل الصيف وحلول فصل الخريف، ولكن يرى فيليب كابانيايف، أن ما فيها أكثر من ذلك بكثير.
وفي هذه السلسلة، والتي عُرضت خلال فعاليات النسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" في إمارة الشارقة، يحوّل المصور الروسي، فيليب كابانيايف، أوراق الأشجار الميتة إلى لوحات فنية، ويعيد لها الحياة بأسلوبه الخاص.
وفي السلسلة التي تحمل عنوان "الأوراق المتساقطة"، تطرّق كابانيايف، وهو متخصص في الرسم الضوئي، إلى فن دمج التصوير بالألوان.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، يشرح كابانيايف أنّ معرضه الذي يحمل عنوان "الأوراق المتساقطة" يهدف إلى "إعادة ربط الناس بالطبيعة، وجعلهم يرون الجمال في العناصر البسيطة".
ورغم صغر حجمها، إلا أنّ أوراق الأشجار تحوّل ضوء الشمس إلى حياة وتنقّي الهواء خلال عملية التمثيل الضوئي، بحسب ما يقوله كابانيايف.
ويضيف أنّها "جزء أساسي من الحياة، وفي غالبية الأحيان، نأخذها كأمر مسلم به".
ويرى كابانيايف أننا كائنات معقّدة، وأحيانًا نعتقد أننا نفوق الطبيعة أهمية، إلا أننا جميعًا بمثابة جزء من نظام هائل واحد، حسبما ذكره.
ويضيف: "نحن لا نفوقها أهمية (الطبيعة) بأي حال من الأحوال، بل حياتنا تعتمد عليها. لقد فقد الكثير من الناس ارتباطهم العاطفي بالأرض، وهذا هو سبب تدميرنا لها".
ويتابع: "عندما نسترجع ارتباطنا بالطبيعة، يمكننا حل غالبية المشاكل". وتجسّد الأوراق الميتة في السلسلة الحياة والموت معًا، إذ يقول كابانيايف إنّ دائرة الحياة على كوكب الأرض لا يمكنها الاستمرار بدونهما.
وأراد كابانيايف تجربة أنواع مختفلة من أوراق الشجر، لذا قام بجمع أوراق الشجر الملفتة بالنسبة له من أرض الغابات والشوارع، مع ذلك لم يكن يبحث بالضرورة عن أي ميزات محددة لها.
وكان يعيد مئات الأوراق الميتة إلى منزله ليضعها على طاولة زجاجية.
وقد طوّر كابانيايف تقنية التصوير الخاصة به والتي استخدمها في هذه السلسلة، أي الرسم الضوئي ذات التعريض الطويل.
ويوضح المصور الروسي أنّه حاول العثور على زاويا إسقاط للضوء من شأنها أن تبرز أفضل الميزات الفريدة لدى كل ورقة.
ويشرح عملية التصوير قائلًا: "في ظلام دامس، أسلّط الضوء الملونً على الورقة من خلال مصباح يدوي، تمامًا مثل الطلاء على اللوحة".
وعادةً ما يلتقط كابانيايف بين 20 و40 صورة للورقة، ثم يختار أفضل صورة.
وفي معرضه المشارك بمهرجان "اكسبوجر"، عبّر الزوار عن إعجابهم بالأسلوب البسيط والألوان النابضة بالحياة في الصور.
ويلفت كابانيايف إلى أنّ هناك من اعتقد أن الصور خضعت للتعديل عبر برنامج "الفوتوشوب" لإضافة الألوان إلى الأوراق، لذلك كان عليه أنّ يشرح لهم عملية التصوير.
ويضيف: "لقد علقوا على مدى جمال وأناقة الأوراق، وأخبروني أنّهم لن ينظروا إليها بالطريقة ذاتها مرة أخرى، وكانت هذه غايتي بالتحديد".
ويجدر بالذكر أنّه خلال الفترة بين 9 و15 فبراير/ شباط الماضي، استضاف المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" 74 فناناً ومبدعاً من أبرز المصورين بالعالم، حيث شاركوا حكاياتهم وتجاربهم من خلال 1،794 صورة في 68 معرضاً فردياً وجماعياً.