ما هي الأزياء التي كانت سترتديها الأميرة ديانا اليوم؟ خبراء يجيبون

نشر
8 دقائق قراءة
Credit: PATRICK RIVIERE/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خلّدت الكتب، والمعارض، ومسلسلات نتفليكس، وجلسات التصوير لمجلة "فوغ"، وحتى المسرحيات الموسيقية، أزياء ملابس الأميرة الراحلة، ديانا.

محتوى إعلاني

ومن ثوب زفافها الخيالي إلى "فستان الانتقام" الذي ارتدته بعدما أقرّ الملك تشارلز الثالث بخيانته الزوجية، شهد العالم على تحول أسلوبها بحيث أصبحت "أميرة الناس".

محتوى إعلاني

وقال جاك كارلسون، الذي أطلق علامته التجارية "Rowing Blazers"، وهي عبارة عن سلسلة ملابس مستوحاة من أسلوب الأميرة ديانا، في عام 2020: "كان أسلوبها خاص بها. لم تلحق بالموضة، بل صنعت تلك الخاصة بها، وكنا نتابعها جميعًا بإعجاب، ونحاول مواكبتها".

وهناك الكثير من الحنين إلى أسلوب الأميرة ديانا، بكل تأكيد، إذ أنه عندما أعادت شركة كارلسون إصدار سترتها الحمراء الشهيرة والتي عليها رسومات خراف بيضاء اللون وخروف وحيد أسود اللون، قال إنّ "الكنزات المخصصة للبيع، استُنفذت في ساعة ونصف الساعة فقط"، بعد انتشارها على الإنترنت.

لكن ما كان سيكون عليه أسلوبها في الملابس لو كانت على قيد الحياة اليوم؟ وكيف كانت ستوظف ولعها بالزي اللائق، والرمزي، والتواصلي في هذا العصر المثير للانقسام؟

تأثير الموضة

كانت أميرة ويلز بارعة في توظيف خزانة ملابسها دبلوماسياً. سواء من خلال اختيار ملابس لمصممين من الدول التي كانت تزورها، أو انتقاء الألوان والرموز المرتبطة بالهويات الوطنية للمضيفين، فقد استخدمت الملابس كي تقدم الدعم والاحترام.

وتذكرت آنا هارفي التي كانت مستشارة الأزياء للأميرة ديانا، في مقال نشرته بمجلة فوغ البريطانية في عام 1997، بعد وفاتها بوقت قصير: "منذ البداية كانت تستخدم الملابس على نحو هادف. في أول زيارة لها إلى ويلز كانت ترتدي الألوان الويلزية، وهي عبارة عن بدلة حريرية خضراء وحمراء اللون، ولدى وصولها إلى اليابان ارتدت زيًا للمصمم الياباني يوكي توريمارو، بينما ارتدت شانيل لرحلتها إلى باريس".

فستان منقط تيمنًا بالعلم الياباني، ارتدته خلال زيارتها للبلاد. Credit: TOSHIFUMI KITAMURA/AFP via Getty Images

وخلال زيارة منطقة الخليج في عام 1986، ارتدت الأميرة ديانا فستانًا مزينًا بالصقور الذهبية، أحد الرموز الوطنية للمملكة العربية السعودية. وخلال جولتها الملكية في اليابان في العام عينه، ارتدت فستانًا منقطًا باللونين الأحمر والأبيض في إشارة إلى العلم الوطني.

ومن جهته قال ماثيو ستوري، أمين معرض قصر كنسينغتون 2021، بعنوان "النمط الملكي قيد الإعداد"، لـCNN، إنّ أفراد العائلة المالكة عادةً ما "يرتدون الملابس التي تشيد بثقافة البلد الذي يزورونه". لكن الأميرة ديانا استمرت بالقيام بذلك في السنوات التي أعقبت انفصالها عن الأمير تشارلز حينها (الملك تشارلز الثالث حاليًا)، مطلع التسعينيات.

Credit: Tim Graham Photo Library/Getty Images

وبالإضافة إلى تكريم الدول المضيفة، استخدمت الأميرة ديانا أيضًا الموضة لتسليط الضوء على المؤسسات الخيرية، والمؤسسات التي أعجبت بها، من خلال ارتداء ملابسها في مباريات البولو، أو الأحداث العامة. وقال كارلسون: "لقد كانت سباقة بسنوات ضوئية، حتى في تلك الحقبة"، مشيرًا إلى الاتجاه الحالي لاستخدام البضائع بغية دعم المنظمات التي يتماهى معها الأشخاص.

ويستحيل تحديد الأسباب التي كانت ستناصرها الأميرة ديانا اليوم. لكن نظرًا لنضالها خلال حياتها من أجل التوعية حول فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، فإن مجموعة الملابس المختلفة التي تم إصدارها في اليوم العالمي للإيدز من قبل العلامات التجارية من "Maison Margiela" و"Victoria Beckham"، لربما لفتت انتباهها.

