شركة بأبوظبي تهدف لجعل صناعة البناء أكثر خضارًا عبر سعف النخيل

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعد صناعة البناء والتشييد من أكبر العوامل المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري، وواحدة من أصعب القطاعات لإزالة الكربون منها.

ويمثّل تشييد المباني، وتصنيع، ونقل المواد ما نسبته 11% تقريبًا من إجمالي انبعاثات الكربون العالمية، وفقًا لما ذكره المجلس العالمي للمباني الخضراء.

 والآن، تعتبر شركة "Desert Board"، ومقرّها أبوظبي، أنّها وجدت طريقة لتقليل تلك الانبعاثات عبر استخدام النفايات الناتجة عن أشجار النخيل.

وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة ما يقدّر بنحو 40 مليون نخلة، وتُعتبر خامس أكبر منتج للتمور في العالم.

ولكن يشكّل سعف النخيل مشكلة عند قطعه، بحسب مدير "Desert Board"، كمال فرح.

وشرح فرح قائلًا: "عند التخلص منه، فهو يستغرق عقودًا للتحلل، ويشغل مساحة كبيرة من الأرض، ويطلق غاز الميثان في الغلاف الجوي. ويتم حرقه في حال عدم التخلص منه، ما يؤدي إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون".

وتستخدم "Desert Board" مخلفات أشجار النخيل المتبقية من التقليم لإنشاء مادة بناء تُسمى "Palm Strand Board"، أو PSB كاختصار، يمكن أن تستبدل الخشب الرقائقي عند صناعة الأثاث، والأرضيات، والجدران، والأبواب، والأرفف.

يمكن استخدام ألواح شركة Desert Board للجدران، والأرضيات، والأبواب، والأثاث.

وأكّد فرح: "يعني هذا أخذ النفايات الطبيعية وتحويلها إلى منتج يتمتع بقيمة، وقابل للاستخدام".

وأشار فرح إلى أنّ ألواح PSB قابلة لإعادة التدوير، كما أنّها متينة مثل الألواح العادية، مضيفًا أنّها "مقاوِمة للحرائق، والنمل الأبيض، والرطوبة".

وعلى عكس الكثير من ألواح الخشب الرقائقي، لا تحتوي هذه الألواح على الفورمالديهايد، وهي مادة مسرطنة معروفة.

وصَنَّعت "Desert Board" أولى ألواحها منذ عامين، وتقوم الآن ببيعها داخل دولة الإمارات، وبلدان أخرى مثل المملكة العربية السعودية، والبحرين، والهند. 

وذكر فرح أنّ الشركة تنتج ما يكفي من هذه الألواح لتغطية ملعبين ونصف من ملاعب كرة القدم يوميًا.

وبما أنّها مصنوعة من أشجار النخيل التي احتجزت ثاني أكسيد الكربون خلال حياتها، يعني ذلك أنّ كل طن من ألواح PSB المستخدمة يعادل احتجاز 400 كيلوغرام من الكربون.

التنويع

وأفاد فرح أنّ شركته هي الوحيدة في العالم التي تستخدم مخلفات النخيل بهذه الطريقة، مضيفًا أنّه من خلال جعل أبوظبي أقل اعتماداً على المواد المستوردة، فإن "Desert Board" تتماشى مع الاستراتيجية الصناعية الأوسع للإمارة.

وتمتلك أبوظبي سادس أكبر احتياطي نفطي في العالم، مع بلوغه حوالي 100 مليار برميل، ولفترةٍ طويلة، اعتمد اقتصادها على الوقود الأحفوري. 

ولكن، تحاول الإمارة التنويع بعيدًا عن النفط، وفي عام 2022، أعلنت أبوظبي عن استراتيجية صناعية طموحة لتعزيز اقتصادها من خلال مضاعفة حجم قطاع التصنيع الخاص بها بحلول عام 2031، وخلق أكثر من 13 ألف فرصة عمل، وزيادة الصادرات غير النفطية بمقدار 150% تقريبًا.

ويقول وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، عمر أحمد السويدي، إن جزءًا مهمًا من الاستراتيجية يتضمن تطوير "سلاسل التوريد المحلية، وإنتاج المزيد من القيمة في صناعاتنا"، فضلاً عن كونها مستدامة.

وأكّد السويدي لـCNN: "لن يكون الأمر سهلاً. سيشكّل الأمر فرصة.. وتحديًا"، مضيفًا: "نتمتّع بالكثير من الخبرة في الصناعات الثقيلة مثل المعادن، والكيماويات، والبتروكيماويات، ومن اهتماماتنا الرئيسية محاولة جعل هذه الصناعات أكثر خضارًا".

ورأى رئيس كلية الهندسة المعمارية والبيئة المبنية في جامعة "ولفرهامبتون" في المملكة المتحدة، بول هامبتون، أنّ الألواح المصنوعة من نفايات النخيل عبارة عن "خطوة هادفة نحو استخدام ودمج المبادئ الصديقة للبيئة باستخدام مواد مستدامة يمكن إعادة استخدامها".

ولكن للوصول إلى سوقٍ أوسع، يتطلب الأمر "فهمًا إضافيًا حول قابلية التوسع، والتطبيق، وقابلية التشغيل مع المنتجات الحالية"، وفقًا لما أوضحه هامبتون.

وقد يحتاج الدخول للسوق الأوروبية إلى شهادة محلية حول السلامة من الحرائق، "وكيفية تفاعل متانة المنتج في ظل طقس متغيّر بشكلٍ أكبر".

ورُغم  حاجة استخدام الألواح في سوق الإسكان الأوسع إلى تأكيدات حول مدى ملاءمة المنتج، إلا أنّ هامبتون أشار لوجود "نطاق هادف ضمن تطبيقات معينة".

نشر
محتوى إعلاني