بينها راقصة ومذيعة أخبار..كيف بدت الآلهة المصرية القديمة بشكل معاصر؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بين هذه الصور، تبرز شخصيات مصرية معاصرة يمكن التعرّف إليها على الفور، مثل الراقصة التي تتخذ وضعية رقص عُرفت بها أيقونة الرقص الشرقي سامية جمال.
ومع ذلك، تحمل كل شخصية عنصرًا يرمز إلى الحضارة المصرية القديمة، فهذه الراقصة ما هي إلا تجسيد لـ"الإلهة حتحور"، وهي إلهة الحب والموسيقى عند قدماء المصريين.
فما علاقة هذه الشخصيات بالآلهة المصرية القديمة؟
وفي هذه السلسلة المستمرة، التي تحمل عنوان "الآلهة الجديدة"، يستكشف الفنان المصري عمر حسين مسألة الهوية المصرية، ويقدم رؤيته عن المجتمع المصري المعاصر مستندًا إلى أسس محلية نشهدها اليوم، حسبما ذكره لموقع CNN بالعربية.
ومن خلال الجمع بين أساليب فنية تقليدية ورقمية، يتخيل حسين الآلهة المصرية القديمة على أنّها شخصيات مصرية من المجتمع المصري المعاصر.
وعن مصدر إلهام هذه السلسلة الفريدة، يشرح حسين أنّه، كغيره من الفنانين، يتأثر ويستلهم من تجاربه الشخصية، وكذلك من نشأته في العاصمة المصرية القاهرة، بالإضافة إلى قراءاته وتفضيلاته الشخصية.
ويقول: "بعد الأحداث الأخيرة التي عاصرتها مصر خلال الأعوام الماضية، شعرت برغبة عميقة في التعليق على كل ذلك"، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه السلسلة ينبع من "تساؤله عما تعنيه الهوية المصرية حقًا في العصر الحديث".
ومن الواضح أن الحضارة المصرية القديمة تلعب دورًا بارزًا في إلهام هذه السلسلة، والتي يرى حسين أنها تتداخل بشكل كبير مع الحياة المعاصرة.
ويلفت حسين إلى شعوره "بالإحباط من عدم تحديث التاريخ المصري القديم".
ويوضح حسين أن غالبية المقارنات بين الآلهة المصرية القديمة والشخصيات المصرية المعاصرة، والتي تظهر في الصور، استوحاها بشكل طبيعي.
أما عن كيفية اختياره للآلهة من الميثولوجيا المصرية القديمة، يلفت حسين إلى أنه اختار الآلهة المعروفة، والتي تتماشى مع رؤيته الفنية.
ويضيف: "كانت الفكرة هي استكشاف ما تمثله تلك الآلهة القديمة، وما هي القيم التي تحملها وكيف كان ينظر إليها كمعبودات في مصر القديمة".
وأراد حسين ترجمة هذه القيم في العصر الحديث، ليسكتشف ما إذا كانت قد صمدت مع مرور الزمن.. أو لم تصمد.
وتابع: "كانت محاولة لرؤية الرمزية الكامنة وراء هذه المعبودات قبل تفسيرها من خلال رؤيتي".
وعلى سبيل المثال، صورة مرتاد المقهى تُعد تجسيدا لـ" الإله شو"، إله الهواء المعروف بكونه يتمتع بحضور بارد وهادئ، يُفسَّر على أنّه رجل يدخن الشيشة داخل مقهى في أحد شوارع القاهرة، حسبما ذكره حسين.
وتجسّد هذه السلسلة عددًا من الآلهة المصرية القديمة، من أبرزها "أنوبيس"، و"سيث"، و"إيزيس"، و"أوزوريس"، و"حتحور"، و"بتاح"، و"آمون"، و"سوبك"، و"بستت".
ولاقت هذه السلسلة التي عرضت في إحدى زوايا معرض "آرت دبي" بقسم الفنون الرقمية اهتماما لافتًا من قبل زوار المعرض، إذ تفاجأ الكثيرون بمعرفة أنّها أعمال فنية رقمية، على افتراض أنها رسومات زيتيّة.
ويشير حسين إلى أنّ هناك من اهتموا بشكل خاص بفهم تفسيراته لبعض الآلهة المصرية، مع حصول الإلهة "حتحور" والإله "أنوبيس" على أكبر قدر من الاهتمام.
وأشاد البعض بمستوى البحث والتفسيرات متعددة الطبقات التي يمكن ملاحظتها في هذه السلسلة الفنية.