لكن المواقف التي تعلنها ديانا من خلال لباسها لم تكن دومًا "حرفية". فشبّهت باحثة الموضة إيلويز موران التي أسست حساب "Lady Di Revenge Looks"، خزانة ملابس الأميرة بـ"الدرع". فهي استخدمت ملابسها للدفاع عن نفسها من الظلم، ولاستعادة السيطرة على روايتها، بالقصر والصحافة البريطانية، بعد طلاقها من تشارلز في عام 1996.

وقالت موران في مقابلة مع CNN: "لقد أصبحت، في النهاية، شخصية قوية حقًا. أعتقد أن الناس كانوا يخافون منها، وممًا ستفعله بعد ذلك".

ومن المؤكد أن مقاربتها الجريئة لها صدى في عالمنا اليوم. وربما تكون قد أثرت على كيفية استخدام النساء البارزات لملابسهن بهدف حماية أنفسهن وإعرابهن عن مواقف سياسية بشكل مبطّن.

عين على القطع الأيقونية

وفي سنواتها الأولى، أثار المصممون في بريطانيا اهتمام الأميرة ديانا . وكتبت مستشارتها للأزياء هارفي في مقالتها بمجلة "فوغ" في عام 1997: "لقد أرادت أن ترتدي ملابس بريطانية لأنها شعرت أنه أمر إيجابي أن تتمكن بذلك من دعم صناعة الأزياء".

Credit: Tim Graham Photo Library/Getty Images

أما السترة الحمراء برسومات الخراف البيضاء المذكورة سالفًا، فهي مثال على ذلك، إذ لاقت رواجًا قبل عصر الإنترنت بوقت طويل، ويبدو أن الخروف الأسود الوحيد عليها يشير إلى موقع ديانا خارج العائلة المالكة.

وأوضحت مورغان لو كاير مسؤولة المحتوى في منصة البحث عن الأزياء "Lyst"، في مقابلة مع CNN: "يعلم أفراد العائلة المالكة أن الملابس التي يرتدونها يُرجح أن تتصدر عناوين الصحف، وتُباع على الفور". وأضافت لو كاير أنه "اتجاه يستمر مع ميغان ماركل وكيت ميدلتون"، لافتة إلى أن "الجيل التالي من زوجات أفراد العائلة المالكة أصبحن مؤثرات أقوياء".

وتكهّن كل من موران وكارلسون أنه لو كانت الأميرة ديانا على قيد الحياة اليوم، فربما تستعيد أيام الملابس المحبوكة الخاصة بها (الحقبة التي تجسدها كنزة Gyles & George المكتوب عليها "أنا جوهرة لا يستطيع أحد تحمل كلفتها").

وكانت الأميرة ديانا وفية للمصممين المقيمين في المملكة المتحدة الذين عملت معهم طوال حياتها، مثل كاثرين ووكر التي تُوفيت حينها، وبروس أولدفيلد.

لكن في نهاية حياتها، كانت الأميرة ديانا تجري تجارب على نطاق أوسع مع العلامات الدولية. ومع صعود نجمها، أقامت علاقات وثيقة مع مصممين مثل جياني فيرساتشي، الذي حضرت جنازته، وكريستيان ديور. 

Credit: Princess Diana Archive/Hulton Archive/Getty Images

ورأت موران أن الأميرة كانت تحب أن تخلط بين المصممين رفيعي المستوى ومتدني المستوى، وأن هذا الأمر كان ليستمر لو كانت على قيد الحياة اليوم.

وأوضح كارلسون أنها كانت ستختبر شبكة واسعة من الأزياء، قائلًا: "لا أستطيع أن أراها أسيرة مصمم واحد".

Credit: Jayne Fincher/Princess Diana Archive/Hulton Royals Collection/Getty Images

وبالنسبة للأميرة ديانا، كان الزي الوحيد الذي بدا وكأنه مؤشر على تحرّرها فستانها الأسود من تصميم كريستينا ستامبوليان والذي سُمي بفستان الانتقام، وهو قصير وغير متماثل وملاصق للجسم، وقد ارتدته بحدث في لندن باليوم الذي اعترف فيه تشارلز علنًا بعلاقة غرامية.

وأشارت موران إلى أن "الأميرة ديانا نسجت روايتها بالكامل في تلك الليلة. من هناك، أعتقد أن هذا هو الخط المرسوم الذي كانت بسببه في موقع السيطرة، وكانت تظهر ذلك للجميع. يمكنك حقًا أن تجعل الناس يخافون منك، أو يحترمونك، أو أيًا كان، من خلال الملابس".

وخلص كارلسون إلى أنه لا يعتقد "أنها كانت سترتدي ملابس مماثلة لباقي أفراد العائلة المالكة". وأكدّ: "أعتقد أنه بدلاً من اتباع الموضة أو توقعات أي شخص، كانت سترتدي ملابس تعكس حياتها، وتجاربها الخاصة، ومشاعرها، وراحتها أيضًا".

نشر
محتوى إعلاني