ألماني يوثق بالصور تجربته في "حي الزبالين" بمصر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في لقطة لافتة ومتناقضة، جسّد المصوّر الألماني، لوكا هولزهاوزر، ما يبدو عليه العيش في "حي الزّبالين" بـ"منشية الناصر" بمحافظة القاهرة المصرية. وفي إحدى أعماله، وضع هولزهاوزر لقطة لصبيٍ مُبتسم جنبًا إلى جنب مع يدي شخص أنهكهما العمل.
ورأى هولزهاوزر أنّ "مسار العديد من الأطفال في هذا الحي مُقدّر سلفًا"، إشارةً لعمل العديد منهم في هذا المجال، بحسب ما ذكره في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وتحتضن "منشية ناصر" آلاف الأفراد الذين يعملون في جمع القمامة. وسُنِحت للمصور فرصة استكشاف الحي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022.
وقال المصور: "كان هدفي الأساسي الذهاب إلى مصر للتعرّف إلى الصوفية بشكلٍ أكبر". ونصحه صديق بزيارة "حي الزبالين"، حيث يتمركز تجار الخردة وجامعو القمامة بصفة أساسيّة، وفقًا لما ذكره الموقع الرّسمي لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر.
وعند القيام ببعض البحث، سرعان ما أدرك المصور أنّ الحي وجهة يجب عليه توثيقها.
منطقة سكنية وصناعية في الوقت ذاته
ولم يعرف هولزهاوزر ما يتوقعه عند الوصول لـ"منشية ناصر"، ولكنّه فوجئ بمستوى الطّاقة العالية التي شعر بها في المكان.
وقال الألماني إنّها "منطقة سكنيّة وصناعيّة في الوقت ذاته"، مضيفًا: "يعيش الأشخاص في الطّابق الأول، ويقومون بفرز القمامة من الأسفل والأعلى".
ويصعب معرفة أين تبدأ وتنتهي المساحات الصناعيّة.
وتُتقل القمامة باستمرار أثناء عمليّة إعادة التدوير "من منزلٍ إلى منزل، ومن الأرض إلى السّطح أيضًا، وفي أي مكانٍ بينهما. وغالبًا ما تجد آلات ثقيلة لسحق أو فصل القمامة في المنازل"، بحسب ما أشار إليه المصور الألماني.
وستجد العائلات بين هذه الزوايا، والأطفال الذين يطاردون بعضهم البعض، والباعة المتجولين، والعمّال.
الضحك والإيجابية في بيئة قاسية
وأُعجب المصور بمشاعر الإيجابيّة والاعتزاز المُنبعِثة من سكّان "حي الزّبالين" رُغم عيشهم وعملهم بظل ظروفٍ قاسية.
وقال المصور إنّهم كانوا "يضحكون ويتبادلون الدّعابات".
ورغم أنّهم يبذلون ما بوسعهم للاستفادة من موقفهم بأفضل طريقة ممكنة، إلا أن المصوّر قال: "تبدو عيونهم متعبة خلف ابتسامتهم، وتُظهر الثّقل والحزن أحيانًا".
ومن خلال صوره، أراد المصور توثيق المشاعر المتناقضة للسّعادة والعبء التي يشعر بها سكّان الحي.
وهذه ليست زيارة هولزهاوزر الأولى لمصر، إذ أنّه زارها لأوّل مرّة في الـ14 من عمره، ومن ثم مُجدّدًا كجزء من الوجهات ضمن جولة لاستكشاف منطقة الشرق الأوسط على متن درّاجته.
وتضمّنت الوجهات التي زارها حتّى الآن المملكة العربية السعودية، والأردن، وإيران، وتركيا.