أزياء "باربي".. تعرّف إلى المصمّمة الإبداعية لطلّات أيقونة الموضة الصغيرة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من إطلالات وردية متناسقة بدقة، إلى ملابس مسائية فاخرة تم إنتاجها بالتعاون مع أوسكار دي لا رنتا، لم يعد سرًا لم استمرّت "باربي" واحدة من أكثر الدُمى التي تتتبّع أحدث صيحات الموضة في السوق.
ويعود الفضل في هذه السمعة إلى كارول سبنسر، الباحثة المتخصّصة في الفنون الجميلة البالغة من العمر الآن 90 عامًا، التي استجابت لإعلان وظيفي في صحيفة صادرة عام 1963، لتصبح مصممة أزياء "باربي"، الوظيفة الذي شغلتها لمدة 36 عامًا حتى عام 1999، ما جعلها أطول مصممة أزياء للدمية.
وفي حديثها عبر الهاتف، من مؤتمر "باربي" لعام 2023 في مدينة أورلاندو بولاية كاليفورنيا، قالت سبنسر: "عندما انضممت للشركة، عملت مع روث هاندلر (مخترعة باربي) التي كانت لا تزال تعمل لدى (شركة) ماتيل، وفور بدء عملي، وقعت حقًا في حب هذه الدمية الصغيرة المسماة باربي وأصبحت شغوفة بها".
لكن أن تصبح مصممة أزياء في كاليفورنيا كان طريقًا طويلًا من حياة سبنسر في بدايتها.
وأوضحت سبنسر، التي ولدت عام 1932 بمدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا، أنها رفضت الصور النمطية الشائعة للمرأة في تلك الحقبة.
وقالت لموقع "بيزنس إنسايدر" عام 2019: "تخرجت من المدرسة الثانوية عام 1950، وحينها كان هناك أساسا 5 وظائف متوفرة للنساء"، أي معلمة، أو ممرضة، أو سكرتيرة، أو كاتبة، أو مدبرة منزل".
بدلاً من ذلك، التحقت سبنسر بكلية مينيابوليس للفنون والتصميم لدراسة الفنون الجميلة بالإضافة إلى تصميم الأزياء، وبعد حصولها على درجة البكالوريوس عام 1955، سافرت سبنسر إلى نيويورك للعمل كمحررة ضيفة لدى مجلة Mademoiselle (بجانب جوان ديديون)، قبل أن تنتقل إلى مدينة ميلواكي في ولاية ويسكنسن للعمل بمجال تصميم الأزياء.
وبعد سبع سنوات، حصلت على وظيفة لدى شركة "ماتيل" وانتقلت عبر البلاد لتحقيق ما تعتقد أنه قدرها.
إنها مسيرة تحتفي بها في كتابها الذي أعيد طبعه في الآونة الأخيرة Dressing Barbie" عن (Harper Books)، حيث تسرد فيه سبنسر بعض أهم لحظات مسيرتها كمصممة أزياء لدمى بحجم صغير.
وقالت سبنسر: "عندما تنظر إلى دمى باربي في الماضي، فإنها تجسّد التاريخ وتظهر ما كان يحدث في ذلك الوقت، لهذا السبب تعد ستينيات القرن الماضي أحد عقودي المفضلة في العمل مع باربي".
وتابعت: "حدثت العديد من الأمور، وتحوّلت اتجاهات الموضة من "فترة الكوتورييه"، أي الموضة الراقية التي نشأت في أوروبا وانتشرت في جميع أنحاء العالم، إلى حركة ثقافية شبابية هائلة، وظهور الموضة المعروفة بـ"المعاصرة" وتصاميم ماري كوانت الرائعة. وكان هناك موسيقيون رائعون جدد، مثل إلفيس بريسلي وفرقة ذا بيتلز، على سبيل المثال. وكان من الممتع العمل على تغير أسلوب باربي في خضم كل ذلك".
ومع ذلك، أكدت سبنسر أنه لن يتم وضع باربي أبدًا كرائدة في هذا الحركة الشبابية الجديدة.
وقالت:"يجب أن تكون ملابس باربي وأسلوبها مفهومة للطفل".
