مصدرها "مثير للجدل".. بيع أغلى مجموعة مجوهرات خاصة في مزاد علني
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حقّق بيع مئات المجوهرات التي كانت تملكها المليارديرة النمساوية الراحلة هايدي هورتن مبلغًا إجماليًا قدره 179.9 مليون فرنك سويسري، أي ما يعادل 201 مليون دولار، لتصبح بذلك أغلى مجموعة مجوهرات خاصة على الإطلاق تعرض في مزاد علني.
وكسرت عملية البيع هذه الرقم القياسي الذي حققته مجموعة الممثلة الأمريكية إليزابيث تايلور قبل أكثر من عقد من الزمان، والتي بلغت قيمة مجوهراتها نحو 116 مليون دولار، في نيويورك عام 2011.
ونظّم المزاد الأسبوع الماضي، رغم المخاوف التي أثارتها جماعات يهودية بشأن مصدر ثروة هورتن.
وأفادت مجلة "فوربس" أن صافي ثروة هورتن، التي كانت جامعة للأعمال الفنية، بلغت نحو 3 مليارات دولار عند وفاتها في يونيو/ حزيران من العام الماضي، وقد ورثت مليار دولار عن زوجها الأول هيلموت هورتن، بعد وفاته عام 1987.
وبحسب دار "كريستيز" للمزادات، قام زوجها رجل الأعمال الألماني بشراء شركات يهودية باعها أصحابها مكرهين خلال الحقبة النازية.
من جهتها، دعت اللجنة اليهودية الأمريكية إلى تعليق المزاد حتى "بذل جهود جادة" للتحقيق في مصدر ثروة هورتن.
وفي بيان نشرته في وقت سابق من هذا الشهر، وصفت المنظمة اليهودية هيلموت هورتن بأنه أحد "رجال الأعمال الفاسدين" الذين "استغلوا قوانين التنازل العرقية والحاجة اليائسة لليهود الفارين من النازيين".
وفي رسالة مفتوحة إلى دار "كريستيز"، طالبت المنظمة اليهودية لحقوق الإنسان "مركز سيمون فيزنتال" بإيقاف عملية البيع، بينما قال صندوق الهولوكوست التعليمي، لصحيفة The Jewish Chronicle اليهودية ومقرّها لندن، إن المزاد كان بمثابة "إهانة حقيقية لضحايا محرقة الهولوكوست".
في كتالوغ البيع عبر الإنترنت، ذكرت دار "كريستيز" أنّ مصدر ثروة هورتن كان "مسألة علنية"، وأن الممارسات التجارية لزوجها السابق "موثقة جيدًا".
وأعلنت دار المزاد أنها ستقدم "مساهمة هامة" من عائدات البيع لصالح المنظمات التي تعمل على تعزيز البحث والتعليم حول المحرقة.
وأضافت "كريستيز" أيضًا أنّ العائدات ستذهب إلى "مؤسسة هايدي هورتن"، التي تدعم "مجموعة هايدي هورتن"، والمتحف الذي أسّسته في فيينا بالنمسا قبل وفاتها، بالإضافة إلى الأبحاث الطبية ورعاية الأطفال وقضايا خيرية أخرى.
وتزامن المزاد الذي استمر ليومين، وأقيم الأسبوع الماضي بفندق "فور سيزنز دي بيرج" في جنيف بسويسرا، مع مزاد على الإنترنت اختتم الإثنين. وسيعقد مزاد آخر على الإنترنت في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتضمنت مجموعة هورتن أكثر من 700 جوهرة، توقعت دار "كريستيز" في البداية بيعها بأكثر من 150 مليون دولار.
ولكن مع استمرار المجموعة بتحطيم التقديرات، لم تحقق العديد من المجوهرات الثمينة المبلغ المتوقع لبيعها.
وحققت أغلى قطعة في المجموعة، وهي خاتم "كارتييه" مصنوع من الياقوت والألماس بدرجة لون أحمر تعرف بـ"دم الحمامة"، ما يزيد قليلاً عن 13 مليون فرنك سويسري، أي ما يعادل 14.5 مليون دولار، رغم توقع "كريستيز" أن تباع بـ18 مليون فرنك سويسري، أي ما يعادل 20 مليون دولار.
وبيعت قلادة الماس "Briolette of India" التي يبلغ وزنها 90 قيراطًا، من تصميم هاري وينستون أيضًا بأقل من التقدير المتوقع، محققة 6.3 مليون فرنك سويسري، أي ما يعادل 7 ملايين دولار.
على الجهة الأخرى، تجاوز خاتم الماس من "بولغاري" تقديره بأكثر من الضعف وبيع بمبلغ 9.1 مليون فرنك سويسري، أي ما يعادل 10.1 مليون دولار.
وشملت المجوهرات الأخرى المعروضة للبيع قطعًا من علامات فاخرة مثل "تيفاني" و"فان كليف آند أربيلس".
منذ نعومة أظافرها انجذبت هوتن إلى القطع الجميلة، حين كان والدها فنانًا، وازداد ولعها بالمجوهرات والفن بعد زواجها، وفقًا لدار المزادات.
واستطاعت أن تمتلك مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية الزخرفية والحديثة والمعاصرة، وبعضها معروض في متحفها.
من جهته، قال الرئيس الدولي لمجوهرات دار "كريستيز"، راهول كاداكيا، في بيان صحفي قبل المزاد إن "عالم هايدي هورتن يتألف من مجموعة تحمل في طياتها حياةً بأكملها. من بولغاري إلى فان كليف آند أربلز، من القطع الشخصية الصغيرة إلى البريوليت الهندية، إنها بمثابة حلم لأي جامع للتحف".
وأضاف كاداكيا: "استطاعت هورتن، بناءً على القطع الاستثنائية التي اقتنتها خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أن تنمي وتعتني بمجموعتها الراقية، التي تجمع ببراعة بين التصاميم القديمة والمعاصرة من أبرز دور المجوهرات في العالم، والتي تمثل اليوم بعضًا من أجمل الأمثلة على الإطلاق في السوق".