مصر.. تمنع فريق علماء آثار هولنديين من التنقيب في سقارة.. ما السبب؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مُنِع فريق من علماء الآثار في متحف هولندي من القيام بأعمال التنقيب داخل مقبرة سقارة الغنية في مصر، وذلك عقب تنظيم المتحف لمعرض أدانته السلطات المصرية.
وبعد افتتاح معرض "كيميت: مصر في الهيب هوب، والجاز، والسول والفانك"، تلقّى المتحف الوطني للآثار (RMO) في ليدن رسالة عبر البريد إلكتروني من رئيس البعثات الأجنبية لهيئة الآثار المصرية تفيد بأنّ المتحف "يزوّر التاريخ" من خلال مقاربته التي "تركز على السّمة الأفريقية"، بحسب ما نشرت صحيفة "إن آر سي" الهولندية الإثنين.
وأكّد مدير عام المتحف فيم فيلاند لـCNN، خبر رفض السلطات المصرية منح المؤسسة تصريحًا لموسم الحفريات المقبل في سقارة، واطّلاع الصحفي الذي كتب المقال في "إن آر سي" على بريد السلطات المصرية الإلكتروني.
وتعتبر سقارة التي تبعد حوالي 20 ميلاً جنوب العاصمة القاهرة، مقبرة شاسعة، تمثّل موطنًا لأقدم هرم في مصر، هرم زوسر، وكانت موقعًا للعديد من الاكتشافات المهمة في السنوات الأخيرة.
وقد اضطلع المتحف بأعمال التنقيب السنوية هناك منذ أكثر من 40 عامًا. وجرت أحدث حملة تنقيب في وقت سابق من هذا العام في الفترة الممتدة بين 19 فبراير/ شباط و23 مارس/ آذار.
وقال فيلاند لـCNN، "إنّ متحف ريكس فان أَوْديْد (المتحف الملكي للآثار) يعمل في منطقة سقارة منذ عام 1975". وتابع أنه "بالنسبة للموسم المقبل، تم رفض إعطاء تصريح للمتحف للحفر هناك".
وأفاد فيلاند أنّ سبب رفض إعطاء التصريح هو "زعم ’تزوير التاريخ‘ في المعرض الحالي"، مضيفًا أن المتحف يحاول "فتح باب للحوار" مع السلطات المصرية حول هذا الأمر.
لم يرد مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، على طلب CNN التعليق حول هذا الأمر.
وأوضح فيلاند أنّ الهدف من معرض "كيميت" يتمثّل بـ"إظهار وفهم رسومات مصر القديمة والرسائل التي تتضمّنها موسيقى الفنانين ذات البشرة الداكنة"، وكذلك "إظهار ما يمكن أن يخبرنا به البحث العلمي والمصري عن مصر القديمة والنوبة".
والنوبة، منطقة قديمة تقع شمال شرق إفريقيا، تمتد حدودها من وادي نهر النيل في مصر وصولًا إلى الخرطوم في السودان الحديثة. وكانت المنطقة ذات يوم موطنًا لمملكة كوش النوبية، أو "الفراعنة ذات البشرة الداكنة".
وبحسب الموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف، فإن المعرض الذي افتتح في أبريل/ نيسان ويستمر لغاية 3 سبتمبر/ أيلول، "يخوض رحلة عبر تاريخ الموسيقى"، ويبحث في "تأثير مصر القديمة والنوبة.. على أعمال العديد من الموسيقيين من ذوي الأصول الأفريقية، ضمنًا أيقونات موسيقى الجاز مثل مايلز ديفيس، وسان را، والفنانين المعاصرين مثل بيونسيه، وريانا".
في الأيام الأخيرة، أغرقت منشورات المتحف حول المعرض على وسائل التواصل الاجتماعي بوابل من التعليقات، معظمها من مصريين اعتبروها غير محترمة. وعلق البعض بصور تظهر رسومات مصرية قديمة ذات بشرة فاتحة، بجانب الرسومات ذات البشرة الداكنة، لافتين إلى أنّ المتحف يروّج لها.
وفي معرض الرد على هذا الجدل، أضاف المعرض ملاحظة على موقعه الإلكتروني ضمّنها معلومات إضافية حول محتوى المعرض، وخلفيّته، وأهدافه. وأشار إلى أنه سيزيل التعليقات المسيئة أو العنصرية من منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به.
وشجع المتحف الزوار على "زيارة المعرض لتكوين آرائهم الخاصة"، مرحّبًا "بالحوار المحترم حول التراث الثقافي لمصر والنوبة".
وليست هذه المرة الأولى التي تعترض فيها مصر على كيفية تصوير أسلافها القدماء. وقد انتقدت أخيرًا سلسلة وثائقية على شبكة نتفليكس عُنونت "الملكة كليوباترا"، تظهر حاكمة مملكة مصر البطلمية على أنها امرأة ملونة.
وكتب حينها زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار المصري السابق، الشهر الماضي أنه "لا يمكن لأي شخص لديه القليل من الاطّلاع أن يصنع فيلمًا يظهر كليوباترا باللون الأسود".