مصمم الورود العالمي جيف ليثام لـCNN: "الزهور أشبه بكبسولة زمنية"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعتبر جيف ليثام، أن تنسيق الأزهار دعوة للسفر عبر الزمن. وخلال العقود الثلاثة الماضية، عمل بائع الزهور الشهير على أعلى المستويات، حيث قام بتزيين فندق "فور سيزونز" في مدينتي بيفرلي هيلز وباريس، وأماكن أخرى، بأعمال تجهيزية مذهلة.
كما نسّق الأزهار لعدد لا يحصى من حفلات الزفاف ومناسبات المشاهير، لا سيما لعائلة كارداشيان جينر التي له معها تاريخ طويل. وقُلّد العديد من الأوسمة، ضمنًا وسام جوقة الشرف الفرنسي، الوسام العسكري والمدني الأعلى الذي يمكن أن تمنحه البلاد.
طوال ذلك الوقت، شهد بائع الزهور عن كثب قوة الزهور التي تنقل الناظر إلى لحظة محورية من حياته. ولا تقتصر وظيفته على ترتيب الأزهار الجميلة فحسب، رغم أنه يفعل ذلك بمهارة عميقة، لكنه يقدم أيضًا لحظة من الجمال الطبيعي الخام الذي يستعيد بعضًا من الذاكرة الأساسية.
وفي كتابه الأخير، "فن الزهرة"، يعود ليثام إلى بعض تلك اللحظات العاطفية المميزة. ويسلط المعرض الاستعادي الضوء أيضًا على الحجم المذهل للعديد من مشاريعه، ومنها غرف كاملة مغطاة بالورود الحمراء من الأرض إلى السقف، وحمام سباحة داخلي محاط بممرات من بساتين الفاكهة، والعديد من التصاميم الأخرى.
تصاميم ليثام الزهرية لا تأخذك إلى الماضي فحسب، بل تترك بصمة واضحة في الحاضر، أي انها سريعة الزوال، ولكن لا تُنسى.
وهذه أبرز الأسئلة التي أجاب عليها ليثام في مقابلة مع CNN:
CNN: ما الذي يجذبك إلى الزهور كوسيلة للتعبير الإبداعي؟
جيف ليثام: بالنسبة لي، إنه مقدار السعادة التي يجلبها تنسيق الزهور للناس. مع العمل الذي أقوم به في ردهات الفنادق. عدد الأشخاص الذين يندفعون ويتوقفون لينظروا ويستوعبوا كل شيء، بغاية الأهمية بالنسبة لي. أعتقد أن هذا ما يجذبني. فبعد كل هذه السنوات، ما زال يذهلني كيف يُفاجأ الناس بجمال الطبيعة.
CNN: الزهور شكّلت العنصر الأساسي في العديد من مراحل تطور البشرية. لماذا تعتقد أنها تلعب هذا الدور الأساسي في حياتنا؟
جيف ليثام: لأنها تستحضر ذكريات معينة، خصوصًا مع اختلاف الفصول. إنها مثل الأصدقاء القدامى الذين يذهبون بعيدًا ثم يعودون للزيارة مجددًا. هناك أيضًا زهور تعيدك إلى مراحل محددة من حياتك. توفيت جدتي لوالدي عندما كنت صغيرًا جدًا، لكن في كل مرة أرى أو أشم رائحة الورد الأرجواني، يعيدني ذلك على الفور إلى الفترة التي كنت فيها بالرابعة من عمري، وكنت أتردّد على زيارتها وكان لديها شجيرات أرجوانية عملاقة أمام منزلها.
أعتقد أن الكثير من الناس لديهم قصص كهذه مع الزهور، تعيدهم إلى لحظة من حياتهم، سواء كانت سعيدة أو حزينة - مثل كبسولة زمنية.
