بعد فك شفرته.. اكتشاف سر تركيب عطر الملكة كليوباترا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمكن العلماء من فك شفرة رائحة العطر الذي يعتقد أن الملكلة كليوباترا كانت تستخدمه.
بناءً على وصفات العطر المسجّلة في النصوص المصرية القديمة والنقوش على جدران المعابد، كان صانعو العطور القدامى يقومون بتسخين الزيت 10 أيام و 10 ليالٍ قبل نقعه مع أنواع معينة من الأخشاب العطرية، مثل القرفة، والراتنجات مثل المر، وفقًا لإحدى الوصفات التي درسها الباحث في الفكر القديم والعصور الوسطى في الأكاديمية التشيكية للعلوم، شون كوغلين.
وقال كوغلين، الذي حاول إعادة ابتكار العطر الذي ربما كانت تضعه كليوباترا: "كان هذا لغزًا كبيرًا بالنسبة لنا"، إذ أن تسخين الزيت لمدة 10 أيام يفترض أن تنتج عنه رائحة نتنة، لكنّه سرعان ما اكتشف أن هناك نهجا وراء هذه العملية.
وبعد أن قام فريق كوغلين بتسخين الزيت في أنابيب اختبار لمدة تصل إلى 12 يومًا، وجد كوغلين أن هذه التقنية تسرّع العملية الطبيعية للزيت الذي يفسد، ويزيل أي مركبات كريهة الرائحة ويسمح للعطر في النهاية بأن يدوم لفترة أطول.
وشرح كوغلين أن هناك مرحلة بعد تسخين الزيت، ولكن قبل صنع العطر نفسه، حيث تتم إضافة عناصر عطرية معتدلة مثل الجذور والنبيذ والراتنجات.
وتابع: "فرضيتنا أن هذه الإضافات لا تطغى فقط على الرائحة الكريهة (عن طريق إضافة رائحة لطيفة)، ولكنها تمتص أيضًا الرائحة الكريهة في الزيت".
وقال كوغلين إن معظم العطور الحالية تستخدم الإيثانول، وهو نوع من الكحول، كأساس، رغم من أن بعض الروائح الطبيعية الحساسة لا تزال تتطلب استخدام الزيت أو الدهون، والتي تحتاج إلى تكرير بطريقة ما.
وأضاف أن الكيميائيين اليوم لا يزالون مدينين بالكثير لهؤلاء العطارين القدامى، فهم رواد في العديد من التقنيات التي لا تزال مستخدمة في العلوم الحديثة، مثل التقطير وطرق تجزئة السوائل.
وبالمثل، يتخذ الباحثون الآن خطوات للحفاظ على الروائح المتاحة حاليًا للأجيال القادمة، لمنحهم إحساسًا بوقتنا والماضي القريب.
اليوم، أصبح العلماء قادرين على فك شفرة الروائح السابقة بدقة أكبر، باستخدام مناهج جزيئية حيوية جديدة وقوية لإحياء بعض الكنوز المؤقتة المميزة بشكل خاص.
وتقوم تقنيات عديدة مثل الكروماتوغرافيا، وهي عملية لفصل المكونات في الخليط، وقياس الطيف الكتلي، والتي يمكنها اكتشاف المركبات عن طريق حساب وزن الجزيئات المختلفة، بالسماح للعلماء بدراسة المخلفات المتبقية على المباخر وزجاجات العطور وأوعية تخزين الطعام لإعادة تكوين روائح المواد القديمة.