صور تكشف الجمال المعماري لمبانٍ مزينة بوحدات تكييف في الإمارات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعرف دولة الإمارات عادة كموطن لبعض من أبرز التصاميم المعمارية، والتي تجسد مفاهيم الحداثة والعمارة المستقبلية من حول العالم، ولكنها لا تزال تحتضن عددا من المباني التي تذكّر بماضيها، والتي تُعد جزءا من نسيج المشهد الحضري لديها.
وفي معرض فريد من نوعه أقيم في العاصمة أبوظبي، والذي يحتفي بالتأثير الثقافي لمكيفات الهواء في دولة الإمارات على مدى 50 عامًا، يقدّم المصور الإماراتي حسين الموسوي منظورا جديدا يبرز تنوع مشهد العمارة الحضري في البلاد.
وتُبرِز هذه السلسلة، النابضة بالألوان، الجمال المعماري للمباني المزينة بوحدات تكييف نظام "سبليت"، حيث تشكّل عاملاً أساسياً لشكل المبنى الخارجي.
وتبرز وحدات تكييف النوافذ من الخارج مثل الصناديق، وتضيف لمسة هندسية لطيفة، نظراً لفتحات تفريغ الهواء وتفاصيلها الدقيقة.
وأوضح الموسوي في مقابلة مع موقع CNN بالعربية أن هذه السلسلة التي تسلط الضوء على عدد من الواجهات الصناعية في البلاد، تُعد بمثابة "عمل انتقالي بين توثيق العناصر الحضرية شبه المؤقتة، مثل أسوار البناء، وتلك الأكثر ديمومة، كالمباني السكنية والتجارية".
ومنذ عودته إلى دولة الإمارات في عام 2013، سعى الموسوي إلى تكوين مفهومه الخاص حول الهوية الحضرية المحلية عبر العودة إلى المشهد التقليدي، وذلك قبل الانفتاح على توثيق العمارة المعاصرة، حسبما ذكره.
ويرى المصور الإماراتي أنّ هذا المشروع، الذي أنجزه بين عامي 2017 و 2016، ساهم في تكوين تصوّره للهوية الحضرية لدولة الإمارات.
وأشار الموسوي إلى أن اختياره في توثيق المباني ذات وحدات "سبليت" يعود إلى اختصاصه في توثيق الأنماط، لافتًا إلى أن السبب يُعد بصري بحت وخصوصأ أن شكلها الهندسي الذي يحتوي على الدوائر والخطوط الشبكية يشكل طابعًا جماليًا مقارنة بـ"مكيفات النافذة".
ومع انطلاق المشروع، وجد الموسوي نفسه بين المناطق الصناعية ذات الهوية "الخام"، والألوان الفاقعة التي لا تُرى عادة في المناطق السكنية، إذ يدعو تأثير وجود هذه الوحدات على شكل المباني إلى تزيين أصحابها للواجهات بشكل مبهج، سواء من ناحية الألوان، أو الأشكال، أو الرسومات، مقارنة بالمباني ذات الواجهات "الملساء"، والتي يفضل الكثيرون على المساس بهويتها.
ولفت الموسوي إلى أن جميع صوره مأخوذة من زاوية مستقيمة تمحي جميع ملامح "وجهة النظر"، والتي عادة ما يوظّفها المصورون لإظهار المبنى بشكل غير مألوف، موضحًا أنه يسعى لتوثيق الواجهة التي لا تحتاج إلى أي نوع من الخداع البصري لإبراز ملامحها الجمالية.
ويهدف الموسوي إلى رصد الهوية المعمارية في البلاد عبر توثيق جميع أنواع الواجهات، القديم منها والجديد على حد سواء.
وأوضح المصور الفوتوغرافي الإماراتي أنه لا يوجد طراز معماري موحد في البلاد، بل أنماط مختلفة تدل على التعددية الثقافية التي امتزجت بالهوية المحلية.
ومن خلال بناء تشكيلة شبه شاملة، يسعى الموسوي إلى فهم تلك العناصر المختلفة التي شكلت الهوية المعمارية الإماراتية.
وأشار المصور الفوتوغرافي الإماراتي إلى إنه "مشروع طويل الأمد وشاسع جغرافيًا. وعند اكتماله، أسعى أن يضيف إلى رصيدنا المعرفي عبر عرض كل هذه المباني في قالب بحيث يمكننا مقارنتها ببعضها البعض".
ورغم أن هذه السلسلة تُعد عملا انتقاليا بالنسبة إلى الموسوي، إلا أنها لاقت صدى إيجابيًا بين زوار معرض "50 عاما من التبريد"، حيث تلقى طلبات اقتناء طبعات من هذه الصور.