وتابعت:"لذلك كنا دائمًا ننتظر أن تتأسّس صيحات الموضة قبل إنتاج قطع لباربي. وكان عليها أيضًا أن تكون نموذجًا للنقاء والبراءة، كان علينا أن نلبسها سروالًا داخليًا، على سبيل المثال، لكنها كانت أيضًا لعبة ممتعة".
وعندما ظهرت باربي لأول مرة في مارس/ آذار عام 1959، تم تقديمها كعارضة أزياء مراهقة؛ بديلة لدمى الورق التي يقصها الأطفال ويلعبون بها في ذلك الوقت.
وبينما تسببت معايير جمال باربي الضيقة في إثارة القلق، تقول سبنسر إن نية هاندلر كانت دومًا أن يواكب تتطور الدمية العصر.
وتابعت: "كانت خطة روث هاندلر تتطلع إلى جعل الدمية حقيقية قدر الإمكان وتواكب تطور المجتمع".
ومع تغير الأزمان، بدأت عملية التصميم تتغير أيضًا.
وفي حين يعمل مصممو اليوم على الحواسيب، عملت سبنسر وفريق التصميم على تصاميم الأزياء باستخدام نماذج ثلاثية البعد للدمى بدلاً من الرسوم.
وذكرت سبنسر: "قام الفريق بكل شيء يدويًا؛ بدءًا من صنع النماذج، وقصّها، وخياطة الملابس الصغيرة، ثم كنا نجري التعديلات حتى تبدو جيدة على "باربي" وفي العلبة.
ولفتت إلى أن قياس باربي يعادل تقريبًا 1/6 قياس الشخص الحقيقي وكان يجب أن يبدو كل شيء جيدًا.
ورغم أن سبنسر تعد أطول عضو استمر ضمن فريق التصميم لدمية "باربي"، إلا أنه من منتصف السبعينيات إلى أوائل التسعينيات، كان هناك ثلاثة مصممين للدمية.
وأضافت: "كان هناك أيضًا كيتي بلاك بيركنز، التي كانت من أصل أفريقي أمريكي ومن جنوب شرق البلاد، وجانيت غولدبلوم من نيويورك. وكانت الشركة ترغب بوجود مصممين من مختلف الخلفيات وكان لدى كل واحدة منها مهارات مختلفة".
وأثناء هذه المقابلة، لم تكن سبنسر قد شاهدت فيلم "باربي" حتى ذلك الوقت، ولم تكن تعلم بعد إذا كانت أي من تصاميمها الدقيقة ستظهر، ولكنها قالت إن المشاهد التي رأتها تحافظ على روح التصاميم.
وقالت سبنسر: "لقد استوحت الملابس من تصاميمنا العديدة، لكني لم أرَ أي نسخة طبق الأصل حتى الآن".
ولفتت إلى أن "هناك الكثير من اللون الوردي والمربعات البيضاء، على سبيل المثال، وهو نمط قماش استخدم حوالي خمس أو ست مرات على مر السنين".
لكن مصممة الأزياء للفيلم، جاكلين دوران، قامت بتحديث تلك الأنماط، كما يفعل كل مصمم، واضطرت أيضًا لجعل الأزياء تتناسب مع الممثلين الذين يحتاجون إلى الحركة والحفاظ على مظهر الزي، حسبما ذكرته سبنسر.
وبالإضافة إلى الأرشيف الضخم الذي يحوي مئات الدمى، بلغت مجموعة سبنسر الشخصية من "باربي" في وقت ما، أكثر من 500 دمية في منزلها بلوس أنجلوس، ضمنًا 400 دمية في غرفة الطعام وحدها.
وتبحث المصممة عن منازل تستقبل مجموعتها الواسعة بجانب قصر باربي السحري، الذي يحتوي على أثاث صغير جمعته من رحلاتها حول العالم.
ولكن هناك بعض الدمى التي ستبقى دومًا معها، منها دمية باربي ذات الشعر الأحمر المحبوبة من عام 1992، التي ترتدي ثوبًا ذهبيًا وتركوازيًا أنيقًا، ودمية باربي الذكرى الذهبية من عام 1996، التي تحمل اسم سبنسر على الظهر.
وأضافت: "إنها المفضلة لدي، أحبها حقًا. أنا المصممة الوحيدة التي طبع اسمها على دمية باربي وهذا يعني الكثير بالنسبة لي".