CNN: ماذا عن الأزهار سريعة الزوال التي تعجبك بشكل خاص؟
جيف ليثام: أعتقد أن السبب مردّه إلى أنه في الحياة، خصوصًا في حياتي، لديك تلك اللحظات العابرة حيث يبدو الأمر مثل: لا أستطيع أن أكون أكثر سعادة مما أنا عليه الآن. ينسحب ذلك على إحدى الزهور المفضلة لديك. إنه أمر جميل، لكنه سيظل هكذا لمدة يوم أو اثنين فقط، لذا تتمسك بتلك اللحظة. تستمتع بها حين تكون جميلة، لأن ذلك لن يدوم إلى الأبد.
CNN: كيف تصف وجهة نظرك في تصميم الزهور؟
جيف ليثام: أشعر بأنني محظوظ للغاية لأنني أعيش في هذا الوقت الذي تحظى فيه الزهور بشعبية كبيرة. عندما انتقلت إلى باريس في عام 1992 (وبدأت العمل مع فندق فور سيزونز جورج الخامس)، أحدثنا ثورة بطريقة نظرة الناس للزهور، حيث أظهرناها بطريقة نظيفة وبسيطة وأنيقة حقًا. أحادية اللون جدًا، جميعها من نوع واحد، مجتمعة معًا، تخرج من القاعدة وتطفو. لقد استهلّ ذلك فعلًا ثورة.
لقد تغيرت الأساليب على مرّ السنين. إنها مماثلة للموضة بطريقة ما.. الجميع يختار فقط ما يناسب شخصيتهم. أصبحت الزهور أيضًا بمثابة بيان للثروة، ترمز للمكانة، مثل الركوب في سيارة جميلة حقًا خلال حفل زفاف. كم عدد الزهور التي يمكنك الحصول عليها لإثبات مقدار المال الذي لديك؟
CNN: أثرت في كتابك المرحلة التي أمضيتها في باريس، وتناولت أيقونات الموضة الذين كنت محاطًا بهم. كيف أثّرت تلك العلاقات على عملك؟
جيف ليثام: تلك الأيام كانت "السنوات الذهبية". لقد كان الجميع، من كارل لاغرفيلد، إلى لي ماكوين، وتوم فورد، ومارك جاكوبس، في ذروة حياتهم المهنية وازدهارها. لقد ساهم ذلك بتشكيل شخصيتي كفنان. هكذا كانت تسير الأمور وكانت تخصص ميزانيات كبيرة، ويوجد إبداع كبير. لقد كان الأمر واضحًا جدًا. كانت الأمور متطورة جدًا.
CNN: كتبت كيم كارداشيان مقدمة هذا الكتاب. ما الذي يجعل علاقتك بها مميزة إلى هذا الحد؟
جيف ليثام: حسنًا، بدأت علاقتي مع والدتها كريس جينر. لقد علمتني الكثير لأنها تتمتع بذوق رائع وأسلوب مذهل. تتمتع كيمبرلي أيضًا بحب كبير للفن والموضة. إنها تريد دومًا أن تكون في المقدمة، لكن بطريقة كلاسيكية. أحب العمل معها لأنها منفتحة دومًا على القيام بأمور مختلفة. إنها ترسل لي دومًا صورًا، مثل، ’ماذا لو فعلنا أمرًا كهذا لكن نجعله خاصًا بنا؟‘. أحب الطريقة التي تدفعني بها كمصمم.
CNN: يبدو أن عملك يرتبط إلى حد كبير بالهندسة المعمارية والبيئة التي تعيش فيها. كيف يمكنك التنقل بين المجالين؟
جيف ليثام: بالضبط. أعتقد أن الجانب المعماري لعملي بدأ بالفعل لأنه لم يكن لدي أي فكرة عما كنت سأدخل فيه (فندق جورج الخامس) عندما بدأت هناك. إنها حاضرة بقوة (العمارة) الفرنسية والكلاسيكية؛ كنت أقول لنفسي، يجب أن أفعل شيئًا مختلفًا تمامًا حتى تتم ملاحظة عملي، وكي لا يطغى عليه الأثاث. حينها بدأت العمل بشكل معماري للغاية، استخدم الزهور ذات الألوان الجريئة، والخطوط القوية جدًا. لقد أحدث ذلك فرقًا حقًا.
ثم فزت في النهاية لأنه تمت إزالة جميع الأثاث الثقيل الموجود من الردهة لوضع المزيد من الزهور.